لم يكن أحد يتمنى الخسارة في أول مباراة لكنها حصلت ولهذا على مدرب منتخبنا واللاعبين أن تزيدهم الخسارة إصرارا للتأهل خاصة ان الأمل لا يزال كبيرا أكثر ما يقلق المدربين قبل انطلاق أي بطولة هو المباراة الأولى، ولهذا هم دائما ما يحاولون قدر الإمكان الفوز بها وتجنب الخسارة. في البطولات المجمعة بنظام المجموعات (كبطولة آسيا) مشكلة خسارة المباراة الأولى انها تجعلك تلعب المباراة الثانية تحت ضغط كبير لأن الخسارة بها معناها فقد فرصة التأهل. الفوز في اول مباراة او الخسارة في هذه البطولات لا يمكن ان يعكس واقع اي منتخب ومستواه الحقيقي فهناك من يفوز في اول مباراة ويخرج من الأدوار الأولية وهناك من يخسر ويواصل. مهما كان طموح اي منتخب في البطولات الكبيرة هو يحاول بكل ما يستطيع الا يخرج من الأدوار الأولية لأن توديع البطولة مبكرا سيُعتبر اخفاقا كبيرا مهما كانت الأسباب. خسر منتخبنا لقاءه الأول امام (المنتخب الصيني) وكان الجميع يمنّي النفس بأن تكون البداية قوية من خلال حصد اول ثلاث نقاط وتجنب الخسارة لكنها كرة القدم لا تعترف بشيء. لم يكن المنتخب الصيني ذلك المنتخب المخيف والذي من الصعب ان يُقهر ولكنه كان منتخبا منظما ومنضبطا تكتيكيا، ومن خطأ وحيد حقق الأهم وهو الفوز. مباراة من هذا النوع وانت تشاهدها تجدها سهلة ونقاطها في متناول اليد وبالفعل هي كانت كذلك، لولا سوء الحظ وعدم التوفيق الذي واجه النجم (نايف هزازي) بضربة الجزاء. الحظ في كرة القدم عامل مهم وموجود احيانا يقف بجانبك واحيانا لا يكون بجانبك ولهذا المنتخب الصيني سجل هدفا غير متوقع وخدمة الحظ كثيرا. البدايات دائما تكون صعبة ولهذا منتخبنا فنيا لم يكن مقنعا بالشوط الأول ولكنة بالشوط الثاني قدم اداء جيدا وكان اكثر اقناعا وسيطرة. لم يكن احد يتمنى الخسارة في اول مباراة لكنها حصلت، ولهذا على مدرب منتخبنا واللاعبين الا يحبطوا وان تزيدهم الخسارة اصرارا للتأهل خاصة ان الأمل لا يزال كبيرا. الأغلبية كانوا ينتظرون من مدرب منتخبنا كوزمين التدخل بشكل سريع من خلال إجراء التبديلات والاستفادة من لاعبي الاحتياط حتى قبل ولوج هدف الصين. ولكن في النهاية هو المدرب وهو الأدرى بأوضاع المباراة وبإمكانيات اللاعبين ويجب ان نثق به ونثق بأنه قادر على إعادة المنتخب للمنافسة من جديد. الأربعاء القادم يلعب منتخبنا مباراته الأهم امام (كوريا الشمالية) وهو المنتخب الذي خسر ايضا مباراته الأولى امام اوزبكستان ولا سبيل لمنتخبنا سوى الفوز ولا غيره لمواصلة المشوار. أخيرا... دعونا نتفاءل.. فخسارة الصين ليست النهاية والمنتخب لم يخسر بعد فرصة التأهل ونجومنا- إن شاء الله- قادرون على العودة والنهوض من جديد.