يستهل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لقاءاته القارية مساء اليوم في نهائيات كأس آسيا المقامة حاليا بالدوحة عاصمة قطر بمواجهة المنتخب السوري الشقيق في مواجهة صعبة وقوية على الطرفين يبحث من خلالها الأخضر عن بداية المشوار لاستعادة أمجاده القارية وتحقيق اللقب الرابع في تاريخه بعد أن حققها ثلاث مرات سابقة أعوام 84م و88م و96م وقد تأهل الأخضر مباشرة للنهائيات بعد أن حل وصيفا في البطولة السابقة بعد الخسارة من العراق بهدف للاشيء. منتخبنا الوطني بقيادة البرتغالي بيسيرو لم يكن مقنعا في اللقاءات الودية بعد فوزه على البحرين بخطأ حارس وتعادله مع أنجولا سلبيا وخسر قبل ذلك من العراق بهدف دون رد ولكن العادة أن منتخبنا يختلف في اللقاءات الرسمية عن الودية وهناك شواهد سابقة وكل الأمل أن يكون منتخبنا جاهزا في هذه النهائيات. ويأمل عشاق الأخضر في أن يعوضهم الفريق عن السنوات الماضية والتي فشل خلالها في إحراز أي لقب رغم نجاحه الفائق في حقبة التسعينيات من القرن الماضي. ولذلك فإن جماهير الأخضر لن تقبل من فريقها إلا العودة بكأس البطولة القارية من الدوحة في نهاية الشهر الحالي. وأوقعت القرعة منتخبنا في مجموعة «السهل الممتنع» حيث يمتلك الفريق فرصة رائعة في التأهل من المجموعة الثانية إلى دور الثمانية بشرط استغلاله فارق الخبرة الذي يتفوق به على نظيريه الأردني والسوري. بينما ستكون العقبة الكبرى في مواجهة الأخضر بهذه المجموعة هو المنتخب الياباني الذي سبق له أن أحرز لقب البطولة ثلاث مرات أيضا وكان منها مرتان على حساب الأخضر حيث تغلب على أبناء السعودية في نهائي البطولة عامي 1992 و2000 . وبعد غياب دام 15 عاما ، يعود المنتخب السوري لكرة القدم إلى المشاركة في بطولات كأس آسيا ولا يختلف اثنان على أن المنتخب السوري يمتلك تاريخا حافلا ولكنه يفشل دائما في تحقيق الإنجازات حيث يحظى الفريق بسمعة طيبة على الساحة العربية والآسيوية ولكنه لم يتأهل من قبل إلى نهائيات كأس العالم كما فشل في عبور الدور الأول (دور المجموعات) في أربع مشاركات سابقة بكأس آسيا. ولذلك يأمل الفريق في تعديل هذا السجل وعبور الدور الأول في بطولة كأس آسيا التي يخوضها خلال الفترة المقبلة ولكن مهمته تبدو في غاية الصعوبة نظرا لأنه سيخوض الدور الأول للبطولة ضمن مجموعة صعبة تضم معه منتخبي السعودية واليابان المرشحين بقوة لبلوغ دور الثمانية بل والمنافسة على اللقب كما تضم معهم المنتخب الأردني الطموح. وتأهل المنتخب السوري عن جدارة إلى نهائيات البطولة من خلال تصدر مجموعته في التصفيات على حساب منتخبات الصين ولبنان وفيتنام. وحافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في المباريات الست التي خاضها بالتصفيات ليفجر المفاجأة ويحتل صدارة المجموعة متفوقا على نظيره الصيني. ولعب دفاع الفريق دورا كبيرا في تأهله إلى النهائيات حيث اهتزت شباك الفريق بهدفين فقط على مدار المباريات الست. ورغم ذلك، لم يكن تأهل الفريق إلى النهائيات شفيعا للمدرب الصربي راتومير ديوكوفيتش الذي أقيل من تدريب الفريق قبل شهر تقريبا ليكون أسوأ استعداد للفريق قبل أسابيع قليلة من خوض فعاليات البطولة القارية. وأسند الاتحاد السوري للعبة مهمة تدريب الفريق إلى المدرب الروماني فاليريو تيتا الذي يواجه اختبارا في غاية الصعوبة حيث أصبح بحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق وتنظيم الصفوف داخل الفريق ودراسة المنافسين قبل فترة قصيرة للغاية من مواجهتهم. ولذلك، تبدو فرصة المنتخب السوري في غاية الصعوبة عندما يخوض غمار البطولة في مثل هذه الظروف الصعبة وفي مواجهة فرق أكثر منه خبرة وإمكانيات وأفضل منه استعدادا. ولكن آمال المنتخب السوري تنصب حاليا على إصرار وخبرة اللاعبين الكبار بالفريق مثل المهاجم الشهير فراس الخطيب الذي يأمل الجهاز الطبي في تأهيله لخوض اللقاء بعد الإصابة التي تعرض لها ولاعب خط الوسط جهاد الحسين نجمي القادسية الكويتي وعبد الفتاح الأغا مهاجم فريق وادي دجلة المصري. الأخضر يلعب بطريقة 4-4-2 بينما المنتخب السوري ينتهج 4-5-1 والاعتماد على تكثيف منطقة الوسط وإغلاق منطقة العمق ومهاجمة المنافس عن طريق المرتدات وتعتبر خطوط الأخضر أفضل من حيث الخبرة الميدانية والمهارة الفنية بينما نجوم سوريا يمتازون بالقوة البدنية والروح العالية السيد بيسيرو لم يلعب بتشكيلة ثابتة طيلة اللقاءات الماضية لإخفاء أوراقه عن المنافسين ولكن من المتوقع أن يلعب بوليد عبدالله في الحراسة وأمامه الرباعي أسامة المولد وهوساوي والسعيد وشهيل وفي المحور كريري وأحمد عطيف وأمامهم تيسير الجاسم والدوسري وفي المقدمة القحطاني والشمراني وتوجد لديه خيارات كثيرة في حال الحاجة للاعبين آخرين يقومون بدور البديل الجاهز . اللقاء بصفة عامة سيكون قويا للغاية وصعباً على الطرفين من أجل حصد النقاط الثلاث والبداية القوية في دوري المجموعات للاقتراب من بطاقة التأهل وبمشيئة الله يكون الفوز حليف الأخضر ويبدأ بداية حقيقية نحو تحقيق اللقب القاري.