شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية وشرق قطاع غزة مواجهات بين قوات الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين، على رغم عودة الهدوء نسبياً إلى القدس ورفع الإغلاق عن الضفة غداة الاشتباكات الواسعة التي شهدتها المدينة وأدت إلى جرح عشرات واعتقال أكثر من 60 فلسطينياً. وجرت مواجهات متفرقة صباح أمس في محيط نابلس، حيث قال مصدر طبي إن ثلاثة فلسطينيين كانوا يرشقون الحجارة أصيبوا بجروح حين أطلق جنود رصاصاً مطاطياً لتفريقهم. وفي شمال الخليل، رشق شبان فلسطينيون بالحجارة جنود الاحتلال الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين. وبعدها بساعات، وقعت مواجهات بين عشرات الفتية الفلسطينيين وقوة من الجيش الإسرائيلي قرب معبر كارني على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، من دون أن تسفر عن إصابات. وأوضح شهود أن عشرات الفتية عمدوا إلى رشق الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين المتمركزين عند معبر كارني والمعززين بعدد من العربات العسكرية، فيما رد الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار باتجاه الفتية من دون أن يوقعوا إصابات في صفوفهم. وكان الفتية خرجوا عن تظاهرة نظمتها قرب المعبر «الحملة الشعبية لمقاومة الجدار العازل» وشارك فيها أكثر من ثلاثمئة فلسطيني احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية في القدس وسياسة الاستيطان. وفي القدس، سمحت الشرطة بالوصول إلى باحة الحرم القدسي، لكنها أبقت على انتشار ثلاثة آلاف من عناصرها داخل البلدة القديمة وفي محيطها تحسباً لاندلاع مواجهات جديدة مع استمرار حال التوتر. وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد: «لم يتحدث أحد هنا عن انتفاضة ثالثة، اشتعلت الثلثاء بعض بؤر العنف في القدس وأعدنا فرض الأمن». ورفعت إسرائيل أمس الإغلاق التام الذي كانت تفرضه على الضفة. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي: «طبقاً لقرار وزير الدفاع إيهود باراك، رفعنا خلال الليل الإغلاق الذي كان معمولاً به في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». ودانت الحكومة الفلسطينية المُقالة أمس برئاسة اسماعيل هنية في شدة «الممارسات الصهيونية تجاه المقدسات الاسلامية، وعملية تهويد القدس المتسارعة»، فيما أفتى رئيس الهيئة الإسلامية العليا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري «بوجوب نصرة الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية، حكاماً ومحكومين». ودعت الحكومة التي تقودها حركة «حماس» الفلسطينيين إلى «التعبير عن غضبهم بكل الوسائل المتاحة وعدم السماح للاحتلال بتمرير مساعيه لتهويد القدس والسيطرة عليها وتغيير واقعها الاسلامي العربي». واعتبرت في بيان أمس أن «الانتفاضة في مواجهة المحتل خيار أصيل لوضع حد لحال الاستخفاف بالشعب الفلسطيني ومقدساته». واعتبرت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في بيان أمس، أن «الهبات الجماهيرية المتواصلة ضد الاستيطان والجدار وبناء الحزام الأمني في غزة وتهويد القدس، خطوة على طريق إشعال انتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال وقطعان مستوطنيه حتى دحر الاحتلال وإزالة الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».