تنفس الشارع الرياضي السعودي الصعداء بعد الإعلان عن تولي مدرب نادي الأهلي الإماراتي الروماني كوزمين مهمة قيادة المنتخب السعودي في كاس آسيا 2015 بعد فترة عصيبة مرت على الكرة السعودية، تمثلت بتراجع الترتيب على المستوى العالمي وتقهقر المنتخب على صعيد المستوى والنتائج، ثم خسارة كاس الخليج أمام قطر، والظهور بمستوى باهت وأداء باهت ضعيف تحت قيادة المدرب الاسباني لوبيز كارو الذي واجه انتقادات حادة قبل بداية "خليجي 22" بسبب خياراته، ما أحدث حالة امتعاض وغضب وسخط جماهيري ضد اتحاد القدم وتحميله والجهاز الفني المسؤولية خصوصا في قرار تجديد الثقة ومنحه الفرصة قبل البطولة، واستمرار النهج والفكر الخاطئ ذاتهما من قبل المدرب ماعصف بآمال المنتخب عطفاً على سوء قراءته وانخفاض مستوى اللاعبين وتخبطه بالتشكيلة الأمر الذي سبب حرج كبير لاتحاد القدم أمام الإعلام والجماهير والرأي العام لتحديد مصير هذا المدرب مع المنتخب. وبعد فترة شد وجذب وصمت حول وضع المنتخب قبل البطولة القارية، وجهازه الفني وأمام تأخر إعلان برنامج الإعداد، استمراراً لحالة التخبط وسوء العمل والعشوائية التي يعاني منها اتحاد القدم، لم يكن أمامهم سوى الانصياع والخضوع للمطالب الإعلامية والجماهيرية بإلغاء عقد المدرب لوبيز، وبسبب قرب موعد البطولة القارية واعتذار بعض المدربين عن تدريب المنتخب في هذا التوقيت تحديداً، اختصرت المفاوضات على مدربين في منطقة الخليج، وكان الروماني كوزمين أهم الخيارات كونه سبق قيادة الهلال قبل أعوام، ويملك سجل بطولي مميز مع الهلال والسد القطري والعين والأهلي الإماراتيين، ويمتاز بفكر تدريبي ونهج انضباطي عاليين. وكشف خبر تولي المدرب كوزمين للمنتخب في كاس آسيا حالة من التفاؤل والتفاعل الكبيرين من الجماهير الرياضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من قصر الفترة المتبقية قبل انطلاق البطولة، والتي تحتاج لجهد مضاعف من جميع الإطراف لتغلب على هذه "المعضلة" التي تعاني منها الكرة السعودية لفترة طويلة. ولن يكون كوزمين تحت ضغوطات كتلك التي عانى منها مدربين كثر أبان إشرافهم على المنتخب السعودي، كونه سيقوده لفترة وجيزة 30 يوماً فقط وبمبلغ مجزي وكبير، إذ سيعمل بأريحية أكثر من ذي قبل لإعداد المنتخب قبل الدخول بمعترك البطولة وخوض تحدي جديد مع منتخبات أوزبكستان والصين وكوريا الشمالية. تزايد المطالب من قبل الشارع السعودي لتحقيق لقب البطولة؛ والذي غاب غنه "الأخضر" 19 عاماً ارتفع بنسبة اكبر من قبل قياساً بالسجل المميز لهذا المدرب، وهو الذي عرف عنه منهجه التدريبي التكتيكي بدرجة كبيرة، والتنظيم في الدفاع ومن ثم اللعب بالهجوم وهذا مفقود ويعاني منه المنتخب السعودي منذ اعوام. والسؤال الذي يطرح مراراً هل ينجح كوزمين في هذا التوقيت القصير جداً في إيقاف مسلسل الضياع والتدهور المتوالي للكرة السعودية والوصول بالمنتخب لادوار متقدمة بالبطولة القارية، ويتحمل المسؤولين عن المنتخب هذا التأخر والإرباك الذي يحدث من واقع الفوضى والتخبط اللامنهجي في رسم خطة عمل مدروسة ووفق أسس علمية واحترافية صحيحة لإعداد جيد ومثالي في مستوى الطموحات. المتابع يدرك ملياً أن المنتخب السعودي بهذا الوضع من الصعب مهما كان اسم المدرب الذي يقوده أن يحقق أعلى طموحاتنا بالتجمع القاري، فما بالك بمدرب موقت وقبل اقل من شهر عن أهم وأقوى البطولات الآسيوية، فالمنطق يقول انه لا يمكن أن يفعل شيء فوق التوقعات، مع إمكانية التأهل عن مجموعته والوصول إلى الأدوار المتقدمة وهذا لو حدث يعتبر جيداً في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها"الاخضر". مدرب "الطوارئ" للمنتخب السعودي في آسيا أولاريو يعشق الخطط الدفاعية بدأ حياته الرياضية مدافع وكان ذو قوة بدنية وجسمانية صلبة ولعب بالعديد من الأندية الرومانية وخاض تجربة مع سوان سامسونج ولعب معه 56 مباراة ومن ثم انتقل إلى الفريق الياباني جيف يونايتد ايشيهارا شيبا ولم يدم معه طويلا حيث لعب عشر مباريات فقط. بعد ذلك عاد إلى رومانيا وبدأ مسيرته مدرب مع ناشيونال بوخارست 2000-2002، ومن ثم ستيوا بوخارست 2002، والعودة إلى ناشيونال بوخارست 2003-2004، ثم فريق بوليتنكا تيميسورا 2005، ومن ثم بلوغه مرحلة النضوج والدهاء التدريبي مع فريقه ستيوا بوخارست 2006-2007 وعاش فيه أقوى تجاربه التدريبية عندما لعب ستيوا في بطولة الأبطال الأوروبية (دوري أبطال أوروبا) ليقوده إلى الدور نصف النهائي في ذلك العام، ثم درب الهلال موسم 2007، وبعد ذلك انتقل بين دوريات قطر والإمارات مع السد والعين والأهلي وحقق انجازات مميزة، وهو من مواليد مدينة بوخارست برومانيا بتاريخ 1969، وبدأ حياته لاعب في عدد من الأندية الرومانية في صغره أشهرها الفريق الشهير في أوروبا يونيفرسيتاتيا كريوفا. كوزمين