أكد عدد من الخبازين بالأحساء أن برودة الشتاء تضاعف الإقبال على «الخبز الأحمر»، بنسبة 40 %؛ كونه يزيد الإحساس بالشبع، ومذاقه رائع وهو ساخن، حيث يطفئ برودة الجو عند الفلاحين المغادرين منازلهم بعد صلاة الفجر، وتربطهم به علاقة طويلة الأمد، بل حتى جيل الشباب لم يستطع الانفصال عن هذا الغذاء الذي يعده بعضهم غذاء تراثيا أصيلا. وتشهد محلات صناع الخبز الأحمر التي تتركز في أطراف المدن المحاذية لريف الأحساء، والبلدات الشمالية والشرقية، إقبالا كبيرا على شراء كميات كبيرة مع ساعات الصباح الأولى، وفي المساء يحل الخبز ضيفا على مائدة الأكلات الشعبية التي ارتبطت به منذ القدم، مثل الصالونة والمرقة والكوارع وغيرها، وهناك مسميات كثيرة للخبز الحساوي، فالبعض يطلق عليه مسمى الخبز الأحمر، أو خبز التمر، والتمر الذي يرفع قيمته الغذائية عالياً نظراً لوجود الدبس الطبيعي وفوائد التمر الأخرى. وقال الخباز أحمد العلي ل"اليوم": إن الطلبات المتزايدة على الخبز الحساوي الأحمر "الطازج" في فصل الشتاء تدفعه إلى تأخير الزبائن بسبب الاقبال الكبير، وان جميع الزبائن يحرصون على الحصول عليه ساخنا في فترة الصباح الباكر وبعد المغرب، مبيناً أن الخبز الحساوي يتكون من دقيق البر، والماء والتمر وماء التمر، والحبة السوداء، وحبة البركة، والحلوة، أما طريقة صنعه فتستغرق وقتا ليس بالقصير في عملية التخمير، إذ نقوم أولا بنقع التمر في الماء لمدة معينة، والهدف من نقع التمر في الماء هو الحصول على نقيع التمر أو ماء التمر الأسمر، ومن ثم نقوم بعملية إعداد العجين تمهيدا للخبز، ونحتاج لكل 30 كيلو تمرا 30 كيلو دقيق بر، وعملية العجن تتم بوضع الدقيق في ماء التمر تدريجيا إلى أن نحصل على عجينة متماسكة يمكن تشكيلها إلى دوائر صغيرة بواسطة اليد بحسب حجم الرغيف، ونضيف خلال عملية التحضير النهائية للعجين مادة الحلوة وحبة البركة، أو الحبة السوداء.. وحينما ننتهي من هذه الخطوة، نترك العجين لفترة كي يرتاح ويختمر ومن ثم نقوم بتهيئته وإعداده لمرحلة ما قبل الخبز. وذكر المواطن حسين الطلب أنه لا يمكن أن يمر موسم الشتاء دون ان تفطر العائلة بالخبز الاحمر الحساوي، اضافة إلى القشطة والجبن المربى، مؤكداً ان مذاقه يكمن وهو ساخن تماماً. وقال المواطن أحمد الموسى: أنا اعمل في منطقة الرياض منذ سبع سنوات، وفي كل شتاء يطلب مني زملائي ان أحضر معي في اول يوم داوم بالاسبوع خبز أحمر من الاحساء، حيث اني اقضي اليومين اجازة بالاحساء، وبعض الموظفين يغضب إذا لم احضره معي، فقد اعتادوا عليه في كل شتاء.