يتطلع الروماني كوزمين أولاريو المدير الفني للمنتخب السعودي إلى تحقيق إنجاز جديد، يضاف إلى سجله التدريبي المليء بالانجازات رغم صعوبة المهمة المنتظرة التي لم يتردد في التصدي لها، رافعا شعار التحدي ضد نفسه قبل المنافسين لاسيما في ظل الكاريزما الخاصة التي يمتاز بها عن غيره من المدربين، والثقة التي يتمتع بها وقدرته على تقديم الإضافة للمنتخب الأخضر، الذي استعان بخدماته بنظام الإعارة من نادي أهلي دبيالإماراتي ليتولى دفة الإشراف الفني عليه في نهائيات أمم آسيا التي ستقام في أستراليا بعد أيام. ورغم أن المدرب العصامي يعاب عليه العصبية في بعض الأحيان والخروج عن النص في أحيان أخرى، وهو الأمر الذي أدخله في نفق الأزمات والمشاكل وساهم في إبعاده وإيقافه، إلا أن الجميع يتفق على أنه من أفضل المدربين الذين تواجدوا في منطقة الخليج بصفة خاصة والقارة الصفراء على وجه العموم، خصوصا وأنه يمتاز بالذكاء والدهاء الكروي إلى جانب معرفته التامة بأسرار الكرة الآسيوية، سواء عندما كان لاعبا في سامسونج الكوري وجيف يونايتد الياباني، أو عندما كان مدربا لعدد من الأندية الخليجية التي قادها في العديد من البطولات الآسيوية. وبدأ المدرب المولود في مدينة بوخارست الرومانية يوم 10 يونيو 1969 مشواره التدريبي عام 2000، بعد أن أنهى رحلته الاحترافية كلاعب في شرق آسيا، حيث تولى الإشراف الفني على فريق ناشيونال بوخارست حتى عام 2002 الذي انتقل خلاله لتدريب ستيوا بوخارست وقاده في 7 مباريات فقط، ليعود مجددا لفريقه الأول ناشيونال ويستمر معه حتى عام 2004 ثم بعد ذلك أشرف على فريق بوليتنكا تيميسورا عام 2005، وبعد أن نضج تدريبيا عاد مرة أخرى إلى فريق ستيوا بوخارست عام 2006 وقاده في دوري أبطال أوروبا قبل أن يبدأ رحلته الخارجية الحافلة بالانجازات، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط عام 2007 عندما حط رحاله في نادي الهلال السعودي الذي تعاقد معه في صفقة تعتبر الأكبر بين عقود المدربين، وقدم معه عملا احترافيا نموذجيا اتسم بالانضباطية وتوَّجه بتحقيق ثلاث بطولات، وهي بطولة الدوري عام 07/2008 وبطولة كأس ولي العهد مرتين عامي 2007 و2008 قبل أن يتم إبعاده بقرار من الرئيس العام في ذلك الوقت؛ بسبب رمي المدرب للقميص الذي كانت عليه صورة ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وبعد النهاية الدرامية التي لم تكن متوقعة بهذا الشكل انتقل إلى قطر وتولى الإشراف الفني على فريق السد القطري، وحقق معه بطولة كأس نجوم قطر عام 2010، ولأنه من المدربين الذين لا يحبون البقاء لأكثر من سنتين مع أي فريق يشرف عليه، فإنه قرر فك الارتباط مع السد وتحول إلى الإمارات وتحديدا إلى نادي العين الإماراتي، حيث أعاده لمنصات التتويج بعد أن حقق معه بطولتي الدوري عامي 2011و2012 وبطولة السوبر الإماراتي عام 2012، ونتيجة بعض الخلافات التي طفت على السطح بين إدارة النادي والمدرب قرر الأخير ترك الفريق والتحول إلى إمارة دبي لتدريب فريق الأهلي المنافس التقليدي للعين، وواصل نجاحاته معه بعد أن قاده لبطولة الدوري عام 2013 وبطولة كأس اتصالات الإمارات لنفس العام. وبعد تلك النجاحات التي حققها مع الأندية الخليجية خلال ثماني سنوات، فإنه يأمل في ترك بصمة مع المنتخب السعودي الذي يعتبر أول منتخب يشرف عليه خلال مسيرته التدريبية، لاسيما وأن كوزمين ليس غريبا عن أجواء الكرة الآسيوية وطبيعة المنافسة فيها، مع أن الشارع الرياضي السعودي لم ولن يطالبه بالمستحيل، خصوصا وأنه تولى المهمة في وقت ضيق وإنما يطالبه بتلميع صورة المنتخب وإعادة جزء من هيبته على أقل تقدير بعد توالي الانكسارات في المشاركات الماضية.