أكدت مصادر في اليمن أن هناك اتفاقا مبدئيا على تشكيل مجلس رئاسي يحكم اليمن خلال الفترة المقبلة، ويجري بحث صلاحياته وحجم سلطاته, وقالت المصادر إن 14 طرفاً سياسياً يشارك في المفاوضات، ويمثلون كل المكونات بمن فيهم الحوثيون، برعاية المبعوث الدولي جمال بن عمر، مشيرة إلى أن هناك توافقا عاما وأجواء ايجابية تسود النقاشات, فيما قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تواجه صعوبة متزايدة في الحصول على المعلومات المخابراتية اللازمة لتشغيل برنامجها للطائرات بلا طيار في اليمن ما يقوض حملة ضد اخطر فرع لتنظيم القاعدة بعد أن سيطر المتمردون الحوثيون على اجزاء من اجهزة الأمن بالبلاد. الغارات الامريكية وفي سياق يمني اخر, يقول مسؤولون أمريكيون إن الولاياتالمتحدة تواجه صعوبة متزايدة في الحصول على المعلومات المخابراتية اللازمة لتشغيل برنامجها للطائرات بلا طيار في اليمن ما يقوض حملة ضد اخطر فرع لتنظيم القاعدة بعد أن سيطر المتمردون الحوثيون على اجزاء من اجهزة الأمن بالبلاد. وقد تؤدي الفجوات في المعلومات المخابراتية على الأرض إلى ابطاء الحملة الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في اليمن وتزيد من خطر الضربات الخاطئة التي تقتل ابرياء وتثير المشاعر المعادية للولايات المتحدة مما يجعل المتشددين اكثر قوة في المناطق التي يتزايد فيها وجود القاعدة بالفعل. وقال المسؤولون لرويترز إن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران اتخذوا مواقع داخل وحول عدة منشآت دفاعية ومخابراتية كانت اطقمها تتعاون في السابق مع واشنطن ما يقطع مصادر معلومات أساسية للهجمات بطائرات بدون طيار. وأدت الاضطرابات في اعقاب انهيار الحكومة اليمنية المدعومة من الولاياتالمتحدة بعد ايام من الاشتباكات في العاصمة صنعاء إلى اجبار وزارة الخارجية الأمريكية على تقليص عدد موظفيها وعملياتها في السفارة الأمريكية. وقال المسؤولون الأمريكيون لرويترز الأسبوع الماضي إن واشنطن أوقفت أيضا بعض عملياتها في مجال مكافحة الارهاب لكنها وصفت الاجراءات بأنها مؤقتة. وخيمت الاضطرابات بظلالها على مستقبل شراكة مهمة لواشنطن في الحرب ضد القاعدة في جزيرة العرب. وكان الرئيس باراك أوباما وصف في سبتمبر ايلول الماضي التعاون مع اليمن بانه نموذج في مكافحة الارهاب. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت هذا الشهر في باريس واسفرت عن مقتل 17 شخصا ويتهم ايضا بالتآمر لشن هجمات على مصالح أمريكية. وتهدد الأزمة في اليمن بحدوث فراغ في السلطة قد يتيح لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب توسيع نشاطه مما يدفع اليمن نحو صراع أوسع بين الغالبية السنية والاقلية الحوثية الشيعية المعادية لكل من الولاياتالمتحدة والقاعدة. وقال المسؤولون الأمريكيون إن تدريب القوات الخاصة اليمينة توقف في العاصمة رغم استمرار بعض الانشطة المشتركة في الجنوب الخاضع لسيطرة السنة. ولا يزال الكثير من الأمريكيين يعملون مع قوات الحكومة اليمنية في قاعدة العند الجنوبية وهي مركز مخابرات لمراقبة تنظيم القاعدة. وقال ستيفن سيشي الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في اليمن من 2007 إلى 2010 ويعمل حاليا في واشنطن في شركة للاستشارات القانونية انه يتوقع تأثر التعاون بين الولاياتالمتحدة واجهزة المخابرات اليمنية. وقال «اذا لم تكن هناك قيادة فلن يكون هناك اتجاه واضح ولا دوافع حقيقية لعمل ذلك». اضرار ملازمة ويقول البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية ان جهود مكافحة الارهاب في اليمن لن تتأثر بالاضطرابات التي يشهدها البلد العربي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست للصحفيين «نواصل اقامة علاقة امنية مع البنية الامنية الوطنية في اليمن. بعض منها.. الكثير منها لا يزال يعمل». لكن بعض المسؤولين الأمريكيين يقولون في احاديث غير علنية ان تقليص تبادل المعلومات قد يقوض برنامج الطائرات بدون طيار. وقال المسؤولون لرويترز بعد ان طلبوا عدم الافصاح عن هويتهم إن المعلومات توقفت من مكاتب الأمن اليمنية في صنعاء وتراجع التعاون من اجهزة الامن المحلية خارج العاصمة. وأقام الحوثيون نقاط تفتيش عند مداخل المؤسسات الأمنية ونشروا عملاء لهم بالداخل. ويحاصر المتمردون ايضا منزلي وزير الدفاع ومدير مكتب الامن الوطني. وقال المسؤولون إن السلطات الأمريكية تتعامل مع بعض قادة المخابرات اليمنية بنوع من الشك فالمسؤولون المحليون القلقون ربما يحاولون تصفية حسابات ويسعون للحصول على المساندة من مصادر متعددة. لكنهم سيضطرون الان للاعتماد على طائرات الاستطلاع بدون طيار واقمار التجسس والتنصت الالكتروني بالاضافة الى مصادرهم «المخابراتية البشرية» على الارض حسبما افاد مسؤول على دراية مباشرة بالعمليات. ومع عدم وجود امكانية تذكر للعمل مع الحوثيين ستواجه واشنطن ايضا مشكلات في شن غارات على مخابيء القاعدة على غرار الغارات التي شنتها في الماضي قوات خاصة يمنية دربتها الولاياتالمتحدة وتعمل عن كثب مع المسؤولين الأمريكيين. وستحتفظ الولاياتالمتحدة ببعض التعاون الأمني في جنوب اليمن وهو معقل للقاعدة ومكان مازال يتلقى منه الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بعض الدعم حتى مع سيطرة المتمردين على العاصمة والكثير من المناطق الشمالية. وأضاف المسؤولون الأمريكيون ان بامكانهم مواصلة الضربات بطائرات بدون طيار مثل هجوم الاثنين على سيارة في شرق اليمن أودى بحياة ثلاثة أشخاص يعتقد انهم من متشددي القاعدة. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي تدير الجزء الأكبر من عمليات الطائرات بدون طيار في اليمن ليس لها قواعد لتلك الطائرات على الاراضي اليمنية لكنها تعمل من السعودية وجيبوتي. ويقولون أيضا انه في حين ان الاضرار الملازمة دائما ما تمثل خطورة في عمليات مكافحة الارهاب فانهم يبذلون اقصى ما في وسعهم لتجنب وقوع اصابات في صفوف المدنيين. وقال اليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض «يجب ان يكون هناك شبه يقين بعدم سقوط قتلى أو مصابين في صفوف المدنيين- (هذا) أعلى مستوى نستطيع ان نحدده». وتقول مؤسسة نيو امريكا فاونديشن التي تحتفظ بقاعدة بيانات لعمليات الطائرات بدون طيار إن 99 ضربة جوية أمريكية بطائرات بدون طيار قتلت 124 متشددا واربعة مدنيين في اليمن عام 2014.