سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين الشريفين أمام «الشورى»: تعاملنا مع الأزمات وبلادُكُم واحةُ أمان في مُحيط مُضطرب ألقى الخطابَ وليَُ العهد في أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة للمجلس
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، وذلك بمقر المجلس بالرياض وألقى سمو ولي العهد خطابَ خادمِ الحرمين الشريفين، حيث قال سموه: "في مُستهلِّ هذا اللقاءِ السنوي، الذي يجمعُنَا بهذهِ النُخبةِ الطيبةِ من أبناءِ وبناتِ هذا الوطنِ الغالي، يسرنِي أنْ أُقدمَ لكمُ الشكرَ على ما قامَ بهِ مجلسكُم من أعمالٍ، وما اتخذهُ من قراراتٍ، ساهمتْ في ترشيدِ خياراتِ وقراراتِ الحكومةِ، وفقَ ما تقتضيهِ مصلحةُ الوطنِ والمواطن. وأضاف سموه: "لقدْ أثمرتْ جهودُ مؤسسِ هذهِ الدولةِ- طيَّبَ اللهُ ثراه- عن قيامِ هذا الكيانِ العظيم، الذي أصبحَ من مسؤوليتِنا جميعاً حكومةً وشعباً الحفاظُ عليهِ وعلى مُكتسباتهِ ومكانتهِ بينَ الأممِ وعلى رسالتهِ السامية، تلكَ الرسالةُ المُستمدةُ من قيمِ الإسلامِ السمحة، ومن رغبةٍ في الحوارِ والتفاعلِ معَ الأُممِ الأُخرى، بُغيةَ تحقيقِ الغاياتِ الإنسانيةِ المُشتركة، يُجسِّدُ مجلسُكمْ في تشكيلِه وحدةَ الوطن، وفي أعمالهِ المشاركةَ في صُنعِ القرار، فأنتمْ من قادةِ الرأي الذينَ تعتمدُ عليهمُ الدولةُ في صياغةِ حاضرِ ومستقبلِ الوطن، وهذا يُلقي عليكُم مسؤوليةً كبرى في مواجهةِ التحدياتِ التي تتعرَّضُ لها بلادكُم، وفي الدَّفعِ بمسارِ التنميةِ الوطنيةِ في أبعادِها المُختلفةِ، لتحقيقِ تطلُّعاتِ المواطن، وزاد سمو ولي العهد: "إنَّ بلدَكم يعيشُ في منطقةٍ تشهدُ العديدَ من الأزماتِ، التي أَفْرزَت تحدياتٍ كبيرة، وبفضلِ اللهِ ثمَّ بتعاونِ مجلسِكم، وتضافُرِ جهودِ حكومتكم تمكَنَّا منَ التعاملِ معَ هذهِ الأزماتِ، والاستجابةِ لهذهِ التحديِّات، ممَّا جعلَ بلادَكُم واحةَ أمانٍ في مُحيطٍ مُضطرب. واليومَ- وكما تعلمونَ- يواجهُ وطنكُم تحدياتٍ إقليميةً غيرَ مسبوقة؛ نتيجةً لما حلَّ بدولٍ مجاورةٍ أو قريبةٍ من أَزَماتٍ حادَّةٍ عَصَفتْ بواقِعها، ودفَعتْها إلى مُسْتنقعِ الحروبِ الأهليةِ والصراعاتِ الطائفية، ممَّا يَتطلَّبُ منَّا اليقظةَ والحذر. وأُؤكِّدُ لكم أنَّ قيادَتكُم مُدركةٌ لهذهِ التحدياتِ وتداعيَاتِها، وبعوْنِ اللهِ وتوفيقه، ستبقَى بلادُكم تَتمتَّعُ بما حبَاهَا اللهُ من نِعَمٍ عديدةٍ وفي مُقدِّمتِها نعمةُ الأمنِ والاستقرار. أيها الأعزاءُ الكرام لا يخفى عليكُم ما يحدثُ في سوقِ البترولِ العالميةِ من تطوراتٍ طارئةٍ، سبَّبتهَا عواملُ عديدة، يأتي في مُقدِّمتهَا ضَعفُ النموِّ في الاقتصادِ العالمي. وإنَّ هذهِ التطوراتِ ليستْ جديدةً في سوقِ البترول، وقدْ تعاملتْ معها حكومةُ بلادِكُم في الماضي بإرادةٍ صلبة، وبحكمةٍ وحنْكة، وسوفَ تتعاملُ مع المُستجدَّاتِ الحاليةِ في سوقِ البترولِ العالميِّ بذاتِ النهج. إنَّ المملكةَ ستبقى مُدافعةً عن مصالِحهَا الاقتصاديةِ، ومكانَتِها العالميةِ ضمنَ منْظُورٍ وطني، يُراعي مُتطلَّبات رفاهيَةِ المواطن، والتنميةِ المُستدامةِ، ومصالحِ أجيالِ الحاضرِ والمُستقبل. ونُؤكِّدُ أنَّ التَطوُّرَ الحقيقي هوَ الذي يتمُّ وِفْقَ خُطى موزونةٍ، تُراعِي مُتطلَّباتِ الإصلاحِ، والقراراتُ الرشيدةُ يتمُّ اتخاذُها بعيداً عنِ العواطف، وتَصُبُّ في صَميمِ مصلحةِ الوطنِ والمواطنِ، ومسؤوليَّتكُم كبيرةٌ أمامَ المواطنِ فيما يُعرضُ عليكُم من موضوعات، وأنا على يقين بأنَّكُم أهلٌ لهذهِ المسؤولية.لقدْ تطرَّقتُ في خطابي هذا إلى بعضِ الموضوعاتِ التي تسْتحْوِذُ على اهتِمامكُم، وفي خطابي المُوزَّعِ عليكم استعراضٌ لما أنجزتْهُ حكومةُ بلادكم خلالَ العامِ الماضي في الشأنِ الداخلي والخارجي، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يُوفقنَا جميعاً لكلِّ ما فيهِ خدمةُ الدينِ والوطن. ولدى وصول سمو ولي العهد- يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز- كان في استقبال سمو ولي العهد صاحبُ السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، ونائبه الدكتور محمد بن أمين الجفري وأمين المجلس الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو ورؤساء اللجان في المجلس. الأمير سلمان يطمئن المواطنين على صحة الملك كما صافح سموه أعضاء المجلس وقبيل مغادرة سمو ولي العهد مجلس الشورى، طمأن سموه المواطنين على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتمتعه حفظه الله بالصحة والعافية. وعن مسيرة مجلس الشورى في دوراته الماضية قال سموه: الحمد لله مسيرة ناجحة وفية من أبناء بلدنا مع ما عندهم من خبرات ومعرفة، وهذا والحمد لله ما يجعل مجلس الشورى ناجحا ومساعدا كبيرا لهذه الدولة. وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي. ولي ولي العهد يتابع خطاب الملك متابعة لكلمة الملك الأمير سلمان في صورة جماعية مع أعضاء مجلس الشورى ولي العهد يصافح أعضاء مجلس الشورى قبل إلقاء الكلمة الأمير متعب بن عبدالله والأمير سلطان بن سلمان