مخطئ من يظن أن مشكلة منتخبنا قد انتهت برحيل المدرب الاسباني لوبيز كارلو، فالمشكلة لم تكن كامنة فى شخص المدرب أو إمكانياته الفنية، فقد سبقه عدد هائل من المدربين عالميين ومغمورين لم يقدموا المأمول منهم. وقليل من المدربين تركوا لهم بصمة مثل الهولندي فاندرليم الذي نجح في تحقيق كأس الخليج والعرب في عام 2003م بالكويت، وكذلك الأرجنتيني كالديرون الذي قاد الأخضر الى كأس العالم 2006م بدون أي خسارة، وآخر المدربين الناجحين البرازيلي انجوس الذي وصل الى نهائي كأس آسيا 2007م، ومن ذاك التاريخ والجمهور يعاني من الإحباط المتواصل في مختلف البطولات الخليجية والآسيوية وخسارة التأهل الى كأس العالم 2010 و2014م. وفي وقت ضيق تم الاستنجاد بالروماني كوزمين لعل وعسى أن يعمل خلطة سحرية تعيد أمجادنا الذهبية في البطولة الآسيوية. وكوزمين العارف بخفايا الكرة السعودية والآسيوية في مهمة صعبة لا يحسد عليها بعد خسارة كأس خليجي 22 والتي أقيمت في الرياض، وكذلك تخبطات من سبقه من المدربين في السنوات الأخيرة، فلا استقرار على تشكيل ولا ثبات في المستويات وفقدان روح الفوز، ويجب على الجهاز الفني والإداري إخراج اللاعبين من صدمة خسارة نهائي كاس الخليج بالتركيز على النواحي النفسية برفع الروح المعنوية للاعبين لتقديم كل ما لديهم في المستطيل الأخضر. فقد شاهدنا فرقا ومنتخبات لم تكن مرشحة وحققت بطولات امام فرق تفوقها فنيا وتاريخيا؛ بفضل الروح القتالية، وخير دليل منتخبنا في كأس آسيا 2007م كان قريبا من تحقيق اللقب مع لاعبين معظمهم يشاركون لأول مرة مع غياب أهم العناصر المؤثرة. مجموعتنا تضم منتخبات قوية ومتقاربة المستوى، ومنتخبنا قادر على تجاوزها «بإذن الله»، وإذا نظرنا الى منافسينا في المجموعة نجد المنتخب الصيني يمتلك عناصر مميزة ومتطورة، وسبق ان لعبنا معه في التصفيات التمهيدية وحققنا الفوز على ملعبنا وتعادلنا بالصف الثاني خارج الأرض، بعد أن ضمنّا حجز البطاقة الأولى، واليوم «بإذن الله» يكرر الصقور الخضر تمرسهم أمام المنتخب الصيني بالفوز، وبالنسبة للمنتخب الكوري الشمالي، فهو الوحيد في العالم الذي يعاني من عاقبة المشاركة المخيبة؛ لأن لديهم نظاما لا يرحم في الخسارة، ويمكن ان يصل الى أذية اللاعبين جسديا ونفسيا، ويعد الأوزبكي منتخبا ثقيلا ويضم أسماء لامعة، وهو في نظري أكثر منتخبات المجموعة صعوبة، ومنافسونا ليسوا أفضل منا، ويمكننا تحقيق نتائج ايجابية والتأهل الى دور ربع النهائي بالمركز الأول لتفادي ملاقاة المستضيف استراليا والتي من المتوقع ان تتصدر مجموعتها. على السريع.. البطولات القارية وزنها أكبر من التصفيات المؤهلة في تصنيف الفيفا، وتحقيق نتائج ايجابية في كأس آسيا سيرفع تصنيف المنتخب قاريا وعالميا. يجب ان نتحد جميعا وننسى الأندية ومشاكلها الى ما بعد البطولة، والوقوف صفا واحدا مع الأخضر. وجود ثمانية منتخبات عربية تشكل نصف المنتخبات المشاركة في كأس آسيا يعطي انطباعا بأن المنتخبات العربية قادرة على تكرار انجاز 1996 و2007. مع كل مشاركة في البطولات الآسيوية نتذكر ابن البلد البار، الكابتن خليل الزياني، الذي قاد منتخبنا لأول بطولة في تاريخه بالفوز بكأس آسيا بسنغافورة.