نيابة عن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس الثلاثاء أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، وذلك بمقر المجلس بالرياض. ولدى وصول سمو ولي العهد يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن مسؤوليتكم كبرى في مواجهة التحديات والدفع بمسار التنمية لتحقيق تطلعات المواطن وطنكم سيبقى مدافعاً عن اقتصاده ورفاه مواطنيه ومسؤوليتنا الحفاظ على مكانته بين الأمم التطور الحقيقي.. إصلاح وقرارات رشيدة لمصلحة الوطن والمواطن بعيداً عن العواطف عبدالعزيز، كان في استقبال سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالله آل الشيخ ونائبه محمد الجفري وأمين المجلس محمد ال عمرو ورؤساء اللجان في المجلس. وألقى سمو ولي العهد خطاب خادم الحرمين الشريفين لافتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، استهله بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، بشكر أعضاء الشورى على ما قام به المجلس من اعمال وقال سموه "في مستهل هذا اللقاء السنوي، الذي يجمعنا بهذه النخبة الطيبة من أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، يسرني أن أقدم لكم الشكر على ما قام به مجلسكم من أعمال, وما اتخذه من قرارات، ساهمت في ترشيد خيارات وقرارات الحكومة، وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن" وأضاف سمو ولي العهد " لقد أثمرت جهود مؤسس هذه الدولة - طيب اللهُ ثراه عن قيام هذا الكيان العظيم، الذي أصبحَ من مسؤوليتنا جميعا حكومة وشعبا الحفاظ عليه وعلى مكتسباته ومكانته بين الأمم وعلى رسالته السامية، تلك الرسالة المستمدة من قيم الإسلام السمحة, ومن رغبة في الحوار والتفاعل مع الأُمم الأُخرى، بغية تحقيق الغايات الإنسانية المشتركة" وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان على أن مجلس الشورى يجسد في تشكيله وحدة الوطن وفي أعماله المشاركة في صنع القرار وقال مخاطباً الأعضاء" فأنتم من قادة الرأي الذين تعتمد عليهم الدولة في صياغة حاضر ومستقبل الوطن, وهذا يلقي عليكم مسؤولية كبرى في مواجهة التحديات التي تتعرض لها بلادكم, وفي الدفع بمسار التنمية الوطنية في أبعادها المختلفة، لتحقيق تطلعات المواطن". وتابع سموه " إن بلدكم يعيش في منطقة تشهد العديد من الأزمات، التي أَفرزت تحديات كبيرة, وبفضل الله ثم بتعاون مجلسكم, وتضافر جهود حكومتكم تمكنا من التعامل مع هذه الأزمات، والاستجابة لهذه التحديات، مما جعل بلادكم واحة أمان في محيط مضطرب" وقال ولي العهد في الخطاب الملكي الذي ألقاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين " واليوم - وكما تعلمون - يواجه وطنكم تحديات إقليمية غير مسبوقة، نتيجة لما حل بدول مجاورة أو قريبة من أزمات حادة عصفت بواقعها، ودفعتها إلى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الطائفية، مما يتطلب منا اليقظة والحذر، وأُؤكد لكم أن قيادتكم مدركة لهذه التحديات وتداعياتها, وبعون الله وتوفيقه, ستبقَى بلادكم تتمتع بما حباها الله من نعم عديدة وفي مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار". وأضاف سمو ولي العهد " لا يخفى عليكم ما يحدث في سوق البترول العالمية من تطورات طارئة، سببتها عوامل عديدة، يأتي في مقدمتها ضعف النمو في الاقتصاد العالمي وإن هذه التطورات ليست جديدة في سوق البترول، وقد تعاملت معها حكومة بلادكم في الماضي بإرادة صلبة, وبحكمة وحنكة, وسوف تتعامل مع المستجدات الحالية في سوق البترول العالمي بذات النهج". وأكد الأمير سلمان بأن المملكة ستبقى مدافعة عن مصالحها الاقتصادية, ومكانتها العالمية