أعرف أن هذا العنوان قاسٍ بدرجة كبيرة وينطبق على الواقع من وجهة نظري المتواضعة. فرغم أكثر من خمس وثلاثين سنة وانا اتابع رياضة الألعاب المختلفة، فإذا كانت كرة القدم وهي التي كانت تحظى بنصيب الأسد ونصيب بقية الألعاب تشهد تراجعا منذ أكثر من عقد من الزمن إذا اين التطور؟ لا يوجد تطور إلا في جوانب بسيطة جدا وعلى أساسها يمكن القول: إن رياضة الألعاب المختلفة فاشلة، وكشاهد بسيط انه في تاريخ الاولمبياد لم تحقق إلا ميدالية فضية واحدة في الفروسية، ويبدو أن الفرسان كانوا من الطبقة الثرية جدا التي مكنتهم من صرف عشرات الملايين لنيل هذه الفضية، أما بقية الألعاب فهي للأسف في ذيل القائمة، يبقى أن نتجرأ ونسأل إلى متى يبقى الحال هكذا، وتزداد جرأة السؤال المسكوت عنه، ما السبب؟ ويشمل في داخله من المتسبب؟. لا أعتقد أن ثقافتنا في السعودية تشفع لنا بأن نجنس الرياضيين في الألعاب المختلفة كما يفعل بعض جيراننا للحصول على ميدالية ولا نريد ذلك، مع احترامنا لقراراتهم وتوجهاتهم، إذ إن صناعة رياضي واحد ليست بالأمر الصعب، إذا ما هُيِّئت الظروف والمكان والزمان الملائمان لذلك. عندما نقتل الرياضة في أبنائنا منذ صغرهم يستحيل أن نجني بطولات وأبطالا في كبرهم، ولعلنا نعود إلى العزف على سيمفونية الرياضة المدرسية، وإلى إعلامنا الذي ينظر بعين واحدة والذي لا يرى من الرياضة سوى مجنونة الملايين [كرة القدم]. والبقية من الرياضات مهمشة، إذ إن الإعلام له دور رئيس في تطور الرياضة، ويعول عليه كثيرا في إنجاح أو إفشال أي لعبة، لذلك يبقى الأمل فيه كبيرا لإفراغ مساحة كافية؛ لتحفيز عشرات الرياضيين المثابرين الذين لا يجدون سطرا واحدا وسط كم هائل من الصفحات الرياضية. الوسط الرياضي متفائل بالملاعب الرياضية الجديدة التي تعمل ارامكو على تنفيذها في جميع المناطق، وبعد إنجاز هذه الملاعب نحتاج الى الرياضيين الذين يعطون القيمة الحقيقية لها، ستكون عامرة بالبطولات إذا عملنا على إنجاز الانسان الرياضي وإلا ستكون خاوية فارغة إذا لم يتحقق بناء الرياضي السعودي فيها. هذه الملاعب وحدها لن تحقق ميدالية واحدة مهما كبرت وصرف عليها البلايين من الريالات. كاتب وناقد رياضي