ما أن انتهت مباراة الأخضر ظهر السبت بالخسارة أمام الصين الا وعج التويتر بالتغريدات الهوجاء من بعض الجماهير ومثلهم من الإعلاميين وكأن مباراة أمس كانت بين النصر والهلال، متناسين أن هذا منتخب وطننا مهما كانت الأسماء التي تمثله وبصرف النظر عن الأندية التي ينتمون إليها وإن كنت قادرا على (بلع) تغريدات الجماهير الا أن تغريدات من كنت أعتقد بأنهم أساتذة وخبرة في الإعلام كانت معيبة بكل ما في هذه الكلمة من معنى. الشوط الأول سار على نهج تكتيكي تحفظي مبالغ فيه من قبل منتخبنا وكانت معظم تمريرات لاعبينا خاطئة بسبب سوء التمركز لوسطنا وعدم قدرته على بناء الهجمات بصورة صحيحة، وتملك الصينيون الكرة كثيراً بدون خطورة تذكر باستثناء الانفرادية التي حدثت في آخر لحظات الشوط وكان لها وليد عبدالله بالمرصاد، ولكن الوضع تغير في الشوط الثاني فتحرر لاعبونا شيئاً ما وأصبحت السيطرة بحوزتنا، ولم يكن في مقدور الصينيين صنع أي هجمة منظمة وبدا أن كوزمين نجح في خطته وأن التنين أصابه التعب وبدا أنه هو من يبحث عن التعادل، وبدلاً من استغلال هذا الوضع بالتغيير فإن كوزمين انتظر كثيراً على عكس نظيره الذي أجرى تغييرين مبكرين لإنعاش فريقه المنهك، وأضاع منتخبنا 3 فرص سانحة للتسجيل وأهمها ركلة الجزاء التي كانت من الممكن أن تجعل المباراة في اتجاهنا ولكنها ضاعت من هزازي ولأن النتائج تحسم بالأهداف فكان لابد للكرة أن تعاقبنا على عدم التسجيل بولوج هدف بارد من تسديدة ثابتة تغيرت من ظهر العابد وكانت الفيصل في المباراة، برغم أن الحكم الإيراني حرم أخضرنا من ركلة جزاء ثانية واضحة في الوقت بدل الضائع كانت من الممكن أن تعطينا نقطة كنا نستحق أكثر منها. يوم الأربعاء ستكون المحطة الثانية للأخضر أمام كوريا الشمالية في لقاء الجريحين وأسلوب كوريا مشابه للصين ولكن بمهارات أقل وعادة يلجأ للتحفظ الشديد في البداية، لذا يجب على لاعبينا محاولة التسجيل مبكراً وأرجو أن يقتنع كوزمين بوجود مهاجمين منذ البداية وعدم الانتظار حتى الشوط الثاني حتى يفرض الأخضر شخصيته على المباراة لعباً ونتيجة. الفريق الكوري الشمالي يتكتل في الوراء ويدافع بأكبر عدد ممكن حتى يغطي ضعف دفاعه كما أنه ذكي في جعل معظم خشونته في منتصف الملعب ويتحاشى الأخطاء القريبة لذا يجب على لاعبينا تمرير الكرات بسرعة في خط المنتصف وإجبارهم على ارتكاب الفاولات قريباً من منطقة جزائهم حتى يتسنى لنا الاستفادة منها. مباراة الأربعاء ستكون الأولى للأخضر أمام كوريا الشمالية على صعيد بطولة آسيا وللتاريخ فقد فاز منتخبنا مرة في تصفيات كأس العالم 94 وخسرنا مرتين في دورة الألعاب الآسيوية بركلات الترجيح وتصفيات كأس العالم 2010 وتعادلنا معهم في الرياض في نفس التصفيات. دعواتنا القلبية للمنتخب بالفوز على كوريا والمضي قدماً في هذه البطولة ولنتذكر أن هذا منتخب وطننا (وليس الهلال) ويجب علينا جميعاً دعمه والوقوف معه ومساندته حتى يحقق لنا ما نصبو إليه ويعود سيداً لآسيا كما كان وسيكون بإذن الله.