ضمن منظور وطني، يراعي متطلبات رفاهية المواطن, والتنمية المستدامة, ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل وقال سموه " بأن التطور الحقيقي هو الذي يتم وفق خطى موزونة، تراعي متطلبات الإصلاح, والقرارات الرشيدة يتم اتخاذها بعيدا عن العواطف, وتصب في صميم مصلحة الوطن والمواطن, ومسؤوليتكم كبيرة أمام المواطن فيما يعرض عليكم من موضوعات، وأنا على يقين بأنكم أهل لهذه المسؤولية". وختم ولي العهد بقوله " لقد تطرقت في خطابي هذا إلى بعض الموضوعات التي تستحوذ على اهتمامكم, وفي خطابي الموزع عليكم استعراض لما أنجزته حكومة بلادكم خلال العام الماضي في الشأن الداخلي والخارجي, سائلا المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا لكل ما فيه خدمة الدين والوطن". وكان الحفل الخطابي لافتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى قد بدئ بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى رئيس مجلس الشورى الشيخ عبد الله آل الشيخ كلمة شكر فيها الله عز وجل على ما من به على خادم الحرمين من نجاح الإجراء الطبي المؤقت, سائلاً الله أن يضاعف له الأجر لقاء ما قدمه لأمته ووطنه، وقال: يسعد اليوم مجلس الشورى بتشريفكم له , لتفتتحوا نيابة عن خادم الحرمين الشريفين عاماً جديداً في مسيرته التي أحيطت بالرعاية والاهتمام من لدن القيادة الكريمة , ويحتفي المجلس بتشريفكم في يوم من أيام الوطن, يلتقي فيه سموكم بنخبة من أبناء وبنات الوطن الذين أسندت إليهم مهمة جليلة ومسؤولية وطنية كبيرة , ونستذكر في هذا المقام ما أسبغ الله تعالى علينا من نعم متوالية, وما وفق الله إليه من إنجازات فريدة عنوانها الإصلاح والبناء والنماء رغم كل التحديات والظروف التي يشهدها عالمنا اليوم. وأكد رئيس الشورى بأن هذه البلاد الطيبة منذ نشأت وهي ترتكز في سياستها على مبادئ وأسس لا تحيد عنها أبداً فهي دائماً تقف إلى جانب الحق والعدل وتسعى إليه وتتعاون مع المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته في تحقيق كل ما يعزز الأمن والسلم الدولي من أجل أن يعم الرخاء والاستقرار هذا العالم, ولأن العالم اليوم يموج بعدد من القضايا , لذا فقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين القائد الذي يدرك أبعاد الأمور حيث وجه - حفظه الله - كلمة تاريخية إلى الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي حذرهم فيها من تنامي خطر الإرهاب ومحاولات تشويه صورة الإسلام النقية , وكان حفظه الله قد أعلن تبرع المملكة بمبلغ (100) مليون دولار لتفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب إدراكاً منه لأهمية التصدي لهذا الوباء الذي يشكل تهديداً للعالم كله. وبين آل الشيخ،أنه في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من أحداث وظروف عصيبة أثرت في استقرارها فقد واصلت المملكة مساعيها الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار, فلم تأل جهداً في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف نزيف دم الشعب السوري الشقيق ومحاولات إيجاد حل للأزمة السورية. كما رحبت المملكة باتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعته الأطراف السياسية اليمنية آملة أن يُمكّن هذا الاتفاق اليمن الشقيق من تجاوز أزمته امتداداً لرعاية المملكة للمبادرة الخليجية التي أسهمت في تجنيب اليمن الشقيق ويلات النزاع والفتن. وقال " بذلت المملكة عبر مبادرة خادم الحرمين الشريفين جهوداً كللت ولله الحمد بالنجاح لرأب الصدع بين كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقتين سعياً لاجتماع