تفاعلت الدوائر الحكومية مع ما نشرته "اليوم" أمس حول قيام "16 أفريقيا" بتلويث 120 ألف متر من الأراضي في صفوى بطبقة سوداء، حيث توجهت فرقة من الدفاع المدني لمنطقة "اصبيغاوي" التي يتواجد بقربها الموقع الذي تعبث به العمالة الوافدة من الجنسية الأفريقية، وتقوم بحرق الكيابل للحصول على المعادن والنحاس المتواجد بداخلها. ورافقت "اليوم" الدفاع المدني في المنطقة التي شهدت التلوث وتم توثيق الأضرار التي تتواجد في المنطقة، والتي أدت لتلوث البيئة الأرضية جراء ما تقوم به العمالة التي حولت التربة الرملية إلى طبقة سوداء. من جانبه، أوضح مدير الدفاع المدني بمحافظة القطيف العقيد راشد المري أن الدفاع المدني أخرج فرقة بعد الاطلاع على ما نشرته "اليوم" وتم تمشيط الموقع من عدة جوانب، مؤكدا أنه سوف يتم إعداد تقرير متكامل ورفعه لمركز صفوى حول ما تمت مشاهدته في موقع الحدث، والذي يمتد لمساحات كبيرة جدا، وتبين أن الأنشطة تمارس منذ فترة طويلة، مشيرا الى أن هذه العمالة تمارس أنشطتها في الخفاء، حيث إن الموقع يبعد عن الشارع المسفلت حوالي 3 كيلو مترات، وذلك من أجل الابتعاد عن المشاهدة وأعين الناس، وحتى لا يشاهد الدخان أثناء الحرق، مشيرا الى أن العمل بالموقع يحدث حتما في آخر الليل حتى لا يتم لفت الانتباه لما يقومون به من تلويث للبيئة، وأضاف المري: إن الأمر يتطلب حتما التعاون مع الشرطة لضبط المتسببين بهذه المخالفات. وكانت "اليوم" قد نشرت أمس تقريرا موسعا حول قيام 16 فردا من الجنسية الأفريقية "الاثيوبية" بتلويث مساحة تبلغ أكثر من 120 ألف متر مربع في منطقة "اصبيغاوي" الزراعية، نتيجة حرق الكيابل البلاستيكية للحصول على الأسلاك المعدنية التي بداخلها، ما تسبب في تحويل المنطقة الرملية إلى منطقة سوداء. ومع استمرار الجريمة البيئية ظهرت مع مرور الوقت طبقة سوداء في التربة شبيهة بالأسفلت لتلوث الأرض والهواء وتهدد المشكلة بالقضاء على المحاصيل الزراعية. وطالب المزارعون الوزارات والإدارات ذات العلاقة بالتدخل السريع والتحقق جراء هذه الكارثة البيئية التي يقوم بها أناس لا يهمهم إلا الربح فقط، حيث بدأوا يعيثون في المنطقة خرابا وأصبحوا يلوثون البيئة الأرضية والجوية على حد سواء. وقال اصحاب مزارع التقت بهم "اليوم": إن المعاناة بدأت منذ أكثر من عام تقريبا، وتكون واضحة للعيان لأصحاب المزارع التي تقع في منطقة "اصبيغاوي"؛ جراء قيام عمالة وافدة مكونة من 16 فردا من الجنسية الأفريقية "أثيوبية" بحرق كيابل ضخمة وكثيرة للحصول على المعدن المتواجد داخل الكيابل الذي نسميه "الصفر" لبيعه والحصول على مبالغ مالية. مؤكدين أن هذه العمالة تسببت في كارثة بيئية للمنطقة ولمزارعنا التي تضررت ومات بعضها، كما أن المحاصيل ضعفت بسبب الدخان الكثيف الذي ينتج جراء حرق الكيابل. وأوضحوا أن موقع حرق الكيابل لا يبعد سوى 2 أو 3 كيلو مترات فقط عن المزارع التي يبلغ عددها أكثر من 100 مزرعة في المنطقة، كما لا يبعد سوى كيلو إلى كيلو ونصف الكيلو عن خط الأنابيب التابع لشركة أرامكو السعودية، علما بأن المنطقة التي يتم الحرق فيها تتبع حرم المطار وتتبع إحدى الوزارات. وأشار أصحاب المزارع الى أن مساحة المنطقة التي يتم الحرق فيها تتجاوز 120 ألف متر مربع، وتقع بالقرب من طريق أبو حدرية خاصة طريق الكويت القديم ولا تبعد عن قرية أبي معن الكثير. ويعتبر هذا الاجراء مخالفا ويسبب الأمراض، مبينين أن العمالة تجمع مئات الكيابل طوال أيام الأسبوع، وفي يومي الجمعة والسبت تبدأ عملية الحرق وتلويث البيئة، فتنتج عن ذلك غيمة سوداء جراء الدخان الأسود الناتج عن عملية حرق الكيابل. تمشيط المنطقة ومعاينة حجم الأضرار بها صورة ضوئية لما نشرته اليوم