عرب زيجمار جابرييل، نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن رأيه في المظاهرة الحاشدة المنددة بالإرهاب التي أقيمت أمس أمام بوابة براندنبورج في العاصمة الألمانية برلين، بقوله إنها تعد بمثابة "إشارة قوية" ضد الإرهاب بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي. وكتب جابرييل، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا وكذلك منصب وزير الاقتصاد الألماني، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مساء أمس الثلاثاء: "لقد أظهرنا جميعا اليوم -خارج الحدود الحزبية- أن الإرهاب لن يخيفنا أو يقسمنا". ومن جانبه قال أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، في برنامج "هويته جورنال" بالقناة الثانية الألمانية (زد دي إف) إنه من المهم أن نرسل إشارة مفادها أن الإرهابيين لم ينجحوا في زرع بذور الكراهية والفتنة بين المواطنين وجميع فئات الشعب. وتابع مزيك: "ما نحتاجه هو تحقيق تضامن مع أغلب المسلمين الذين يتماشون مع الأهداف السلمية للإسلام وكذلك مع قيم مجتمعنا المنفتح". تجدر الإشارة إلى أن الكثير من قيادات الدولة والمؤسسات الدينية في ألمانيا شاركوا أمس في هذه المظاهرة الحاشدة للتنديد بالإرهاب ولإرسال إشارة بأن هناك تعايشا سلميا بين جميع فئات المجتمع. ودعا الرئيس الألماني يواخيم جاوك خلال مشاركته في المظاهرة جميع المواطنين بغض النظر عن دياناتهم أو أصولهم بالعمل من أجل تحقيق الديموقراطية والانفتاح، وقال: "إننا جميعا ألمانيا". ووفقا لبيانات الشرطة، شارك بهذه المظاهرة التي تدعو للانفتاح والتسامح وحرية الرأي والعقيدة نحو عشرة آلاف مواطن. جدير بالذكر أن المجلس المركزي للمسلمين هو الذي دعا لهذه المظاهرة للتضامن مع ضحايا الهجوم الذي وقع في باريس. وأعرب العالم السياسي كلاوس شوبرت من جامعة مونستر الألمانية عن رأيه في مظاهرة الأمس أمام بوابة براندنبورج بأنها تمثل إشارة لحدوث تحول مجتمعي. وقال شوبرت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تعليقا على هذه المظاهرة: "تولت المشاركة المدنية زمام المبادرة، ثم أعطت الساحة للأوساط السياسية". وشارك في هذه المظاهرة التي بدأت بتقديم إكليل من الزهور أمام السفارة الفرنسية في ميدان باريس بالعاصمة برلين، جميع القيادات الحزبية الممثلة في البرلمان الألماني (بوندستاج)، وكذلك قيادات الحكومة الألمانية وعلى رأسها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس البرلمان الألماني، نوربرت لامرت، والسفير الفرنسي بألمانيا، فيليب اتيان، وكذلك ممثلو الجالية اليهودية والكنائس المسيحية. وشارك بالمظاهرة أيضا الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف، الذي تبنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رأيه الذي صرح به في عام 2010، وقالته مجددا أول أمس وهو أن "الإسلام ينتمي إلى ألمانيا".