اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني أن حديث الولاياتالمتحدة عن أنها لن تدعم مشروع قرار إنهاء الاحتلال لا يعني بالضرورة أنها ستصوت ضده حال عرضه للتصويت، فيما رصدت إسرائيل 17 مليار دولار لتهويد القدس، وصدرت تعليمات من القيادة العامة للجيش الإسرائيلي تعليمات بالاستعداد لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية خلال الشهور المقبلة بالضفة أو غزة، واقتحم المستوطنون ساحات المسجد الأقصى صباح أمس، بمناسبة "عيد الحانوكاه العبري"، وسط تظاهرة احتجاجية نظمها العشرات من المرابطين مقابل باب المغاربة مستنكرين ومنددين بالاقتحامات. اقتحامات ومواجهات وقال حراس المسجد الأقصى المبارك: إن القوات الخاصة والشرطة انتشرت في جنبات المسجد وفي محيط المستوطنين المقتحمين وأحاطت بالمُصلين وهدّدت باعتقال عددٍ منهم. وكانت منظّمة 'أمناء جبل الهيكل' اليهودية المتطرفة دعت أنصارها إلى المشاركة في اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك أمس، كما دعت منظمة 'طلاب لأجل الهيكل'، وجماعة 'نساء لأجل الهيكل' ومنظمة 'هليبا' و'معهد المعبد الثالث' جمهور المستوطنين اليهود إلى المشاركة في تنفيذ ما أسمته الجزء الثاني من برنامج عيد الأنوار 'الحانوكاة'، والذي ركيزته الأساسية المشاركة الواسعة في اقتحام الأقصى. اشتباكات وشهدت البلدة القديمة اشتباكات ومواجهات بالأيدي والحجارة بين الشبان الغاضبين وعشرات المستوطنين الذين نظموا مسيرة ليلية انطلقت من باحة حائط البراق باتجاه البلدة القديمة، طافت حول بوابات المسجد الأقصى بحراسات عسكرية مشددة، تخللها هتافات عنصرية تدعو لطرد وقتل الفلسطينيين، واختتمت المسيرة في الباحة الأمامية لبوابة المسجد الأقصى الخارجية في منطقة باب الأسباط. محاولة طعن واعتقل جيش الاحتلال أمس، شاباً فلسطينياً على حاجز نتانيا غربي مدينة طولكرم بدعوى محاولته طعن جندي. أعلنت قوات الاحتلال أنها اعتقلت 8 فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. فيما ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان وفتيان في القدس. وداهمت قوات الاحتلال عدداً من المدن والبلدات الفلسطينية وشنت حملة اعتقالات طالت الناشطين الفلسطينيين. وقالت: إنها اعتقلت مواطنين من البيرة من ناشطي حركة حماس، واعتقلت ستة من محافظات طولكرم والخليل وبيت لحم. كما اندلعت مواجهات عنيفة فجر أمس، بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي رافقت مئات المستوطنين الذين اقتحموا قبر يوسف شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة. واقتحم مئات المستوطنين قبر يوسف شرقي مدينة نابلس، وسط حماية جنود جيش الاحتلال لأداء طقوس دينية، ووصل المستوطنون بواسطة ما يقارب 10 حافلات وتحرسهم عشرات المركبات العسكرية وعدد كبير من الجنود. واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال أسفرت عن إصابة ثلاثة شبان بالرصاص المطاطي، وعدد بحالات اختناق. وقال شهود عيان، إن جيش الاحتلال دفع بقوات كبيرة إلى المنطقة وأقام نقاطا عسكرية لتأمين دخول وخروج المستوطنين وأقام غلافا أمنيا حول القبر لحماية المستوطنين. ورشق الشبان الفلسطينيون قوات الجيش الإسرائيلي بالحجارة، فيما استخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في عدة أماكن قريبة من القبر. تقديرات إسرائيلية وأشارت التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى احتمال اشتعال الأوضاع في قطاع غزة أو الضفة الغربية خلال الشهور القريبة. وبحسب ما ذكر المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان، فإن تقديرات شعبة الاستخبارات في القيادة العامة "أمان" لعام 2015 تشير إلى أن هناك احتمالا لتجدد المواجهات المسلحة مع غزةوالضفة الغربية – بدرجات متفاوتة، خلال هذا العام. ويشير إلى أنه بناء على ذلك صدرت تعليمات من القيادة العامة بالاستعداد لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية. ويضيف: "على خلفية هذه التقديرات فإن كل شعلة تشعلها حماس أو السلطة الفلسطينية أو إسرائيل تأخذ أبعادا خطيرة – حتى لو كان الحديث يدور عن حدث محلي محدود لا يفترض أن يكون له تداعيات فورية على أمن المنطقة". ويتابع: "بناء على تلك التقديرات يجب أن ننظر إلى التدهور الأمني نهاية الأسبوع الماضي، في قطاع غزة. ففي أعقاب إطلاق قذيفة صاروخية قصيرة المدى، بمبادرة من تنظيم صغير لا علاقة له بحماس على ما يبدو. ورغم أن القذيفة لم تتسبب بأضرار، لكن بالنسبة لإسرائيل كانت تلك فرصة لإرسال رسالة لحماس وقامت بقصف مصنع لإنتاج الإسمنت. ففي إسرائيل قلقون من وصول كميات من الإسمنت المخصص لإعادة إعمار غزة لحماس واستخدامها لإعادة بناء الأنفاق". ويتابع: "لهذا فإن إسرائيل التي تعهدت لمواطنيها بأن حملة "الجرف الصامد" ستكبح تسليح حماس أرسلت سلاح الجو لجنوب القطاع وأصابت عصفورين بحجر واحد: استجابت لمطلب الجمهور بالرد الفوري على الإطلاق الصادر من غزة، وقصفت مصنعا يصنع الألواح الاسمنيتة المخصصة للأنفاق. ويضيف: "عمليا، منذ انتهاء الحرب نهاية أغسطس فضلت إسرائيل الهدوء في منطقة غلاف غزّة على التصدي لترميم قدرات حماس العسكرية . لا أحد هنا ساذج، إسرائيل رأت أن حماس تبني قوتها لكنها فضلت التهدئة على تجدد المواجهة. لهذا ينبغي أن نأمل بأن التغيير في سياسة إسرائيل الذي شهدناه نهاية الأسبوع، غير متعلقة بالانتخابات القريبة، بل نتبعة من اعتبارات عملانية ومهنية صرفة. تهويد القدس من جهته، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، أن ما يقدم من دعم مالي للقدس لا يرقى بقدر الهجمة التي تتعرض لها المدينة المقدسة، حيث ان اسرائيل رصدت 17 مليار دولار لتهويد القدس. وقال صبيح في تصريح له عقب مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة في الدورة ال93، إن العمل من أجل القدس في الجامعة العربية يتفرع إلى فروع كثيرة منها التحرك الدولي في المنظمات الدولية على المستوى السياسي مع الاتحاد الاوروبي، والأمم المتحدة، والدول الأعضاء في مجلس الأمن، حيث إن الجامعة العربية ودولها العربية تقوم بهذا الأمر. وفيما يتعلق بالقضية المالية، أوضح السفير صبيح، انه لا يرقى ما نقدمه من دعم مالي للقدس بقدر الهجمة التي تتعرض لها المدينة المقدسة، حيث ان اسرائيل رصدت 17 مليار دولار لتهويد القدس، والسؤال ماذا عملنا كأمتين عربية وإسلامية؟؟ وأكد أن الهجمة على القدس كبيرة جدا وتحتاج الى منظومة متكاملة للدفاع عن القدس، حيث ان أهل القدس يدافعون بأطفالهم وبأموالهم والذي يدافع عن القدس الآن السيدات وغيرهن. مشروع إنهاء الاحتلال سياسياً، كشف د.