في ظل التطور العلمي والثقافي والانفتاح العقلي السريع في كل المجالات للافضل وللتغيير وللتوازن وللرقي وللعدالة بكل شيء، تبقى قضية واحدة يتوقف عاجزا عنها لتستمر بكهفها المظلم لتصارع جميع مناخاته المؤلمة ليس نسيانا ولكنْ تناسيا، إنها مأساة المرأة ببلد أكرمها الله بتعاليم واضحة كضياء الشمس، ولكن نعض شفاهنا بقوة القهر عندما نرى الظلم دوما فاتحا ذراعيه لتلك المسكينة وكأنه يقول لا مكان لك هنا. نعم نقولها بكل صراحة ووضوح، فالذكور في حياتنا طغوا وتجبروا ولا يزالون وسيبقون كذلك. يا اصحاب الميزان العادل حقوقنا غض النظر عنها. كرامتنا لا قيمة لها من البعض. ثمة عقول متسلطة أفقدت الأنثى معنى السعادة والاستقرار، فغصت المنازل بالمطلقات وفقدت كثير من البيوت فتياتها بهروب او انتحار ترى لماذا؟!. يا من تجمعون الاحصائيات والارقام بأوراقكم الباهتة.. النساء تصرخ مستغيثة من زوج ظالم.. من اب ظالم.. من اخ متسلط وابن عاق، فمن يحميهن ويقف بجانبهن. استضعفن كثيرا لويت ايديهن بمساومات ليبقين مذلولات امامهم بانكسار. لقد كان الزواج سابقا فرحة تفاؤل، تتزوج الفتاة بكل أمان وثقة أبوية، وهي لم تتجاوز الخامسة عشرة من رجل يعلم جيدا ماذا يريد.. لم يأخذها من بين اهلها الا لحاجته لرفيقة تشاركه تلك الحياة بكل ظروفها بحب، يشعر بقدرها ويتفانى لاسعادها لتنشر في بيتها عطر الابتسامة والرضا. فهل نعتبر كل ذلك من الماضي الذي لا يعود.. الذي كان فيه الرجل يعد رجلا بدينه بأخلاقه بكرامته بتربيته. بتلك الشهامة التي نزعت من الكثير، فأصبحت الآن شريكته كالمصباح الذي يتحكم في أنوارها بمزاجيته كيف يشاء.. تجدها مضاءة بكلمة لطيفة.. يعتم انوارها عندما يريد. سياسة معظم الازواج الذين أعطوا لأنفسهم الحق باتباعها؛ لنؤمن بواقع فرض حكمة مصرحة بان من أمن العقوبة اساء الادب وبقوة.