تحتضن محافظة الداير بني مالك - شرقي منطقة جازان - مهرجان البُن الثاني في جبال جازان يوم الجمعة المقبل، حيث يُعدّ المهرجان واحداً من المهرجانات المتميزة على مستوى المنطقة، وأحد عوامل الجذب السياحي للتعريف بالمحافظة وبقية المحافظات الجبلية. وتمتاز محافظة الداير بني مالك الواقعة إلى الشرق من مدينة جيزان بنحو 150 كيلو متراً بمقومات سياحية وطبيعية متميزة، التي جاءت نتيجة لطبيعتها الجبلية التي تتخللها الأودية، مما أسهم في وفرة الغطاء النباتي الكثيف وتنوع حياتها الفطرية والثروات الحيوانية، واشتهرت بمدرجاتها الزراعية. وعلى ارتفاع 2300 متر عن سطح البحر تُطلّ قمة جبل طلان كأعلى قمةٍ في منطقة جازان، وهو الجبل المشرف على المحافظة كلها في جو من الجمال يعانق السحاب ويحيط به الضباب، إلى جانب قمة جبل العريف المحتفظ بطبيعته البكر، وبقية المطلات الجبلية التي تُشكّل في مجملها مواقع سياحية باهرة، فضلًا عن العديد من المواقع السياحية كمنتجع القرحان، والتكوين البركاني في موهد، وموقع العين الحارة بوادي ضمد . وتبرز المواقع الأثرية كعوامل جذب سياحية بالمحافظة التي تضم العديد من الحصون الأثرية ذات الأبراج العالية المربعة والمستديرة، والمبنيّة من الحجر . وتشتهر المحافظة كبقية المحافظات الجبلية بمنطقة جازان بأنواع من الزراعات منها الحبوب من الذرة والدخن، فضلاً عن زراعة الموز والأناناس والجوافة والمانجو والبرتقال والليمون، كما تمتاز بأشجار العرعر واللبخ والتالق والسدر والشث والعديد من الحشائش المدارية، والنباتات العطرية. ويُعدّ البُن الخولاني واحدًا من أهم المحاصيل الزراعية في محافظة الداير بني مالك بمنطقة جازان، حيث اشتهرت جبال جازانالشرقية بزراعة أشجار البن، وبخاصة في محافظة الداير التي تضم وحدها أكثر من 55 ألف شجرة بنٍ من أصل 70 ألف شجرة بُن تنتشر زراعتها في محافظات فيفاء والريث والعيدابي والعارضة، وبنسبة تفوق 78 % من إجمالي أشجار البٌن بالمنطقة. وتكتسي المدرجات الزراعية بجبال الداير بني مالك بسلالة متميزة من أشجار البُن المعروفة باسم " العنثري " ، التي تنتج البُن الخولاني، حيث تعتمد أشجاره على سقيا الأمطار، وتزيد جودته كلما زادت جودة التربة ومدى تعرضه للشمس والرياح. واستعرض المزارع جابر العليلي، في مزرعة البن التي يمتلكها مراحل زراعة شجرة البُن بدءًا بمرحلة البذر التي تراعي مسافة بين 3 إلى 4 أمتار بين كل غرسة وأخرى، ثم تستمر لنحو 3 أو 4 سنوات لتصبح شجرة مثمرة. وتجوّل المزارع جمعان المالكي في مزرعته التي شارفت أعداد أشجار البٌن فيها إلى نحو 650 شجرةً ، واصفًا زراعة البن بأنها تحتاج عناية خاصة، حيث تحتاج تربتها للتقليب مرة واحدة في السنة لتفتيحها وتجديدها بما يعرف لدى مزارعي البن " بالفَرْس "، ووصف المزارع علي العليلي، ثمرة البن بالبيضاوية الشكل التي تتكون من القشر الخارجي وهو قشر ليفيّ يحوي غشاءً حلو المذاق وبداخله بذرتان متجاورتان تزداد صلابتهما كلما اقترب موسم النضج، وتنمو هذه الثمار في مجموعات على أطراف الأغصان بشكل غير متدلٍ، مشيرًا إلى أن جني الثمار في حال نضجها يتم يدوياً حبة حبة وبعناية فائقة للحفاظ على سلامة الغصن ليحمل الثمرة في موسمها القادم، حيث تجمع تلك الحبوب في جراب خاصة " أدوات جلدية "، لتنقل إلى أماكن خاصة بالتجفيف، ويحافظ عليها من آثار الأمطار أو الرطوبة ويتم تعريضها يوميا لأشعة الشمس على مدى أسبوعين. وأثنى عدد من مزارعي البن في محافظة الداير بني مالك على الجدوى الاقتصادية الكبيرة لمهرجان البن الأول في العام 1435ه الذي أتاح لهم فرصة التسويق المثلى لمنتجاتهم من البن، مؤكدين أنهم يتطلعون للنسخة الثانية من المهرجان الذي ينطلق يوم الجمعة القادم، حيث إنهم استعدوا مبكرًا للمهرجان بكميات كبيرة من البُن ذي الجودة العالية، مؤملين أن يحقق المهرجان أهدافه في تعزيز زراعته ودعم المزارعين، وتشجيع الأبناء على الاهتمام بهذه الشجرة التي تحتل أهمية اقتصادية كبيرة ليست على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي. المزارعون يستعرضون البُن الخولاني أهم المحاصيل الزراعية بالمنطقة