ودع الوطن قائدا فذا استولى على قلوب مواطنيه، وتغلغل حبه في شرايينهم وأوردتهم، حتى لهج بهذا الحب الصغير والكبير، فبكاه الصغار قبل الكبار في تجسيد حي لملحمة التلاحم التي جمعت أبناء هذا الوطن بقيادتهم، منذ عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه وأحسن مثواه. واستقبل الوطن قائدا كبيرا أجمع المواطنون على مبايعته على السمع والطاعة والولاء، وعلى كتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم»، وفي فترة وجيزة انتقلت فيها السلطة من قائد ترجل عن صهوة المجد بعد أن أدى الأمانة واختاره الله إلى جواره، إلى قائد طموح بآماله العريضة في الوصول بشعبه ووطنه إلى أرقى مدارج التقدم في الأمن والازدهار، قائد جمع بين الثقافة التاريخية المتعمقة، والبصيرة الشاملة لواقع الوطن والمواطن، هذا من جانب، ومن جانب آخر الوعي المدرك لمسئوليات التنمية الوطنية، وخطورة المرحلة الحرجة التي تعيشها المنطقة والعالم، ليقود سفينة الوطن إلى مرافئ الاستقرار المبني على الأمن والازدهار، وقد تجسدت تباشير هذا العهد الميمون فيما تم اتخاذه من قرارات حكيمة، هي في حقيقتها مؤشر عملي على إصرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على العبور بسفينة التنمية إلى آفاق جديدة من الطموحات الكبرى ذات المساس المباشر بحياة المواطن، ودور هذا الوطن في قيادة العالمين العربي والإسلامي، وخدمة الإسلام والمسلمين في أي مكان، وتصحيح الصورة المشوهة التي علقت بأذهان بعض الأجانب، نتيجة الممارسات غير المسئولة التي يرتكبها من يدعون الانتماء لهذا الدين الحنيف، ويسعون إلى الإساءة إليه، بدعم معلن من أعداء الأمة، والحاقدين عليها، والعاملين في السر والعلن على سلب إرادة أبنائها في المشاركة في صناعة حضارة هذا العصر. وما بين ذلك الوفاء وهذا الولاء يمتد جسر من الحب، لهذه القيادة الرشيدة، وسياستها الحكيمة التي استمرت منذ عهد الملك عبدالعزيز، وازدادت جذورها تعمقا عبر تاريخ هذا الوطن العزيز، وتنامت غصونها في قلوب أبنائه، الذين استظلوا بمنجزاته العظيمة، وقطفوا ثمار هذه المنجزات أمنا واستقرارا وازدهارا في جميع المجالات، بعد أن تنامى في ضمائرهم الشعور بالانتماء الوطني، وما يعنيه من مسئوليات تجاه المحافظة على هذه المنجزات التي أسهموا في إنجازها ليستفيد منها أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة، ولم تكن هذه المحبة حالة طارئة أملتها عوامل مؤقتة، بل هي شعور دائم كان ولا يزال أيقونة العلاقة بين أبناء هذ الوطن وقيادتهم، وهو حب يتحدى الزمن، ويقهر محاولات المغرضين الذين يسعون في الأرض فسادا بإشاعة الفتنة والفرقة بين أبناء هذا الوطن الغالي. وكما منّ الله على هذه البلاد بأن تكون مبعث الرسالة، وقبلة المسلمين، وكما أفاء عليها من خيراته الشيء الكثير، فقد منّ عليها أيضا بقيادة حكيمة استطاعت أن تحقق رسالة هذا البلد الأمين في خدمة الإسلام والمسلمين، بعد أن حققت له من المكاسب التنموية ما هو جدير بأن يكون في حصن حصين من عبث العابثين، وإفساد المفسدين وكيد الحاقدين، ولا شك أن من اختارهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليكونوا عونا له بعد الله في قيادة البلاد في هذه المرحلة من تاريخها الحافل بالمنجزات، هم من خيرة رجال هذا الوطن، وبكفاءاتهم استطاعوا كسب هذا الثقة الغالية التي هم أهل لها، ليسهموا في البناء الوطني الشامل، بعد تجاوز كل المحبطات والمعوقات التي قد تعرقل مسيرة التنمية في مختلف المجالات. وفق الله على طريق الخير والبناء قيادتنا الرشيدة لتحقيق المزيد من الإنجازات الرائعة لهذا الوطن الغالي. *رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي