يحاول التحالف الدولي وفي مقدمته الولاياتالمتحدة القضاء على حركة «داعش» الإرهابية، ولكن إيران ورجالها في العراق يرتكبون تصرفات تجعل من الصعوبة القضاء على «داعش». فإذا لم يجر عزل «داعش»، ونزع الأوراق التي تلعب بها في الساحتين العراقية والسورية، فإن داعش سوف تبقى مستمرة. فنحن الأسباب التي جعلت القاعدة مستمرة وحية في العراقوسوريا على الرغم من الكره الشعبي لهما وعلى الرغم من ان جميع دول العالم تسعى للقضاء عليهم. ما جعل القاعدة و«داعش» تعيشان وتتمددان هو السلوكيات الطائفية التي كان يمارسها نظام نوري المالكي في العراق ونظام بشار الأسد في سوريا، والميلشيات الإيرانية الطائفية التي تقتل على الهوية وتعلن أنها تنهض بحرب طائفية مقدسة. وفي العراق أصبح الأمر أكثر سوءا وخطورة، إذ إن الميلشيات الطائفية التي تشرف عليها إيران ورجالها، وتعطيها الحكومة شرعية باسم «الحشد الشعبي» بدأت تستولي كلياً على سيادة الدولة، وأصبحت تمثل الحكومة، وتهاجم قرى ومناطق ومدنا وتطرد أهلها وسكانها لتهديها إلى سكان آخرين جدد تشرف إيران على توطينهم. إضافة إلى أن هذه الميلشيات التي تأخذ شرعيتها من فتوى السيستاني مرشد الحكومة العراقية، تمارس كل أنواع القتل والاجتثاث، أمام أعين دول التحالف وعلناً. ولم نجد أية قوى عظمى تدين هذه التصرفات التي تصب إلى جانب بقاء داعش، وتبريراتها للحرب الطائفية. وجرائم الميلشيات الطائفية في العراق، إضافة إلى كونها، ضربة لاستقرار العراق، وتزعزع الثقة التي تسعى الحكومة العراقية إلى إرسائها مع المحافظات الشمالية، فإنها تمد «داعش» بمعين لا ينضب من الدعاية لشرعية سلوكها وتصرفاتها وتمكنها في المحافظاتالعراقية الشمالية وسوريا. ويتعين على الحكومة العراقية أن تلغي هذه الميلشيات، لأنها في الأصل تمارس عقيدة طائفية استئصالية، وتركب جرائم بشعة في المحافظاتالعراقية، وأعمال تعذيب وابتزاز واضطهاد، وكثيراً ما تروى قصص مقززة مثل أن تطالب أهالي الضحايا بفدية، وبعد ان تستسلم الفدية تقتل ضحاياها. كما انها، بشهادات متواترة وعراقية وإعلامية، تفرغ قرى ومناطق من مكوناتها ومن أهلها الأصليين وتأخذ القرى غنيمة لها. وهذه الممارسات قطعاً لا تصب في صالح الحكومة العراقية إذا كانت تسعى إلى استقرار العراق والسيطرة على سيادة الأراضي العراقية. والمصالحة الوطنية هي الأمل لعودة العراق إلى الاستقرار وبسط الحكومة سيادتها على كافة الأراضي العراقية، ولكن جرائم هذه الميلشيات تجعل المصالحة الوطنية بعيدة المنال، وتزرع عقبات بوجه توجهات حكومة العراق وبرامجها لاستعادة السيادة واستقرار الاوضاع. وواضح أن المستشارين الإيرانيين هم الذين يزرعون مثل هذه الميلشيات لاستمرار زعزعة العراق.