حتى لو ان المباراة ودية، إلا ان النتيجة التي انتهت عليها تجربة الاخضر الودية او الاستعدادية (سمها ما شئت) تعتبر كبيرة، وتسجل في سجل مباريات الفريقين، ومعتمدة من قبل الفيفا، وبالفعل هي نتيجة غير مقبولة ابدا؛ لأن الخسارة جاءت من منتخب سبق ان فزنا عليه بثلاثية نظيفة قبل شهر تقريبا في دورة كأس الخليج الاخيرة بالرياض، وهذ يدل ان منتخبنا يسجل تراجعا وليس العكس، على الرغم من تغيير الجهاز الفني الذي كان يشرف عليه الاسباني لوبيز، وتم التعاقد مع الروماني كوزمين بنظام الاعاره لمدة شهر من نادي الاهلي الاماراتي، ندرك تماما ان كوزمين مدرب كبير يحمل سجلا حافلا بالبطولات مع جميع الاندية التي دربها، ولكنه لا يملك خبرة تدريب المنتخبات، وهذه هي تجربته الاولى مع الاخضر، ويجب ان ندرك تماما انه لا يملك عصا موسى، ويستطيع في ظرف 19 يوما احداث طفرة نوعية في اداء الاخضر، ولكنه قد يسير بالأخضر قدما في نهائيات كأس امم آسيا، وإلى ادوار متقدمة في البطولة، وربما يحالفه الحظ في المنافسة على كأس البطولة، وان حدث هذا فإنه يعد اعجازا لا انجازا لكوزمين وللاخضر على حد سواء. قد يلجأ كوزمين الى اللعب بطريقة 4/4/2 مع تأمين الدفاع؛ بسبب الاخطاء المتكررة من رباعي الدفاع، ومع ذلك وقع الدفاع في المحظور وارتكب اخطاء دفاعية تكتيكية تنبه لها كوزمين ووعد بمعالجتها قبل خوض المعترك الآسيوي، كما نطالب لاعبي منتخبنا بتصحيح الاخطاء وشحذ الهمم واللعب من اجل رفع شعار واسم المملكة عاليا، وعدم الالتفات الى ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي، وما يقال في القنوات الرياضية على لسان اعلاميي الاندية؛ لأن الشارع الرياضي محتقن بما فيه الكفاية، وما حدث مؤخرا بين ناصر الشمراني والمشجع دليل على صحة كلامي، والأغرب ان بعض الاعلام الرياضي يطالب بمعاقبة المشجع وعدم معاقبة الشمراني، فالشمراني هو الذي يجب ان يعاقب لأنه يمثل منتخب بلاده ووطنه اكثر من المشجع، وكان من المفترض من الشمراني ضبط نفسه واعصابه وعدم الانجراف لما سمعه من المشجع مهما كانت ميوله، حيث طلب منه صورة، فدفعه بيده بحركة استفزازية اثارت حفيظة المشجع الذي كان مثاليا لأنه اعتذر، والاعتذار من شيم الكبار، والمطلوب من ناصر ضبط النفس لأنها ليست المرة الاولى التي يخرج فيها عن النص، خصوصا انه حصل للتو على لقب وكأس احسن لاعب، فالكرة اخلاق وفروسية. لست متفائلا كثيرا بمشاركة الاخضر في نهائيات كأس امم آسيا الخامسة عشرة التي ستنطلق في التاسع من شهر يناير الجاري باستراليا؛ بسبب الاستعداد الضعيف لهذه البطولة، ونظرة اعلامنا للاخضر ونجومه بعيون وانتماءات ملونة بألوان انديتها، وتناسوا اللون الاخضر الذي يجمع الوان الاندية كلها، وتلونت مدرجات الملاعب بألوان الاندية وشعاراتها، ولوحات تحمل اسماء وألقاب انديتها ونجومها بدلا من تواجد اللون الاخضر وعلم المملكة وراية التوحيد، الذي وحد المملكة من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها مؤسس وموحد المملكة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وأطالب جماهيرنا العزيزة بنسيان ما فات وتشجيع الاخضر والدعوات الخالصة النابعة من صميم القلب، حتى تعود للكرة السعودية هيبتها وامجادها السابقة فترة كأس امم آسيا فقط، على ان يعودوا لتشجيع انديتهم في دوري جميل، وكفانا احتقانا وحقدا ونكاية وغمزا ولمزا وهمزا؛ لأن الاخضر فوق الجميع، إلا إذا أردنا ان يمثل منتخبنا لاعبون من خارج انديتنا، وهذا امر مستحيل؛ لأن المنتخب نتاج عمل انديتنا، ودعونا نفرح ولو لمرة واحدة للاخضر، والمنتخب اولى واهم من تشجيع الاندية، ولاعبو المنتخب هم ابناء هذا الوطن الجميل، وانسوا الواتس اب وتويتر ومواقع الخراب الاجتماعي لشهر يناير فقط.