شن الطيران الحربي الليبي ميناء مصراتة غربي البلاد، حيث يتحصن مسلحون متشددون من «أنصار الشريعة»، و«فجر ليبيا». ويأتي ذلك في وقت يستعد الجيش الليبي لشن هجوم على المتشددين في مدينة مصراتة، بعد أن أعلن عن وصول أسلحة وذخائر إلى المناطق الشرقية والغربية من المدينة، الجمعة. وحذر بيان للجيش الليبي المدنيين في مصراتة، من الاقتراب من أماكن المليشيات المسلحة في المدينة، وأهاب بالمواطنين عدم السماح لتلك المليشيات باستعمال البيوت والمزارع تحصينات لها. من جانبها ذكرت وكالة الانباء الليبية «وال» أن الطيران الحربي شن غارة صباح السبت على ميناء مصراته البحري وأسقط عدة صواريخ أصابت مبنى النقلية بالميناء ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح طفيفة. من جهة أخرى، وبعد تسعة ايام من اندلاعها، أعلنت السلطات الليبية الجمعة السيطرة على النيران التي اشتعلت في سبعة خزانات نفطية في مرفأ السدرة بمنطقة الهلال النفطي بعد إصابة احدها في 25 ديسمبر الماضي خلال هجوم صاروخي لميليشيات «فجر ليبيا». وقال علي الحاسي المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة في الهلال النفطي «نعلن رسميا السيطرة على حريق الخزانات النفطية بمرفأ السدرة وإخمادها بجهود رجال الإطفاء الليبيين الذين عرضوا حياتهم للخطر». التعبئة الشاملة وفي سياق متصل أعلنت الحكومة الليبية، مساء الجمعة، «التعبئة الشاملة» لمواجهة الميليشيات المتشددة، وذلك بعد هجوم شنه مسلحو داعش في جنوب البلاد. وأدانت الحكومة الليبية المؤقتة الهجوم الإرهابي الذي نفذته مجموعة من عناصر تنظيم «داعش» بأحد المداخل الرئيسية للجنوب الليبي، والذي أسفر عن إعدام 14 فردًا من عناصر الجيش الوطني التابعين للكتيبة «168 مشاة» بالمنطقة العسكرية سبها، إضافة إلى طباخين اثنين يعملان لدى الجيش ومواطن مدني شاهد المذبحة. وقالت الحكومة في بيانها رقم واحد لسنة 2015: «وبينما تدين الحكومة هذه المجزرة، التي حدثت على غرار مجازر تنظيم داعش وميليشيات ما يسمي فجر ليبيا، في بنغازي وسرت ودرنة، من ذبح وحرق لمنتسبي الجيش الليبي والمواطنين المساندين للجيش، تعزي أهالي الضحايا المغدور بهم على أيدي تلك الجماعات التكفيرية» مشددة: «أن هذه الجريمة البشعة لن تمر دونما عقاب» حسبما ذكرت «بوابة الوسط» الاخبارية الليبية السبت. وأعلنت الحكومة حالة التعبئة الشاملة لمواجهة هذه الجماعات الإرهابية في مدن ليبيا كافة، وعلى قبائل ليبيا كافة أن ترفع الغطاء الاجتماعي وتتبرأ ممن يتورط في هذه الأعمال الارهابية. وطالبت المجتمع الدولي بضرورة رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، وتوفير الدعم الكامل له في الحرب ضد الارهاب، إضافة إلى تفعيل قرارات مجلس الأمن الصادرة بحق كل من يعرقل العملية السياسية والمسار الديمقراطي في ليبيا، ومن يمارس الارهاب ويدعمه ويتستر عليه. يذكر ان القتال والفلتان الأمني يعصفان بليبيا، وتتنازع على ادارتها حكومتان وبرلمانان منذ سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي. وتتخذ الحكومة المؤقتة بقيادة عبدالله الثني ومجلس النواب المعترف بهما دوليا من طبرق مقرا لهما، فيما تتخذ حكومة الانقاذ بقيادة عمر الحاسي والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته من طرابلس مقرا لهما. التدخل الدولي والجمعة قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان إنه يتعين على القوى الكبرى معالجة عدم الاستقرار في ليبيا، ولكنه لم يصل صراحة إلى حد تأييد التدخل العسكري الذي دعت إليه قوى إقليمية في منطقة الساحل. وأكد لو دريان بعد فترة وجيزة من الاجتماع مع رئيس النيجر محمد يوسف في نيامي دعوات لتدخل عسكري دولي في ليبيا، وهو موقف أيده عدة زعماء آفارقة آخرون يشعرون بقلق من تأثير الفوضى في ليبيا على المنطقة. ودعا رئيسا مالي والسنغال الغرب إلى القيام بعمل في ليبيا لإنهاء الفوضى التي يقولان إنها نجمت عن التدخل في عام 2011، والذي ساعد في إسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي الوقت الذي تتصارع فيه حكومتان متناحرتان على الشرعية في طرابلس أصبح الجنوب الصحراوي في ليبيا معقلا لجماعات مسلحة يرتبط بعضها بالقاعدة. وقال لو دريان في نيامي: «ليبيا في حالة فوضى وهي مرتع للإرهابيين الذين يهددون استقرار النيجر وبشكل أبعد فرنسا». «نعتقد أن الوقت حان لضمان أن يعالج المجتمع الدولي المشكلة الليبية. أعتقد أن هذا أيضا ما يراه الرئيس يوسف». وقال رئيس النيجر إن الساحل: «يدفع ثمن الفوضى السياسية التي حدثت بعد العملية العسكرية التي قام بها حلف شمال الأطلسي، والتي ساعدت في إسقاط القذافي، وإن هناك حاجة لقيام الغرب بعمل مباشر لإصلاح هذا الوضع». وأضاف: «لا أعرف كيف ستحقق ميليشيات إرهابية مسلحة مصالحة في ليبيا».