الكلمة ووحدة الصف العربي"، وأضاف وأنتم تتفضلون حفظكم الله اليوم نيابة عن خادم الحرمين الشريفين بافتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لأعمال مجلس الشورى , فإن مجلس الشورى ختم عامه الثاني من هذه الدورة بجملة من الإنجازات كانت نتاج (79) جلسة تم خلالها دراسة عدد من مشروعات الأنظمة واللوائح والاتفاقيات والتقارير والخطط وفقاً لما نصت عليه المادة الخامسة عشرة من نظامه. وأشار رئيس الشورى، إلى أن المجلس حرص ومن خلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد على أن يحمل هموم المواطن وينقلها للمسؤولين كلٌ في اختصاصه, حيث أولى المجلس عبر سنواته الماضية هذا الجانب اهتماماً كبيراً خلال استضافته الوزراء والمسؤولين في الأجهزة الحكومية المختلفة, مشيراً إلى أنه قد حضر إلى مجلس الشورى خلال السنة الثانية من (الدورة السادسة) عدد من المسؤولين في الوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة حيث تمت مناقشتهم فيما يخص أداء تلك الوزارات والجهات التابعة لهم, واستيضاح كثير من الموضوعات الداخلة في اختصاصاتهم. وأكد آل الشيخ بأن المجلس فتح نوافذ عدة يتلقى منها اقتراحات المواطنين وشكاواهم سواء من خلال لجنة حقوق الإنسان والعرائض التي تمارس دوراً رئيساً في هذا المجال, أو من خلال عقد اجتماعات مع المواطنين والاستماع مباشرة لقضاياهم, أو عن طريق التواصل الإلكتروني الذي خصص له المجلس وحدة إدارية من أجل تسهيل تواصلهم مع المجلس أو عبر البريد برسائل وعرائض يتلقاها وتحظى بالعناية والدراسة. وقال رئيس المجلس" تطبيقاً للنهج السياسي الحكيم الذي تتبناه المملكة العربية السعودية في علاقاتها الخارجية واصل مجلس الشورى جهوده على صعيد الدبلوماسية البرلمانية التي أسهمت على مدى السنوات الماضية في إبراز صورة المملكة الحضارية, وحقيقة الواقع الذي تعيشه, ومواقفها العادلة تجاه مجمل القضايا الدولية , سواء من خلال المشاركة في المؤتمرات البرلمانية الدولية والإقليمية أو الزيارات التي يقوم بها مسؤولو وأعضاء المجلس أو لجان الصداقة البرلمانية , أو من خلال الوفود البرلمانية التي يستضيفها المجلس من مختلف الدول". وبعد نهاية الحفل، التقطت الصور التذكارية لسمو ولي العهد مع أعضاء مجلس الشورى بهذه المناسبة. كما صافح سموه أعضاء المجلس. وقبيل مغادرة سمو ولي العهد مجلس الشورى طمأن سموه المواطنين في تصريح صحفي على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتمتعه حفظه الله بالصحة والعافية. وعن مسيرة مجلس الشورى في دوراته الماضية قال سموه: الحمد لله مسيرة ناجحة وفيه من أبناء بلدنا مع ما عندهم من خبرات ومعرفة وهذا الحمد لله ما يجعل مجلس الشورى ناجح ومساعد كبير لهذه الدولة. وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي. حضر الحفل صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وصاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد المستشار بديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد وصاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية وصاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز. كما حضر الحفل سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وأصحاب المعالي والفضيلة وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى المملكة. الأمير مقرن والأمير بندر بن محمد خلال أعمال الدورة الجديدة للشورى حضور وزراء وسفراء ومسؤولين للاستماع للخطاب السنوي .. ويصافح أعضاء المجلس الأمير متعب بن عبدالله والأمير سلطان بن سلمان أصحاب السمو الملكي الأمراء خلال الجلسة