في السياسة تتغير المواقف حسب المصلحة، وفي الاجتماع تتغير حسب التقاليد والأعراف، وفي الاقتصاد حسب الربح والخسارة. في الرياضة وتحديدا كرة القدم، فان المواقف تتغير ليس فقط بالمحسوسات والماديات، فقد نصفق للخاسر، ونستمع لمن لم يفرح، وقد نقول في كثير من الأحيان إن العدالة بعيدة عن كرة القدم. تحدث تلك الدراما على المستطيل الأخضر في الكثير من منافسات كرة القدم. ولكن نهائيات كأس أمم آسيا المقامة حاليا في استراليا تسير حسب ما هو مكتوب لها نصا دون اجتهاد أو ابتكار أو حتى إبداع رغم وفرة الأهداف التي هزت الشباك حتى الآن في نزالات البطولة. حتى نتيجة الأمس، بفوز الكوري الجنوبي على المستضيف استراليا وتصدره مجموعة الموت كما يقولون، اعتبرها ضمن النص الجاد لواقعية الرواية الصفراء التاريخية. وكل ما أتمناه ألا تخرج الرواية عن النص التاريخي في مواجهة اليوم بين الأخضر السعودي وأصحاب البنية الجسمانية القوية أبناء الأوزبكي. التاريخ في صف الأخضر في مواجهته مع الأوزبكي، ولكن هذه المجنونة -كرة القدم- لا تعترف لا بتاريخ ولا جغرافيا ولا حتى رياضيات في امتحان المستطيل الأخضر. أجزم بأن مذاكرة اللاعبين السعوديين كانت جيدة في خوض غمار مباريات المجموعة في قاعة الاختبار سواء في حالة الرسوب أمام الصين، أو النجاح أمام طلاسم كوريا الشمالية، فالخط الذي كتب به اللاعبون كان واضحا والإجابات موفقة، لولا سوء الطالع الذي لازمهم في الفصل الأخير لسور الصين. ذلك النجاح المعنوي والنقطي في المواجهتين السابقتين، يجب أن يستثمر في قراءة أسئلة الأوزبكي بشكل جيد، ويجب أكثر الاختصار في الإجابات بنعم أو لا، فهذا الاختبار يعني البقاء في الصف الحالي لأربع سنوات قادمة، ومعناه تكرر رسوب الدوحة 2011 في استراليا 2015، أو الانتقال لمرحلة متقدمة، وان لم يحقق الأخضر تقدير امتياز في شهادة استراليا، فالمطلوب من وجهة نظري الخروج من تقدير مقبول إلى جيد أو جيد جدا حسب ما يجيب عنه اللاعبون في مواجهة اليوم أمام أوزبكستان. كل ما أخشاه أن ينسى الجهازان الفني والإداري ولاعبو الأخضر مراجعة كتاب وسط آسيا، ويفتحوا كتاب شرق آسيا وهو المنتخب الكوري الذي لن يستطيعوا حل أسئلته ما لم ينجحوا في التعامل مع جغرافية وسط آسيا. أعرف أن الطالب في المدارس السعودية وجامعاتها وكلياتها بدأ يرتفع ضغطه عند الحديث عن المذاكرة والنجاح والرسوب؛ لأنه للتو قد دخل في إجازة نصف السنة وودع هموم الدراسة في رحلة استرخاء، لكننا في المدرج السعودي للتو قد بدأت لدينا اختبارات التأهل لفصول أعلى. يا رب ينجح الأخضر في قاعة آسيا في اختبار أوزبكستان.