قتل 23 عنصراً من القوات الأمنية العراقية، وأصيب 21 آخرون بجروح في هجوم منسق نفذه انتحاريان، وأعقبته اشتباكات قرب بلدة البغدادي الواقعة في محافظة الأنبار التي يسيطر تنظيم داعش على مساحات كبيرة منها، وفق ما أفادت مصادر أمنية، فيما اعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي امس ان بلاده تعيد بناء جيشها بعد كشف نقاط الضعف التي كان يعاني منها، وادت الى انهيار قطعات واسعة منه في وجه هجوم داعش قبل اشهر، وان الفساد نخر جسد المؤسسة العسكرية وبدد الكثير من ثرواتها. من جهتها، رفعت السلطات الأمنية الكويتية حالة الاستنفار على حدودها مع العراق في أعقاب "الهجمات الإرهابية" التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية من قبل مسلحين على الحدود مع العراق. انتحاريان وقال الرائد إياد نوري من شرطة الأنبار: إن انتحاريين يرتديان أحزمة ناسفة فجرا نفسيهما وسط تجمع من عناصر الصحوة في داخل مسجد الجبة الواقعة إلى غرب بلدة البغدادي شمال غرب الأنبار. وأعلن قائد شرطة الأنبار اللواء كاظم الفهداوي عن صد القوات المشتركة لهجوم للمتطرفين على مناطق البوريشة شمال غرب الرمادي، وإجبار المتطرفين على الفرار بعد تكبدهم خسائر في الأرواح والمعدات، فيما أفاد شهود أن عناصر تابعين لتنظيم داعش فجروا مركز شرطة البوريشة في نفس المكان قبل أن ينسحب ما تبقى منهم. وأكدت مصادر امنية انسحاب القوات العراقية من منطقة الجبة التي تبعد عشرة كلم عن بلدة البغدادي، بعد الاشتباكات التي استمرت حتى منتصف نهار امس. وتضم بلدة البغدادي قاعدة عين الاسد، وهي اكبر قاعدة عسكرية جوية في محافظة الانبار. وعلى رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، وسع تنظيم داعش في الفترة الاخيرة نطاق سيطرته في محافظة الانبار. ويسيطر المتطرفون حاليا على غالبية انحاء الانبار، لا سيما مدينة الفلوجة، واحياء من الرمادي، مركز المحافظة. عيد الجيش وقال العبيدي في كلمة بثتها قناة "العراقية" الحكومية، بمناسبة العيد الرابع والتسعين للجيش: "اقول بصراحة (...) ان ضعف الاداء وترهل القيادات وتولي العناصر غير المناسبة سلم القيادة وقلة الانضباط وضعف التدريب وسوء الاداء وانفراط عقد الثقة الشعبية مع القوات الامنية بشكل عام كانت اسبابا حقيقية للنكسة". وإضاف: إن الفساد كان "معولا ثقيلا نخر جسد المؤسسة العسكرية وبدد الكثير من ثرواتها واهدر فرصها في البناء السليم على شتى المستويات في التسليح والتجهيز كما في التدريب والادارة والدعم اللوجستي". واشار العبيدي الى انه "بعد قراءة الاسباب وتدارك عوامل الضعف واستنهاض عوامل القوة الكامنة وهكذا توكلنا (...) عامدين الى بناء جيش، بدءا من قمة الجيش وقيادته، واستبادلها بعناصر وقيادات وطنية مهنية لم يلطخها الفساد ولا تنقصها الشجاعة". وأكد ان ما يجري "مرحلة اولى ستتلوها مراحل اخرى نزولا الى ادنى هرم الجيش". استنفار كويتي وفي الكويت، أفادت تقارير امس الثلاثاء أن السلطات الأمنية الكويتية رفعت حالة الاستنفار على حدودها مع العراق في أعقاب "الهجمات الإرهابية" التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية من قبل مسلحين على الحدود مع العراق. ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية امس عن مصدر أمني قوله: إن "تعليمات صدرت بحجز الاستخبارات العسكرية على الحدود وإرسال فرقة من أمن الدولة، كما تقرر تعزيز الدوريات وتكثيف جولاتها على الحدود التي ستخضع لرقابة أمنية وتدقيق". وأكد المصدر أن اتصالات تجري بين الجانبين الكويتيوالعراقي لضبط الوضع وتفويت الفرصة أمام أي محاولة لتعكير الأمن.