شهد العام الماضي ارتفاعا كبيرا في استخدام الأجهزة الذكية لعمليات التسوق عبر الإنترنت، حيث بلغت 57.1 بالمائة، سواء عبر الحواسب اللوحية أو الهواتف الذكية، بزيادة قدرها 18.6 مقارنة بعام 2013. كما أن نحو 40.6 بالمائة من حركة البيانات لمواقع التجارة الإلكترونية هي نسبة أكبر بمرتين ونصف من حجم حركتها عبر الحواسب اللوحية، والتي بلغت 15.9 بالمائة فقط خلال عام 2013. قال الخبير التقني اسامة الحامد ان هذا الارتفاع يعد طبيعيا مع تغير مفاهيم التجارة الإلكترونية التي كانت تقتصر على أجهزة الكمبيوتر ومواقع شبكة الإنترنت، فالآن أصبح المتسوقون يحملون أجهزتهم الذكية سواء كانت أجهزة لوحية أو هواتف ذكية معهم أينما ذهبوا وعلى مدار الساعة وجميعها مزودة باتصال إنترنت، وانهم يعتمدون هذه الأيام على هواتفهم لتسديد الفواتير ومراجعة البيانات البنكية، وهو الأمر الذي قلص الخوف الذي كان يعتريهم من مفهوم التجارة الإلكرترونية والدفع الإلكتروني للمتاجر، فأصبحوا يقومون بالبحث عن المنتجات وتفحصها ومقارنتها وإتمام عملية الشراء دون الحاجة للجلوس أمام شاشة كومبيوتر لفعل كل هذا. وأشار أنه في هذا المجال تحولت الأجهزة الذكية إلى منافس لأجهزة الكمبيوتر عبر إمكانية مشاهدة الصور والعروض الحية للمنتجات بجودة وسلاسة قد تتجاوز فيها أجهزة الكمبيوتر. ومن جانبه قال خبير التسويق الإلكتروني عبدالله السالم ان توجه المستخدمين لتضمين هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية في جميع مجالات حياتهم، كالمطالعة وإنجاز الأعمال والألعاب والدخول لشبكات التواصل الاجتماعي وتنظيم سائر أمورهم، وهو ما دفع الشركات والمتاجر الإلكترونية لاعتماد بيئة الأجهزة الذكية كأحد البيئات الخصبة لممارسة أعمالها، عبر زيادة الدعم وإنشاء تطبيقاتها الخاصة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وتوفير إمكانية مطالعة ومقارنة المنتجات بكامل تفاصيلها وإتمام عملية شرائها عبر التطبيقات الذكية أو النسخة المخصصة من موقعها للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وتابع " استفادت الشركات والمتاجر الإلكترونية من شبكات التواصل الاجتماعي ودخول المستخدمين إليها عبر أجهزتهم الذكية في إنشاء خط سير يبدأ من التغريدة التي تحتوي على رابط دعائي وتسويقي للمنتج أو الخدمة مرورا بموقع الشركة أو تطبيقها واختيار المنتج وكافة تفاصيله ومقارنته مع غيره من المنتجات، وانتهاء بإتمام عملية الشراء ودفع قيمة المنتج وهو الأمر الذي ساهم في هذا الارتفاع في نسبة إتمام عمليات البيع الإلكتروني عبر الهواتف". وأوضح تحليل لشركة "IBM" أنه على الرغم من حركة البيانات الكبيرة التي جاءت من الهواتف الذكية، إلا أن عمليات الشراء عبر الحواسب اللوحية بلغت نسبتها 18.4 بالمائة فقط من إجمالي عمليات الشراء من جميع الأجهزة، وذلك مقابل 16.3 بالمائة من إجمالي عمليات الشراء تمت عبر الهواتف الذكية، كما بلغت نسبة عمليات الشراء من الأجهزة النقالة 34.8 بالمائة، فيما تم استخدام الحواسب المكتبية بنسبة 65.2 بالمائة لاتمام عمليات الشراء، وقالت "IBM" في تحليلها ان المستهلك أنفق أموالا أكثر باستخدام حاسبه العادي على الشراء. وقدرت "IBM" متوسط قيمة عملية الشراء الواحدة باستخدام الحواسب العادية بنحو 107 دولارات و72 سنتاً، فيما انخفض متوسط القيمة عند استخدام الأجهزة النقالة بنسبة 21.4 بالمائة ليصل إلى 88 دولارا و70 سنتاً. وأكد التحليل ان متوسط القيمة المالية لعملية الشراء الواحدة قد ارتفع هذا العام بنسبة 6.2 بالمائة مقارنة بعام 2013، فيما انخفض عدد المشتريات ضمن العملية الواحدة إلى ثلاثة عناصر فقط، وهو انخفاض قدرته الشركة بنسبة 1.4 بالمائة. وكشفت الشركة عن مقارنة بين نسبة استخدام نظامي "iOS" وأندرويد في عمليات التسوق والشراء، حيث أوضحت أن النظام الذي تعمل به أجهزة آبل وجه حركة مرور بيانات أكبر وعمليات شراء أكثر لمواقع التجارة الإلكترونية، وأن نظام "iOS" وجه حركة مرور بلغت 39.1 بالمائة من إجمالي حركة المرور التي شهدتها المواقع، فيما انخفضت النسبة إلى 17.7 بالمائة عند نظام أندرويد. كما قدرت نسبة عمليات الشراء باستخدام أجهزة آبل الذكية بنحو 27 بالمائة من إجمالي عمليات الشراء، والتي كان متوسط عملية الشراء الواحدة منها 97.28 دولار، فيما قدرت النسبة باستخدام الأجهزة العاملة بنظام أندرويد التي طورته جوجل بنحو 7.6 بالمائة، وكان متوسط القيمة لعملية الشراء الواحد من هذا النظام بلغت 67.40 دولار. وفي سياق متصل تنبأ البنك الأمريكي أن تصل إيرادات الشراء عبر الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية إلى 67.1 مليار دولار في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، خلال العام الجاري وتوقع زيادة ضخمة ل "التجارة المحمولة" استنادًا إلى حجم بيانات المرور بين الحاسبات اللوحية ومواقع متاجر بيع التجزئة على الإنترنت.