استعراض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية - أثناء ترؤسه الاجتماع الثاني لمجلس الشؤون السياسية والأمنية يوم الأربعاء المنفرط، لجهود المملكة الخاصة بمكافحة الارهاب وما تبذله الجهات الأمنية لتعزيز أمن وسلامة المواطنين والمقيمين، هذا الاستعراض يؤكد مجددا عزم المملكة المستمر لمكافحة الارهاب ومواصلة تقليم أظافر أصحاب هذه الظاهرة الشيطانية الخبيثة، لا سيما أن المملكة كانت من أولى الدول التي عانت الأمرين من تلك الظاهرة، وتمكنت بجهودها المظفرة من السيطرة عليها وكبح جماحها في الداخل. كما أن المملكة من جانب آخر ما زالت تتعاون مع كافة الدول الاقليمية والعربية والاسلامية والصديقة، من أجل دحر الارهابيين وملاحقتهم أينما وجدوا بحكم أن ظاهرتهم التي يحاولون ترويجها ليس لها وطن ولا دين، وبحكم أنها ما زالت متفشية في العديد من الدول وتحاول مد أذرعتها الأخطبوطية في كل مكان على هذه البسيطة لنشر الترويع والفساد والذعر في كل بلاد تتسلل اليها. وقد دعت المملكة مرارا وتكرارا كافة دول العالم دون استثناء لدحر الارهابيين ووقف زحفهم الى سائر بقاع الدنيا، التي يحاولون يائسين نشر الفتن والقلاقل والاضطرابات بين صفوف سكانها وترويج الادعاءات الكاذبة والمضللة، بأنهم يريدون انقاذ العالم من الظلم والظالمين عن طريق الاسلام بتشويه صورته السمحة ومبادئه العادلة وهو منهم ومن أفاعيلهم المضللة بريء تمام البراءة. ولا شك أن الدعوات التي نادت بها المملكة وسائر دول العالم بالوقوف الدولي الجماعي لا الفردي لمكافحة تلك الظاهرة، والتخلص منها وقطع دابرها من الجذور هي دعوات عملية وصائبة لا بد من تفعيلها ودعم مختلف الخطوات التي ترمي للسيطرة عليها في كل مكان بمختلف الأساليب المتاحة، فخطر تلك الظاهرة أخذ يمتد الى مختلف أجزاء المعمورة دون استثناء، مهددا أرواح البشر وممتلكاتهم واستقلال دولهم بأفدح الأضرار والعواقب. وإزاء ذلك الخطر الآخذ في تهديد المجتمعات البشرية والحيلولة دون طمأنينة سكانها وأمنهم واستقرارهم، فان سموه أطلع المجلس على التوصيات الخاصة بمكافحة تلك الظاهرة الخبيثة، كما أطلع المجلس على الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة مع كافة الشركاء الدوليين للتصدي لتلك الظاهرة والعمل على مكافحتها، وهكذا تجدد المملكة عبر سلسلة من مواقفها الثابتة والمعلنة شراكتها مع كافة دول العالم لمحاربة الارهاب وكسر شوكته والحيلولة دون تنفيذ مخططات أصحابه لنشر الفتن والأزمات والنزاعات حول العالم وتهديد أرواح البشر وزعزعة أمن بلدانهم واستقرارها. وتلك الجهود المباركة التي تبذلها المملكة لاحتواء تلك الظاهرة الخطيرة، تعود في أساسها الى تعاليم ومبادئ وتشريعات العقيدة الاسلامية السمحة التي تدعو لافشاء السلام والأمن والاستقرار على الأرض وتنبذ أساليب القتل والعنف والتطرف، ولا شك أن أصحاب ظاهرة الارهاب الذين يحاولون ترويج ادعاءاتهم الباطلة بأن نصوص الاسلام ومبادئه تقف مع أساليبهم وأفاعيلهم يريدون خلط الأوراق أمام عقول المغرر بهم ودعوتهم للالتحاق بصفوفهم لاعلاء كلمة الاسلام ونشره في العالم كما يدعون. وهو ترويج يراد منه نشر الفساد في الأرض وترويع الآمنين واشعال الفتن في كل مكان يتسللون اليه، وستبقى المملكة بفضل الله وبتوجيهات قيادتها الرشيدة حازمة وعازمة على دحر الارهابيين وتقليم أظافرهم أينما وجدوا، وستبقى متعاونة مع سائر دول العالم لتحقيق أحلام البشرية كلها في التخلص من تلك الآفة ودحر شرورها وأضاليلها.