اعتاد أهالي محافظة عنيزة على الاستيقاظ على أصوات صافرات الدفاع المدني، التي تباشر بشكل يومي حوادث الحرائق التي يفتعلها المجهولون للحصول على الأجزاء الحديدية الموجودة في إطارات السيارات، أو تلك التي يتسبب فيها المزارعون لحرق المخلفات والنفايات دون أدنى اهتمام بآثارها السلبية على الصحة العامة أو بالتلوث البيئي الذي بدأت آثاره تظهر في مختلف الأحياء. وانتقد أحمد المشعل انتشار حوادث الحرائق المفتعلة في مختلف أحياء محافظة عنيزة، معتبرا إياها طبيعية جراء غياب العقوبات الرادعة وتنفيذ الجزاءات التي تحد من إشعال هذه الحرائق التي أضرت بالصحة العامة في المحافظة ككل. وطالب مديرية الدفاع المدني في المحافظة بإيقاع الجزاءات الرادعة لكل من يتعمد إحراق وإشعال أي نوع من النفايات ومخلفات المزارع، ويجب على أصحاب المزارع طمر مخلفات مزارعهم دون إحراقها؛ حتى لا تتسبب في تلوث البيئة وإزعاج الدفاع المدني بحوادث مفتعلة تشغلهم عن أمور أهم وحوادث أخطر. ويرى الحل المناسب للحد من اندلاع هذه الحرائق المفتعلة يكمن في فرض غرامات مالية على كل من يتسبب فيها ليمتنعوا عن إشعال النفايات والمخلفات مستقبلا. ويعتبر صالح المنصور أن كثرة الحرائق المفتلعة في المحافظة لوثت البيئة بشكل كبير جدا وتسببت في أضرار سلبية عديدة على الصحة العامة، مطالبا مديرية الدفاع المدني بتنفيذ حملات توعوية عن أضرار هذه الحرائق بين الأوساط المستهدفة كالطلاب والعمالة الوافدة والمزارعين، وتعريفهم بالعقوبات الرادعة التي تقع على مرتكبيها. وأضاف قائلا: تقع على حامل الدفاع المدني والبلدية وفرع الزراعة والشرطة والمحافظة مسؤولية مشتركة لحماية البيئة والصحة من الأضرار السلبية الناتجة جراء هذه الحرائق المفتعلة. يقول خالد المدهش: تؤثر الحرائق المفعلة سلبيا على الصحة العامة والبيئة في المحافظة كثيرا؛ كونها تندلع بشكل يومي وفي مختلف الأحياء ما جعل الأجواء غير صحية بتاتا وتساهم في انتشار أمراض الربو والحساسية الصدرية بين الأطفال وكبار السن على وجه الخصوص. من جانبه، أكد مصدر مسؤول في مديرية الدفاع المدني في عنيزة أن الحرائق المفتعلة تعيق عمل فرق الدفاع المدني وتؤثر عليه سلبيا؛ كونها تتطلب تحقيقات دقيقة تحمل المخطئ تبعات ذلك، مشيرا إلى أن إحراق مخلفات المزارع يؤثر على منتجاتها الزراعية بشكل مباشر ويجب على ملاك المزارع دفن وطمر المخلفات أو نقلها لمرمى البلدية بدلا من حرقها وتلويث البيئة. وأشار مصدر مطلع في بلدية عنيزة إلى حرص البلدية على تطبيق شروط صحة البيئة من واقع اختصاصها في هذا المجال، وكان آخر عمل أدته في هذا الخصوص توجيه خطاب شديد اللهجة لمقاول مرمى النفايات بعد الحريق المفتعل في موقع المرمى والذي تسبب في سحابة سوداء لوثت أجواء المحافظة ليومين كاملين، وتم تحذير المقاول من تكرار مثل هذا الأمر.