يتعرض بعض المرافق الخدمية العامة بالنعيرية لعبث متعمد على يد بعض المراهقين عبر تصرفات غير مسئولة، تحولت بمرور الوقت إلى ظاهرة مقلقة، ووفقا لمصدر ببلدية المحافظة فإن تكلفة مشاريع المرافق الخدمية التي تمت ترسيتها في المحافظة خلال الأعوام الخمسة الماضية تجاوزت ثلاثة ملايين ريال، فيما تبلغ تكلفة الإصلاحات والصيانة لهذه المرافق أكثر من 300 ألف ريال سنويا .. «اليوم» ترصد الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب إلى ارتكاب تلك التصرفات وطرق معالجتها في سياق التحقيق التالي. في البداية يرجع المواطن سعود الديحاني هذه الأعمال لقلة الوعي وعدم الشعور بالمسئولية تجاه مقدرات الوطن وضرورة المحافظة على ممتلكاته العامة، ولفت الديحاني إلى أن مثل هذه التصرفات تعطي صورة غير حضارية لسلوكيات أبنائنا وتهدر الكثير من الجهود التي تقدم لنهضة المحافظة، إلى جانب حرمانها المواطنين الاستفادة من هذه المرافق التي سعت الدولة إلى تنفيذها بالكثير من الأموال تلبية لرغباتهم وحاجتهم، فيما يعتبر المواطن عارف بن سدران هذه المشكلة ظاهرة على مستوى الكثير من المحافظات بالمملكة وليست حكرا على النعيرية، وقال : يجب على أولياء الأمور والمدارس مسئولية توعية المراهقين وإرشادهم. كما انه يجب على الجهات المختصة تخصيص قسم لمتابعة هذه الظاهرة ومحاسبة العابثين بالمرافق العامة وأخذ التعهد على أولياء أمورهم، وأكد ابن سدران على أهمية تعاون الأهالي والمجلس البلدي للإبلاغ عن هذه المخالفات. وينوه المواطن تركي العتيبي إلى أن الأيدي العابثة قد طالت جدران العديد من المنازل والمدارس وتعدتها للمساجد وشوهتها بالكثير من الكتابات والرسومات، ما يشير إلى ضعف الوازع الديني لدى هؤلاء الشباب المراهقين وقلة ما لديهم من وعي أخلاقي وخلل تربوي يحتم على الكثير من الجهات المعنية بما فيها أسر هؤلاء الشباب بتنمية الجانب التثقيفي وتفعيل المواطنة بالحفاظ على الممتلكات العامة. ضعف الوازع الديني لدى هؤلاء الشباب المراهقين وقلة ما لديهم من وعي أخلاقي وخلل تربوي يحتم على الكثير من الجهات المعنية بما فيها أسر هؤلاء الشباب بتنمية الجانب التثقيفي وتفعيل المواطنة بالحفاظ على الممتلكات العامة. وبسؤال رئيس نادي النعيرية الرياضي محمد صليح المري عن افتقاد المحافظة لوجود ملاعب مخصصة للشباب من خارج النادي أجاب بقوله : إن التنسيق مع بلدية المحافظة لايزال قائما لإنشاء ملاعب حرة لكرة القدم والطائرة لخدمة شباب المحافظة، مشيرا إلى أنه يدرك أهمية هذه الملاعب لاسيما مع توافر موقع مناسب من أرض النادي لهذا الغرض وتزايد المطالبات بإنشائها، ولفت إلى وجود مستثمر يرغب بإنشاء صالة رياضية تضم العديد من الألعاب الرياضية المناسبة للشباب ويجري العمل حاليا على إنهاء إجراءاتها في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
تصرفات غير لائقة من الشباب في المقابل يقول شاب ان الدافع خلف القيام بهذه التصرفات التي يراها تنشط في مرحلة المراهقة هو تحد يدور بين مجموعة من الشباب لتحويل أعمدة الإنارة إلى أهداف يتم تصويب الحجارة إليها وتكسير اللوحات الدعائية الزجاجية كنوع من المتعة واثبات المهارات ، ومضى يقول : قد يصاحب ذلك شعور نفسي يبيّن عدم أهمية هذه اللوحات وأعمدة الإنارة وأنه يمكن إصلاحها بشكل يسير وبسيط جدا. ويذكر شاب آخر أن لديه قناعة بأن مثل هذه التصرفات غير لائقة بالشباب وأن معظم من يمارسها في الوقت الراهن هم صغار السن أو المراهقون الذين ليس لديهم أدنى شعور بالمسئولية أو خلفية بحجم الأضرار التي قد تنجم عن مثل هذه الاعتداءات وتشويه الأماكن العامة ، وقال : أشعر بالندم لما فعلت بالسابق ولكن هذا كان بسبب الفراغ الذي أعتبره عاملا مهما ودافعا للقيام بمثل هذه التصرفات التي أتمنى أن تزول من المجتمع وأن يتفهم الشباب أن ذلك غير جدير بهم ، وطالب الشاب بإنشاء ملاعب ومرافق رياضية للقضاء على أوقات الفراغ ، مشيرا إلى أن المحافظة تفتقد لهذه الملاعب والمرافق الخاصة بالشباب .
