في كل صباح مشرق ومتفائل وتحت شمس رياضنا الحبيبة، يخرج الكل ليكسب قوته كل حسب فئة عمله، كذلك المتسولون، في كل صباح تشهد الشوارع ازدحاما مروريا قد تذهب على إثره ارواح واموال. صباح الرياض قد لا يبدو سعيداً فالبعض يتذمر والآخر يلوم، والكثير الكثير من قد استسلم واكتفى بوضع يده اليسرى على رأسه بينما اليمنى على المقود، وحين يحالف البعض حظ التخلص من ازدحام الطريق السريع دون أضرار تذكر سوى ارتفاع ضغط الدم، تستوقفه اشارة مرور ولكنها تتحول من اللون الأحمر الى الأخضر دون تقدم والسبب غير معروف حتى تمر نصف ساعة او تزيد وحين يقترب من الاشارة يجد سيارة معطلة لا يعلم صاحبها كيف يتعامل معها فضلا عن عدم استعداد أي شخص لمساعدته فالكل يود الذهاب الى عمله سريعا حتى لا يوبخه رب عمله. صباح الرياض ليس كصباح أي منطقة اخرى، فحين تسير بسيارتك وتقف دقائق عند اشارة مرور، فهناك من ينتظرك ويطرق عليك زجاج النافذه مشيرا باصبعه «واحد ريال»، من مختلفي الاعمار والاجناس حتى بات صباح الرياض مملا وباردا. التاسعة بتوقيت الرياض، جزء من المواطنين يحمل روحه بين يديه، ومعه والداه البالغان من العمر مبلغه، يود الذهاب بهما الى موعد عند الطبيب ولكن يزداد بهم الأمر سوءاً حتى يتأخرا عن موعدهما بساعة ونصف الساعة، وذلك بالتأكيد ليس بصالحهما فيضطر ابنهما للذهاب بهما الى مستشفى خاص قريب من محل اقامتهما رغم دخله المحدود لكي ينقذ مايمكن انقاذه من حياة والديه. في التاسعة بتوقيت الرياض يقف شرطي المرور عند بعض التقاطعات ليركن سيارته ويظل جليسها حتى تنتهي نوبته وبالكاد يمسك بزمام الأمور حين يضطر احدهم ليعكس السير بغية التخلص من الشرطي لأنه- من عكس السير- مراهق ذو الخامسة عشرة لايحمل اثبات هوية، ونتيجة استهتاره وغفلة ذويه صدم بشاحنة فخلّف وراءه سيارة محطمة ودماء كثيفة ولم تصل سيارة الاسعاف الا بعد وقت طويل. التاسعة بتوقيت الرياض، لم يأبه احد البتة الى كل ما يواجه حينها، لم يتغيّر توقيت جهة عمل عن مثيلتها لكي لا يتسبب ذلك بالازدحام الذي قد يقع على اثره العديد والعديد من الضحايا، لا حوادث مرورية فقط بل وامراض مزمنة مثل السكري والضغط.