رياض المالكي، وزير الخارجية، النقاب عن تعديلات ستجري لمشروع القرار الفلسطيني-العربي في مجلس الأمن لتقويته وتعزيزه وان يكون أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالموقف من القضايا الأساسية وخاصة القدس والاستيطان. وقال المالكي، وفقا لصحيفة الأيام الفلسطينية، بعد النقاشات الأخيرة التي تمت على مستوى القيادة بعد تقديم مشروع القرار فبالتأكيد أن مشروع القرار أصلا مفتوح للتعديل فيه من خلال مقترحات من الممكن أن تأتي من أي دولة من الدول الأعضاء في مجلس الامن، وبالتالي نعمل الآن على تقوية مشروع القرار من خلال إضافة بعض الصياغات اللغوية تكون واضحة ولا لبس فيها وقوية جداً وتعكس طبيعة الموقف الفلسطيني، وتحديداً فيما يتعلق بموضوع القدسالشرقية وما يتعلق بموضوع التحريض من قبل الإسرائيليين بتهديد القيادة والشعب الفلسطيني، وما له علاقة بموضوع الاستيطان بوقف النشاط الاستيطاني بشكل كامل وإشارة لقرار محكمة العدل الدولية بخصوص موضوع الجدار". ورداً على سؤال، إن كان هذا يعني انه سيجرى تعديل على مشروع القرار، قال: "نعم هناك تعديلات لتقويته وتعزيزه وأن يكون أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالموقف من القضايا الأساسية، كونه ما زال موجوداً باللون الأزرق، فهذا يعني أنه يسمح لنا دائما بإعادة القراءة وإعادة النظر ورؤية كيفية تعزيزه وتقويته بطريقة أو بأخرى". واعتبر د.المالكي أن حديث الولاياتالمتحدة عن أنها لن تدعم مشروع القرار لا يعني بالضرورة أنها ستصوت ضده حال عرضه للتصويت. وقال بهذا الشأن: "عندما يقولون لا ندعمه لا يعني أنهم سيصوتون ضده، فلو أرادوا أن يصوتوا ضده لقالوا نحن سوف نصوت ضد مشروع القرار عندما يطرح للتصويت، ولكن قالوا: نحن لن ندعم مشروع القرار وهم يقصدون أنهم لن يدعموا بمعنى أنهم لن يصوتوا بنعم لمشروع القرار وبصيغته الحالية، وإذاً فإن هذا قد يفتح بعض الأبواب، ولهذا السبب نحن لم نغلق أية أبواب ولم نستلم حتى هذه اللحظة أية ملاحظات أو مقترحات من أي جهة وتحديداً الإدارة الأميركية". وبهذا الشأن، قال د.المالكي:"سمعت بعض التصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين يقولون فيها: إن هناك بعض التعديلات المقترحة من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية، وإننا نرفضها". وأضاف: "أنا لم أسمع عن ذلك من قبل، فالجانب الأميركي لم يتقدم بأي مقترحات لتعديل مشروع القرار لأننا نعلم تماماً انه عندما التقينا بوزير الخارجية الأميركي وأخرج مساعدوه نسخة من مشروع القرار وسألوا: هل هذا مشروع القرار الذي تقدمتم به فقد اطلعت عليها وأجبت بالإيجاب، وقد سألتهم: هل لديكم أية ملاحظات على مشروع القرار فرفضوا التحدث في أية ملاحظات". وتابع: "ومن جهة أخرى فإن التصريحات عن المسؤولين في الخارجية الأميركية قالوا بما معناه: إن الإدارة الأميركية لن تدعم مشروع القرار وكونها لن تدعم مشروع القرار فبالتالي هم لن يتقدموا بأي مقترحات من اجل التعديل، ولهذا أستغرب من أين جاء البعض للحديث بأن الجانب الأميركي قدم لنا اقتراحات للتعديل ونحن رفضناها، وأعتقد أن هذا اجتهاد غير صحيح ولا نريد الآن أن يتم الحديث من قبل الإدارة الأميركية بأننا نقول تصريحات غير دقيقة، وهذا قد يسيء إلى طبيعة العلاقات الفلسطينية-الأميركية ".