زمن استثنائي وفائق الحساسية استطاع الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - أن يقود فيه بلاده الى بر الأمان، وقبل أن يتقلد مقاليد الحكم كان - يرحمه الله - عضدا وسندا لاخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد . حيث استطاع بكل اقتدار ادارة ومعالجة شؤون الدولة بحكمة وسياسة وقفزت المملكة فى عهده قفزة اقتصادية وتعليمية واجتماعية أذهلت العالم وأغاظت العدو فى ظل ركود اقتصادي واضطرابات شلت أجزاء من العالم . الملك عبدالله شخصية قيادية فذة تجلت فى إيمانه الكبير بربه وحبه لشعبه وتلمس ما يحتاجه المواطن البسيط . فقد أمر بحل مشكلة الاسكان بإنشاء وزارة مستقلة ووضع عدة خيارات لامتلاك مسكن مناسب لكل مواطن ومواطنة وكان للتعليم النصيب الأوفر ، حيث فتح أبواب الابتعاث للخارج لآلاف الطلبة والطالبات ما يبشر بوجود جيل متميز من العلماء والباحثين وأصحاب الاختراعات . واعتنى - يرحمه الله - بالصحة ففتح العديد من المراكز والمستشفيات، وكذلك تم إنشاء هيئة للبيعة لوضع أطر لسياسة انتقال الحُكم بسلاسة ويسر. كما ستشهد له التوسعة الكبيرة للحرمين الشريفين ومنها المطاف والجمرات وهي بحق روعة في التصميم والتنفيذ. الملك عبدالله سعى لنهضة شاملة للمملكة وتواصلها مع العالم فى ظل ظروف صعبة واضطرابات وكان هذا التحدي الكبير لقيادة دفة السفينة بكل اقتدار ورؤية صائبة . الملك عبدالله ترك إرثاً سيبقى شاهداً له بهذه الحقبة من التاريخ والتطور بتسلسله، وسيظل حاضراً وممتداً بنفس النفس والسرعة. إنجازات ومآثر "فقيد الأمة" لن تسعفني هذه المساحة فى ذكر كل ما يجول فى النفس وما تحقق وما هو فى طور التحقق ، وعزاؤنا فى هذا القائد العظيم - يرحمه الله - هو تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - مقاليد الحكم وتولي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولاية العهد . فجميعهم من مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي حكم هذه البلاد الشاسعة المترامية الأطراف على الكتاب والسنة ووضع الخطوط العريضة لسياسة واضحة صريحة سار أبناؤه الملوك البررة على نهجه، والتف الشعب الوفي حولهم فكانت المملكة مضرب المثل فى الاستقرار . ولعل انتقال السلطة بهذه السلاسة والشفافية والسرعة أكبر مثل على ما نحن فيه من سلام واستقرار ، في الوقت الذي نقرأ ونسمع فيه ما يحدث فى الدول المجاورة من مد وجزر وأخذ ورد وانعدام للأمن. الملك سلمان بن عبدالعزيز هو سليل المجد وربيب الملوك ومستشارهم، عاصر الحياة وعرف الأرض واستشف حاجة الشعب وما يحيط ببلاده من تحديات فهو - بإذن الله - سيكمل المسيرة بكل اقتدار وحكمة لما عرف عنه من التزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ودماثة الخلق والحزم والعزم فى كل ما يعود بالخير على هذه البلاد . كما أن اختيار سمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز اختيار موفق لما يتمتع به سموه من رؤية ثاقبة وتعليم مميز ، وسيكون سنداً لاخيه وساعده الايمن ، ولا يسعني فى هذه العجالة إلا مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على المنشط والمكره، داعين الله - تعالى - لهذه البلاد بالرفعة والسؤدد، ولحكامها بالتوفيق. أمير الفوج التاسع للحرس الوطني بالقطاع الشرقي