يعتبر مطار الأحساء حسب النشرات الدولية للنقل الجوي من اقدم المطارات المعتمدة في منطقة الخليج. فقد تم إنشاء المطار في العام 1948م. وحسب ما ذكر أحد موظفي شركة ارامكو (بو سلطان) بأن المطار في الأحساء قد يكون هو المطار الوحيد في العالم الذي تم تغيير مدارج هبوطه ثلاث مرات. حيث تم إنشاؤه أول الأمر في ما عرف لاحقا بحي الخالدية بالهفوف وبعدها تم نقل المطار إلى جهة طريق الرياض سابقا من جهة مدينة المبرز. وفي الوقت الحالي يقع المطار في طريق الهفوف- الرياض الجديد. ورغم الركود الذي أصاب المطار وذلك بتواجد رحلات محدودة جدا إلى الرياضوجدة والتي تقوم بها الخطوط السعودية, إلا أن رحلات شركة ارامكو السعودية من المطار هي الأكثر هبوطا وإقلاعا من مدرجاته. مما جعله المطار الوحيد في العالم الخاضع لهيئة طيران حكومية ولكن به معدل رحلات تابعة لقطاع خاص أكثر من الرحلات المجدولة. وقبل فترة من الزمن وبجهود تكاد تكون شبه شخصية وبالتنسيق مع هيئة الطيران المدني قام بها بعض رجال الأعمال في الأحساء وبتعاون مع أكثر الغرف التجارية نشاطا في المملكة وهي الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء, استطاع مطار الأحساء استقطاب ثلاث خطوط جوية تعتبر من الأفضل على مستوى العالم العربي والعالم. وهي شركة (فلاي دبي) و(إير أرابيا) و(القطرية) وهذا إضافة لرحلات الخطوط السعودية ورحلات شركة ارامكو السعودية. وبذلك تم ربط المطار بالعالم أجمع. وفي الوقت الحالي بدأ الكل يلاحظ تزايد النشاط والحركة الجوية, ولكن لم يتغير شيء في مطار الأحساء. المدرج هو نفسه. وأكثر من ذلك فمنشآت المطار من مبان وأماكن خدمات عامة لا تعكس بأي حال أن مطار الأحساء هو في الواقع مطار دولي. ولا يعكس المطار وما به من منشآت كمركز للنقل الجوي لمنطقة مثل الأحساء بمساحتها الكبيرة وسكانها الذين يمثلون ثلاث مدن رئيسة والعشرات من القرى والهجر التابعة لها. إن مطار الأحساء يحتاج إلى عملية متكاملة من التجديد وخاصة أنه في المستقبل القريب قد تكون هناك زيادة في عدد الخطوط التي قد تقوم باستخدام المطار, سواء أكانت خطوطا خاصة سعودية أو خطوطا عربية أخرى. ولذلك فالمطار بمنشآته والعاملين فيه هم أول نقطة يرى فيها المسافر القادم للمملكة ما لدينا من بنية تحتية. وكذلك لا ننسى أهمية ذلك للمواطن السعودي عندما يغادر أو يصل من سفره, فمن الضروري أن يتمتع بخدمات أفضل مما هو موجود في الوقت الحالي. وكذلك فمن المعلوم أن المطارات تعتبر جزءا من الاستثمار العام والخاص ورافدا اقتصاديا لأي بلد. وكلما زادت خدمات المطارات زاد عدد مسافريه ويزيد عدد موظفيه. فالمطارت تعتبر من أهم أسواق العمل لتوظيف الكثير من أبناء البلد. وللعلم فمطار الأحساء يقع في منطقة إستراتيجية مهمة تقع بين عدة مطارات اقليمية ودولية وقد يكون هذا فيه نوع من الإغراء لشركات الشحن التي تفضل المطارت ذات الحركة المحدودة. وقد تفكر شركات شحن عالمية مثل (فدرال إكسبرس) أو (دي إتش إل) في استخدام المطار كنقطة توزيع لأن مطار الأحساء مربوط بخطوط برية وسكة حديد مع مدن رئيسة كبيرة داخل المملكة كالرياض والدمام وعواصم عربية كالدوحة والمنامة. فكل ما يرجوه الجميع من هيئة الطيران المدني هو (الدعم لمطار الأحساء). * كاتب ومحلل سياسي