في هذا الاسبوع سيكون المقال مخصصا للمراحل التي تمرّ بها موهبة الشاعر الموهوب , وأهميتها في نجاحه ورسم خط سيره إما الى النجاح أو الى التراجع وربما الفشل. فبالتأكيد الموهبة تمر بمراحل وتحديات ودروس وهذه الدروس يستفيدها الشاعر مع مرور الزمن ومع كثرة التحديات والاحتكاك بأهل الموهبة والخبرة. فالشاعر يبدأ حياته الشعرية بمحاولات بالتأكيد تكون مهزوزة وبالتالي يبدأ عنده الشعور بالخوف من ردّة فعل المتلقّي ومن الفشل المبكر. والمشكلة ان معظم المواهب لا تسمح للمخلصين والعارفين بالشعر بالاطلاع على كتاباتها فتسقط في ضحالة عقول الجاهلين الذين إما يقتلون الموهبة في مهدها بالحكم القاسي وعدم التشجيع او يفشلون هذه الموهبة بالتطبيل الممقوت. ثم يبدأ الشاعر الشاب المرحلة الثانية وهي مرحلة محاولة اقناع من حوله بشاعريته, وهذه من وجهة نظري اخطر المراحل لانها مرحلة المراهقة الشعرية, حيث تجده يجرّب كل البحور الشعرية والقوافي , ويحاول الاقتراب من معظم الاذان والتي ربما لا تمتلك الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الموهوب. فقد يجد التجاهل والتهميش المتعمّد اوغير المتعمد فيبدأ في الخروج من طوره , فيقلد غيره وينهج منهجا قد لا يناسبه, فقط ليرضي هؤلاء او ليشدّ انتباههم. وقد يجد هذا الشاعر التطبيل والخدعة الكبرى فيبدأ في مدافعة اهل المنابر على المنابر ويستصدر حكماً مستعجلاً بالفشل من معظم المتابعين , لانه لا يزال في بداية حياته الشعرية وبالتأكيد لن يكون مقنعاً لهم فيصبح قد فقد اهتمامهم بسبب تسرعه وفقدانه التوجيه السليم. ثم يبدأ المرحلة الثالثة وفيها يكون قد عرف ما له وماعليه في معظم الحالات ما عدا بعض الحالات التي تعاند اعتقاداً منها ان الرضا يكتسب بالقوّه وكثرة الضجيج. وفي هذه المرحلة قد يكون الشاعر أكثر هدوءا وتقبلاً للنقد منه، فالمراحل السابقة وانا هنا أخصّ الشاعر المتّزن لا الشاعر الفوضوي. من أبياتي سجودي على القبلة وشكواي يامولاي عليك ورجاي انّك بلطفك تعاملني انا ما اشرح ظروفي ولا اخص في شكواي رفيقٍ يحسّ بحاجتي ويتجاهلني