طالب أخصائيو التغذية العلاجية بالمستشفيات، وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، باستنساخ تجربة «التغذية العلاجية» التي طبقتها وزارة المعارف قبل أكثر من 30 سنة في المدارس وكانت تحوي وجبة صحية متكاملة للأطفال، أو إسناد التغذية لمتعهدين يقدمون وجبات صحية للطلاب وفق مقتضيات العصر الحالي. وحذروا خلال اللقاء العلمي الأول لمستجدات التغذية العلاجية للأطفال الذي اقامته إدارة التغذية العلاجية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، من زيادة السمنة المرضية بين الطلاب والطالبات وانتشارها بالمدارس، وهو ما يجب أن تتنبه له وزارة التعليم قبل أن ينعكس سلبا على الواقع التعليمي بالمملكة. وأكدت مديرة إدارة التغذية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر هيفاء الشمري أن ما يقدم داخل المدارس من وجبات غير صحي؛ لعدم توفر أخصائي تغذية داخل تلك المدارس وللأسف يغيب الوعي لدى طاقم التدريس بالإضافة إلى الأمهات في البيوت وهناك وجبات كثيرة تعتقد الأمهات بأنها صحية للطفل، بينما هي ضارة جدا مثل العصائر والكرواسون والمعجنات والشيبس والحلويات التي تباع علنا على الطلاب دون أن تكون هناك لجان لمحاربتها. ونصحت الشمري بأن يأخذ الطالب معه وجبته من المنزل أو الرجوع إلى النظام القديم الذي كانت تطبقه وزارة المعارف آنذاك وهي الوجبة الصحية التي تحتوي على خضروات وبروتين وكربوهيدرات وفواكه طبيعية والتقليل من المشروبات الغازية والتي يفترض الا يتناولها الطفل نهائيا والعصائر الجاهزة، وضرورة تخصيص المدرسة حصصا للتغذية الصحية السليمة وللرياضة المدرسية للبنات قبل الأولاد والتوعية بأهمية شرب المياه بكثرة وفق المقاييس الصحية. وبينت الشمري أن حصص الرياضة مطبقة لدى البنين وغائبة بمدارس البنات رغم اهميتها، لافتة إلى أنه أصبح هناك وعي لدى بعض الأهالي بمراجعة عيادة التغذية في المستشفيات للحصول الاستشارات الطبية، ولكن للأسف لا تتم هذه الخطوة إلا بعد تجاوز الطفل الحدود المنطقية للسمنة، وبلوغه مرحلة السمنة المرضية. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للقاء اخصائيي التغذية العلاجية للأطفال في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر سعد الشمري أن نسبة الصرع في المملكة بين الأطفال وصلت إلى 5% حسب إحصائيات المركز العلوم العصبية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، مبينا أن أقسام التغذية العلاجية بالمستشفيات توجد لديها حمية لمعالجة الصرع لدى الأطفال تسمى «الحمية الكيتونية» والتي تعمل على تقليل أضرار الأدوية، وتعمل بطريقة معينة ويضي المريض يومين في المستشفى لحين زيادة نسبة «الكيتونز» في الدم ثم يستمر على الحمية 3 أشهر يقوم خلالها أخصائو التغذية بمراقبته وعليه يمكن أن ينقطع المريض على الادوية تماما مع الاستمرار في الحمية. وبين الشمري أن نسبة السمنة في المملكة احتلت المركز الثاني بين الدول العربية والثالث عالميا، وأضاف إن المنطقة الشرقية تحتاج لمركز للسمنة، وتوعية الأهالي بسمنة ما قبل المدرسة في البيوت، مشيرا الى ان هناك حالات لأطفال تراجع إدرة التغذية العلاجية، منها طفل عمره سنتان ووزنه يزيد عن 60 كيلو جراما وهو أمر غير منطقي، وذكر انه زار المقصف المدرسي في إحدى المدارس واكتشف انه مخالف للشروط التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم في السابق، مطالبا بصياغة جديدة عن طريق استشاريين في وزارتي الصحة والتعليم، لإصدار مناقصة عامة لاختيار أفضل المتعهدين في التغذية الصحية المقدمة لطلاب المدارس لتكون المقاصف المدرسية مراكز بيع لتلك الشركات المعدة للتغذية المدرسية، وطالب وزير التعليم الجديد الدكتور عزام الدخيل بتشكيل لجنة من مختلف القطاعات لدراسة الأمر والخروج بمشروع جديد للتغذية الصحية أو استنساخ التجربة التي طرحتها وزارة المعارف قبل أكثر من 30 سنة، لافتا إلى أن هناك الكثير من المعلمين يعانون من مشكلة السمنة فكيف لهم تقديم النصيحة للطلاب في أمر هو عاجز عن معالجته في الأساس.