أوضح الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن الدكتور محمد العيسى أن فقيد المملكة والأمتين العربية والإسلامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله- كان رجل دولة وسلام وذا مآثر عظيمة تتوج له في سيرته الذاتية ومسيرته في التاريخ الحديث للمملكة والعالم. وأضاف العيسى ل«اليوم» انه منذ أن تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- مقاليد الحكم وقبلها حينما كان وليا للعهد ورئيساً للحرس الوطني فقد أثبت قدرته الفائقة على الحكم وإدارة شؤون الدولة ومعالجة الكثير من الأمور والقضايا الحساسة العاجلة بحكمة وسداد، حتى انه صنف في استطلاع رأي عام 2011 أجرته مجلة فوربس الأمريكية الذائعة الصيت بأنه أقوى سادس شخصية مؤثرة في العالم. وفي سياق حديثه بين الدكتور العيسى أن الملك عبدالله تجلت في شخصيته لغة الإيمان بربه ووطنه وشعبه، وقد ورث من الإسلام فكرة العدل والمساواة بين الناس، فقد كان- رحمه الله- يطلب من الناس له حسن الدعاء وهو الأب والراعي والملك وحكيم العرب، واعتبر ان ذلك قد أنبت صفة جذب وصدق بينه وبين شعبه ساعدته على تفهم مشاكلهم وقضاياهم وعلى سرعة الإنجاز في حلها، ويضيف العيسى قائلاً: لقد كان خادم الحرمين الشريفين- رحمه الله- مدركا لهموم شعبه وأمته فلم يشغله عنهم شاغل، فأحس به شعبه وأحاطوه بكل مشاعر الحب والولاء. وعن مآثر فقيد الوطن والأمتين الإسلامية والعربية يقول العيسى: ان اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- تمثلت في إنشاء هيئة البيعة وقد ساهم في وضع أطر لسياسة انتقال الحكم بسلاسة ويسر، ودعا العيسى جميع ابناء الوطن لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على كتاب الله وسنة رسوله، وأضاف ان مآثرهم وخصالهم لاتخفى على أحد في خدمة الإسلام والوطن داعيا المولى عز وجل أن يسدد خطاهم. وعن الدور الخارجي للملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- يقول الدكتور محمد العيسى: امتدت أيادي الملك عبدالله- رحمه الله- البيضاء إلى كل مكان في العالم ليعكس إيجابيته وسعيه الدائم وراء السلام العادل وخدمة الإنسانية وتحقيق صورة إيجابية أفضل للحوار بين الأديان، ويتابع العيسى قائلا: وكذلك دوره ودعمه والعمل على تعزيز العلاقات بين المملكة وبين الدول كافة وتحقيق التفاهم بين شعوبها لخدمة المصالح المشتركة وبحث القضايا الإقليمية والدولية والمشاركة في حلها. وعن دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- في نهضة الوطن يقول العيسى ان نهضة الوطن لمست كل مجالات الحياة ومناحيها، وأثمرت تطورا حقيقيا في مجالات عديدة على كافة المستويات، خصوصا التعليم العالي والابتعاث بالتحديد، ويضيف العيسى: ان المملكة لم تشهد في تاريخها تطورا هائلا في هذا المجال بمثل ما تحقق على يديه- رحمه الله-، مستشهدا بالتوسع الكبير في الجامعات وازدياد المراكز البحثية إضافة إلى المبتعثين والمبتعثات الذين وصلوا لكافة بلاد العالم ينهلون من مدارسها وعلومها ومراكزها البحثية ما يمكن أن يعلي من شأن المملكة وينطلق بها نحو التقدم والتطور المنشود. وأكد الدكتور محمد العيسى انه لايمكن للتاريخ إلا أن يذكر مآثر الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله-، ويضيف: في هذا الجانب الذي يبلور الهوية ويعمق الوعي ويقدم للمجتمع السعودي بل وللعالم أجمع نماذج سعودية طيبة قادرة على المشاركة في النهضة الشاملة للمملكة وتواصلها مع العالم. واختتم العيسى حديثه ل اليوم قائلا: لقد بلغ عدد المبتعثين والمبتعثات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها مايزيد عن 125 ألف مبتعث ومبتعثة ومرافقين وهم منتشرون في كل الولاياتالأمريكية وينهلون من أكبر مدارسها العلمية وفي أفضل جامعاتها مما خلق لدينا جيلا متميزا من العلماء والباحثين وأصحاب الاختراعات، والحديث عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- يحتاج إلى الكثير والكثير لسرد مآثره بتفاصيلها وجميعنا على ثقة بأن الآثار تبقى شاهدة على هذه الحقبة من التاريخ، والتطور بتسلسله يظل حاضرا وممتدا ويمكن تصوره، ونحن على يقين تام من أن عجلة التنمية والتطور مستمرة بنفس السرعة.. بل وأكثر في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.