الملتقياتُ الهاتفيةُ وهي ما تسمى حديثاً «بالقروبات» جاءت كاحدى وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، ومعها ظهرَ التباين واضحاَ بين مجموعةِ وأخرى سواءَ في المحتوى أو المنتسبين إليها، بعضُها في غايةِ الفائدة والآخر هراء ومضيعة للوقت وضياع لساعاتٍ من العمر فيما لا فائدة فيه، وهذا ما دعا المشرف التربوي الدكتور / مسفر بن ناصر القحطاني إلى أن يتخذَ لنفسه قروباً خاصاً به يغذيه بما ينفع (ديناً ودنيا وآخرة)، يتحاورُ كلَ يومٍ مع من معه في علمٍ نافعٍ ومفيد، فأشرك معه بعضاً من كبارِ التربويين والتربويات وشرحَ لهم بالتفصيل عن خطتِه الفريدةِ من نوعِها والتي اختلفت عن المجموعاتِ الهاتفيةِ المنتشرةِ بين الناس، وطلب من الأعضاء: جربوا القروب شهراّ واحداً، فإن لم يعجبكم فأنتم في حلٍ من أمرِكم لا إلزام ولا مجاملة، فقط أعطوا أنفسَكم فرصة! سألوه: وماهي قوانين القروب؟ فأوضح لهم قائلاً: لا للمعلباتِ المستوردةِ من باقي القروبات التي ليس لكم فيها أي جهد. لا للخوضِ في الأمورِ السياسيةِ والرياضيةِ وإضاعة الوقتِ فيما لا فائدة فيه. لا لاجترار مواضيع مستهلكة ليس فيها من جديد. ونعم لكل طرحٍ تربوي جيد وتجربةٍ حياتيةٍ ذات مغزى هادف ومفيد. ونعم للحوارِ الهادف والمشاركة الفعالة. ونعم للإبداعِ بكلِ صوره وللتحفيز الإيجابي لكل طرحٍ ومناقشة. ثلاث لاءات تقابلها ثلاث من النعم، تحمسَ البعض ودخلَ الآخرُ مجرباً وبدأَ الجميعُ العملَ كلٌ من مقرِه البعيد فهم لا يجتمعون أجساداً ولا يتكلمون أصواتاً، الوسيلةُ كلها كتابية، والمشاركةُ متاحةٌ للجميع، الكلُ بإمكانه المشاركة في رأي أو تعليقٍ على موضوعٍ طرحَهُ مشرفُ المجموعة أو أحدٌ من الأعضاء ولعله من المناسب أن أذكرَ بعضاً من مواضيع المناقشة: مواصفاتُ القائد الحقيقي في العمل والتدريب، أدبُ الاختلاف، إدارةُ وتطويرُ الذات، مفهومُ العلاقات الإنسانية، جمالياتُ التربيةِ ولعب الأدوار، معاناتنا مع أبنائنا في التربيةِ والحلولِ المناسبة، هندسةُ العلاقاتِ البشرية، التفكيرُ الإيجابي في حياتنا، مهاراتُ الإقناع، التدريسُ الإبداعي في الصف، كتاباً قرأتُه، كيف أصنعُ لنفسي بصمةً خاصةً ومتميزة، الحسدُ وصفته المذمومة؟ لماذا نخشى الجواب الخطأ؟ بعد شهرٍ بدأَ التقييمُ على ضوءِ خمسةِ أسئلة:- س1- ما الذي أضافه إليك هذا القروب؟ س2- شيء ( ما ) أعجبك فما هو؟ س3- شيء (ما ) لم يعجبك فما هو؟ س4- لديك فكرةٌ مضيئةٌ تريد اضافتَها فما هي؟ س5- أمنيةٌ تريد أن تحققَها في القروب ماهي؟ وجاءَ التقييمُ لصالحِ القروب وأعضائه الذين زادت أعدادهم إلى ( 30) عضواً مشاركاً نذكرُ بعضاً منهم:- من دولة قطر:- د . حصه صادق عميدة كلية التربية بجامعة قطر، ريما أبو خديجه: مديرة مكتب المعايير بالمجلس الأعلى. مريم المهندي بقسم السياسات بالمجلس الأعلى، د. ماجدة مصطفى، د. أمل البوعينين، مدراء ومديرات مدارس: (يوسف العبدالله، جميل الشمري، حسن الباكر، محمد المراغي، لولوه الكعبي، منى القاسمي، أمينة المحمود، مريم العوضي، شيخه المنصوري، زينب عادل، نهى عادل) نائبات أكاديميات: ( لطيفة السعدي، آمنة السيد، د . منى حمدان، فاطمة المفتاح، سهير شفيع) ومن المملكة العربية السعودية: ( لطيفة القرشي وشمسة البلوشي من تعليم الشرقية، وداد اللحيدان ونورة العمري من تعليم جدة، نجلاء بن مصري من تعليم الطائف، منيرة الحديثي من تعليم القصيم). في الختام : القروبُ الصغيرُ تحولَ إلى (أكاديميةِ الإبداع) مرتكزاً في عمله على أهم 10 قيم: 1- التواصل الفعال 2- الحوار البناء 3- المشاركة الفعالة 4- احترام الرأي والرأي الآخر 5- المصداقية 6- الموضوعية 7- التعاون 8- التحفيز الإيجابي 9- الطرح الهادف 10- جمالية العرض والطرح. ومازالت طموحاتُ المشرفِ تتطلعُ إلى أعلى مستوياتِ العطاءِ التربوي، ويسعى جاهداً ليصبح كلُ عضوٍ قائداً لقروبٍ يؤسِسُه لينشرَ فكرةَ الحوارِ الهادفِ الذي تُطرحُ فيه القضايا التربوية والفكرية والشرعية. نصيحة: ليتَنا جميعاً -على اختلافِنا- نعيدُ النظرَ في الكثيرِ من القروبات التي ننتسبُ إليها لنجعلَ حديثَنا فيها مفيداً نافعاً فننتقي من الثمارِ أطيبه. * خبيرة إدارية - تربوية