أهيمُ في بحر من الذكريات..وأي ذكرياتٍ..! يُصيبُني ألمٌ، وشوقٌ مخيف على ماضٍ كان الحبُّ والعِشقُ والتضحية فيهِ شغفًا، وهاجسًا يُبذلُ دون حسابٍ للحبيبة سيهات.. لقد قالوا إنَّ «البحرَ لا يُرجعكم إلى سيهات.. فقلتُ البحر يرجعنا إلى سيهات».. فأين ذهب ذلك العشق الذي يسكن التاريخ دون الحاضر! العشق الذي صنع أجمل الألوان التي رُسمت بها أجمل وأروع اللوحات.. وكان العاشق واحداً، والمُبدع واحداً، والبطل واحداً هو الدانة.. وأيّ دانةٍ كانت يتزينُ بها قلبُ سيهات، إنّها دانة الدانات. فيا أيها الخلجاويون.. ألم يحنِ الوقت؟ ألم يكتفِ الراقصون على جراحات الخليج؟ أيها الخلجاويّون، إنني أجزم وبمعرفةٍ.. أنّ كثيرًا من العشّاقِ الذين لا يدنو منهم أحد في العشق، ومن كل الاتجاهات، قد باتوا بعيدين، أو غير مبالين، وأصابهم الاحباط.. فما الذي حدث وما الذي يجري يا ترى؟! كيف بات الخليج أثراً بعد عين! كيف من الممكن أن يتحوّل كل ذلك الحب والعطاء إلى هذا الفتور؟! فهل كانت لعنة الأنا يا ترى، أمْ أنانية الشخصنة!! أفيقوا.. أصلحوا هذا البيت سريعًا، فالجميع بات لا تعنيه بطولة هنا أو انتصارا هناك؛ لأنّها أصبحت لا تمثّل الجميع، بل تحوّلت إلى مادةٍ تزيد الأزمات، وتهزّ أركان الكيان.. كيف لي أن أصدّق أن الخليج في دوري الأضواء ولا يوجد من جماهيره إلا قلة لا يتجاوزون المئات يتقدمهم التحمل من ذاكرة الأيام الغابرة، يتوسلون السماء أن تمطر عليهم برداً وبقاءً.. أين ذلك الجمهور العظيم، وأين ذلك العشق الكبير؟! أي جريمة حدثت لهذا الكيان؟! وكيف لي أن أرى معشوقتنا «اليد»، وقد باتت تنازع؛ من أجل البقاء في المنافسة، وأصبحت الصالات -التي كانت تزيّنها جماهير الدانة ونجوم الدانة لسنوات- كئيبةً لا ((هولو)) ولا ((يا مال)) يصدح بها.. ولا سيّد أحمد ولا السبع يُبدع بها، ولا جيلٌ يحمل الراية.. إنني لا أبرئ أحدًا، ولا حتى نفسي من هذا المنظر الكئيب.. فأنا أنقشُ تعباً وحساً ليس من عنوان التدخل، فلم يعد الأمر مجرد مسؤول وغير مسؤول، لكن لأننا جميعاً أصبحنا معنيين بالسفينة المثقوبة، فلنتجاوز تقديم الصورة الجميلة المشرقة ولنعاين باطن المشكلة قبل أن نصبح ولات حين مناص! فلنفيق ونتنازل جميعًا، ابحثوا عن كلمةٍ سواء تنقذ ما تبقى من خليج.. ضعوا النقاط على الحروف، وأعطوا كلّ ذي حقٍ حقّه، وحاصروا أدوات الفتنة، واحتووا بعض المغشوشين؛ ليعود الخليج بيتًا للجميع، لا مكان للفئويين فيه، ولا للانتهازيين من أي طرفٍ كانوا، ليكون الفوز والبطل والمبدع واحدا. عشتم وعاشت سيهات واحدة. رئيس نادي الخليج السابق