بدأ حوالي 2500 مسؤول اقتصادي وزعماء أكثر من 40 دولة حول العالم أمس في دافوس الذي يعقد تحت عنوان «السياق العالمي الجديد واستكشاف التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا في عام 2015» اربعة أيام من النقاشات حول مستقبل العالم في ظل تهديد المتشددين لاوروبا والتوتر في اوكرانيا والشكوك التي تلقي بثقلها على اقتصاد عالمي متباطئ. وافتتح المنتدى بكلمة لكلاوس شفاب، مؤسس ومدير المنتدى حيث ستبدأ المناقشات الفعلية للمنتدى اليوم. وقال شواب عند افتتاح النقاشات: «نحن هنا من أجل اظهار تعاطفنا. ان عنوان هذا اللقاء سيكون المشاركة والاهتمام». وفي رسالة له قبيل انعقاد الاجتماع قال شواب إن المنتدى يعد بمثابة محفل للتعاون بين القطاعين العام والخاص، وهذا التعاون الذي يعمل على مواجهة التحديات التي نواجهها أصبح أكثر أهمية عن ذي قبل، غير انه يحتاج إلى ثقة متبادلة، معربا عن أمله في أن يمثل الاجتماع السنوي نقطة انطلاق لبزوغ الثقة العالمية. وافتتح المنتدى بعد أيام على الاعتداءات في فرنسا وحملات التوقيفات التي قامت بها وحدات مكافحة الارهاب في مختلف أنحاء اوروبا. والتصعيد الأخير في اوكرانيا حيث اتهمت كييف الثلاثاء روسيا بمهاجمة جنودها سيكون حاضرا ايضا خلال النقاشات. وكما يحصل في كل سنة منذ أكثر من 40 عاما، يلتقي أقوى رجال ونساء العالم في منتجع دافوس الذي تحول إلى قلعة محصنة، ومحور النقاشات الرئيس هو الاقتصاد. وسيحضر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وكذلك حكام المصارف المركزية ورؤساء أكبر المجموعات في العالم من أجل توسيع شبكة علاقاتهم وبحث الشؤون الاقتصادية، ومن بين المشاركين في المنتدى سيمونيتا سوماروجا رئيس الاتحاد السويسري، الرئيس التونسي باجي قايد السبسي، وجاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولي كي تشيانج رئيس وزراء الصين، ومحمد نواز شريف رئيس وزراء باكستان، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا، وجونج يونج كيم رئيس البنك الدولي، وكريستيان لا جارد رئيس صندوق النقد الدولي. ويتحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمام جلسة مخصصة في البحث عن حلول للأزمات العالمية، ومن بين المتحدثين في الجلسة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وحيدر العبادي رئيس وزراء العراق، ومسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراقي، وبيترو بيرشنكو رئيس أوكرانيا. وتتناول هذه الجلسة آفاق حل الصراعات التي تواصل زعزعة استقرار أوكرانيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، والدور الذي يمكن للمجتمع الدولي أن يقوم به لتحقيق السلام الدائم في مناطق الصراعات. وأشار تقرير حول المخاطر العالمية أصدره المنتدى إلى أن الصراعات بين الدول تشكل التهديد الأكبر على الاستقرار العالمي خلال السنوات العشر المقبلة، ورصد التقرير تقييمات الخبراء حول أبرز المخاطر العالمية من حيث احتمالية حدوثها وقدرتها على التأثير على مدار العقد المقبل. وكشف التقرير عن أن الصراعات بين الدول بتداعياتها الإقليمية تمثل الخطر الأول عالميا من حيث احتمالية الحدوث، بينما تأتي التداعيات المناخية القاسية في المركز الثاني، وفشل أنظمة الحوكمة على الصعيد الوطني في المركز الثالث، وانهيار الدولة أو تعرضها لأزمة في المركز الرابع، ثم تأتي بعد ذلك في الترتيب أزمة البطالة. أما بالنسبة لأكثر المخاطر العالمية قدرة على التأثير أوضح التقرير أن أزمات المياه تعد الخطر الأكبر الذي يواجه العالم، ثم يأتي بعدها في الترتيب الانتشار السريع للأمراض المعدية، وأسلحة الدمار الشامل، والصراعات بين الدول وعدم التكيف مع التغيرات المناخية. وجاء بالتقرير أن مشهد المخاطر في 2015 يكشف عن أنه لا يزال ثمة قلق بشأن قدرة العالم على حل قضاياه الاجتماعية الأكثر إلحاحا، إذ تقع المجتمعات تحت تهديد المخاطر الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية، مع تنامي المخاطر البيئية بسبب قصور الاستعدادات لمواجهة هذه المخاطر مثل ظروف الطقس المتطرف وتغير المناخ. وأشار التقرير إلى مخاطر عالمية أخرى تتعلق بسرعة التحول من الطابع الريفي إلى الحضري. وبحسب استطلاع نشر مساء الثلاثاء فان كبرى المؤسسات العالمية مثل صندوق النقد الدولي ورؤساء الشركات الذين استطلعت آراؤهم شركة "برايس ووتر كوبرز" هم اقل تفاؤلا من السابق بخصوص العام 2015. وشق الطاقة يرتقب ان يتمحور حول اسعار النفط المنخفضة جدا ما يطرح مشكلة للدول المنتجة. لكن "الاثر كان ايجابيا بشكل طفيف على الاقتصاد العالمي" بحسب ما قال الخبير الاقتصادي في مؤسسة "آي اتش اس" ناريمان بهرافش ردا على اسئلة وكالة فرانس برس. واضاف ان موضوعي "الارهاب والجيوسياسة سيطغيان على لقاء هذه السنة. والاثنان يشكلان تهديدات جدية للاستقرار السياسي في اوروبا والشرق الاوسط وشمال افريقيا". وتابع "هذه السنة ستسعى الوفود للحصول على تطمينات حيال موضوعين: اولهما ان الحكومات الوطنية ستتخذ التحركات اللازمة للحد من مخاطر الارهاب وثانيهما التأكد من ان جهودا كافية تبذل للحفاظ على نمو الاقتصاد العالمي". وسيشارك الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبدالله البدري في جلسة النقاش اعتبارا من الساعة 13,30 ت.غ. وسيحضر المنتدى ايضا عدة فنانين وامراء مثل الامير اندرو الذي يواجه في بريطانيا فضيحة بعدما ورد اسمه في قضية استغلال جنسي لقاصر تلاحقه منذ سنوات عدة.