عقوبات مالية والزامية للمعتدين
شويل: ظاهرة مقلقة وتحتاج إلى جهود لحلها إلى ذلك يؤكد رئيس بلدية النعيرية سعيد شويل تعرض بعض المرافق العامة للاعتداءات المتتالية من قبل فئة من الشباب بين الحين والآخر ، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة باتت مقلقة ومستلهمة للكثير من الجهود في سبيل إيجاد الحلول المناسبة لها ، وقال شويل : المرافق العامة في كل مدينة هي الواجهة الرئيسية للمحافظة والتي تعكس ثقافة شباب المحافظة ومدى وعيهم وإدراكهم ، لافتا إلى أن هذه المرافق إنما عمدت الدولة إلى توفيرها وإنشائها للمواطنين بهدف خدمتهم فهي ملك لهم جميعا ، ولذلك لا يستحسن أن يأتي من يتلف ملكه الخاص أو يسمح لأحد بالاعتداء عليها ، وأوضح أن هناك عقوبات مالية وإلزامية بإصلاح ما تم إتلافه ، متمنيا ألا تصل البلدية إلى هذه المرحلة من التعامل مع الشباب الذين يفترض أن يدركوا بأنفسهم خطأ مثل هذه التصرفات ويقوموا بمنع الآخرين من ارتكابها وأن يولوا محافظتهم مزيدا من العناية والاهتمام.
رجال الأمن يتعاملون بحزم مع المعتدين أوضح مدير شرطة النعيرية العميد حماد المطيري أن عدم اهتمام الأسرة بتوجيه وتوعية الأبناء له ارتباط وثيق بمثل هذه التصرفات التي من الواضح غالبا أنها تصدر من أطفال وشباب يلاحظ بقاؤهم خارج المنزل وفي الشوارع لفترات طويلة مما يضع على عاتق أولياء أمورهم مسئولية محاسبتهم والعناية بتوجيههم بالإضافة إلى أهمية دور الجهات التربوية والاجتماعية الأخرى ، وأشار مدير الشرطة الى أن رجال الأمن يتعاملون بحزم مع المعتدين وتتم إحالتهم إلى البلدية التي تفرض من جهتها العقوبة المناسبة بحسب ما لديها من جزاءات وأنظمة .
شوهوا جمال البيوت والأماكن العامة
تربوي: تفريغ طاقات الشباب في هوايات مفيدة ويرى الباحث والمشرف التربوي مجدي سلامة أن كثيرا من هذه التصرفات إنما هي انعكاس لعدد من العوامل والمؤثرات المتداخلة .. منها ما يتعلق بتلك التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على جسم المراهق في هذه المرحلة فتزيد طاقاته التي إما أن توجه وتستثمر بأسلوب رشيد في بعض الأنشطة النافعة أو أن تخرج على هذا النحو من العشوائية والعنف الذي قد يصل بالبعض منهم إلى حد التخريب، وأضاف أن من الأسباب أيضا ما يتعلق بوجود نقص في شعور بعض الشباب بالانتماء للمجتمع وعدم إحساسهم بأن هذه الممتلكات تخصهم وملك خاص لهم، وبالتالي يجب المحافظة عليها وعدم العبث بها كما هو الشأن مع سيارته الخاصة مثلاً أو مقتنيات منزله، إلى جانب بعض الاعتبارات النفسية والتربوية الأخرى التي يمكن تلمس بعضها في التنشئة الأسرية للمراهق وقدر ما يتمتع به من الإشباع العاطفي والأمان النفسي وما قد يتعرض له من القسوة والعنف البدني والنفسي سواء داخل الأسرة أو في المدرسة، ولفت الباحث سلامة إلى أن عدم شعور الشاب بالتقدير وتجاهله من قبل الكبار ومعاملته كطفل وليس كراشد، قد يدفع ببعض هؤلاء الشباب إلى مثل تلك الأفعال بغرض لفت أنظار الكبار إليه وإثبات ذاته أمام الأقران، وقال : على المؤسسات الاجتماعية أن تقوم بدورها في غرس شعور الانتماء في نفوس الشباب وتهيئة أماكن مناسبة حاضنة لطاقاتهم واستثمارها بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع، وتفريغ هذه الطاقات في هوايات مفيدة كالرياضة وإقامة الدورات والبرامج التدريبية.