اختتمت مؤخرا فعاليات مؤتمر (نحو إستراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف) في مكتبة الاسكندرية، برعاية رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، بمشاركة ما يربو على مائتين وخمسين مثقفا من العالم العربي، اكدوا فيه أن المؤتمر يعد بداية حقيقية لعمل ثقافي مشترك، يمتد إلى سائر البلدان العربية عبر سلسلة من المبادرات المشتركة بدعم ومساندة جامعة الدول العربية، على أن تشكل مواجهة التطرف أحد مجالات العمل العربي المشترك ثقافيا وتعليميا وإعلاميا وأمنيا. وخرج المؤتمر بعدة توصيات من أهمها مراجعة القوانين واللوائح والممارسات الإدارية على النحو الذي يعزز الانطلاق الحر للفكر والابداع في المجتمع، وإزالة العقبات التي تحول دون حرية الرأي لمحاولات فرض الوصاية الفكرية أو الرقابة الدينية، وفي مجال الاعلام أوصى المشاركون بأن تلتزم المؤسسات الاعلامية بالمواثيق المهنية والاخلاقية التي تتضمن الابتعاد عن الخطابات المتعصبة او ترويج آراء من شأنها بث روح الفرقة والانقسام بين المواطنين، وتدشين برامج إعلامية مشتركة عربيا للقضاء على فكر التطرف. هذا وقد عقدت جلسة هامة تحت عنوان "إعادة بناء الفكر الإسلامي المعاصر" تحدث فيها كل من الشيخ أسامة الأزهري، والدكتور سعود سرحان من السعودية، والدكتور الزبير عروس من الجزائر. بينما تحدثت آمال المعلمي مديرة الفرع النسوي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالسعودية عن دور المملكة في التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، حيث اتجهت نحو تنويع خياراتها لتمكين الديمقراطية وبنائها على أسس متينة تقوم على مبادئ الحوار السليم والتسامح والاستقرار والتعايش السلمي بين الدول. وفي جلسة (نحو مواجهة فكرية للتطرف) تحدث رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين خالد المالك عن دور المملكة في مواجهة التطرف والإرهاب الدخيل على الدين الإسلامى السمح، حيث أوضح أن المملكة لها تجربة رائدة فى الحرب على الإرهاب، قامت على أساسين مهمين هما المواجهة الفكرية عن طريق توعية الشباب بأصول الدين الحنيف حتى لا تنزلق أرجلهم فى شرك تلك التنظيمات، وكذلك فتح باب العودة لحضن الوطن عبر المناصحة للمغرر بهم، إضافة لليقظة الأمنية والتدخل الحاسم لأجهزة الدول لاستئصال بؤر الإرهاب، حتى لا تتفشى فى المجتمع وتفسد على الناس دينهم ودنياهم وأمنهم وأمانهم واستقرارهم. ولفت المالك إلى أن اختيار موضوع المؤتمر جاء متزامنا مع ما تمر به المنطقة العربية من غليان غير محمود، ممثلا فى الإرهاب وما تفرغ منه من مسميات، أفقدت الأوطان استقرارها واستباحت المحرمات، وعملت بشكل مخيف على تقويض المنجزات التاريخية والحضارية للأمة العربية والإسلامية، مشددا على أن الاسلام بريء من أفكار هذه الجماعات التى لا تعرف من الدين سوى اسمه.