قرار وزارة التربية والتعليم الذي أُعلن أمس جاء منصفا لمعلمات المناطق النائية ومنهن المعلمات من الشرقية بعد أن عانين لعقود مضت من تجاهل مميت وقاتل أدى إلى وفيات وإصابات لعدد لا يُستهان به من المعلمات خلفن وراءهن أطفالا وأسراً كن في بعض الأحيان العائل الوحيد لهم. ولعل التفكير الجدي في إعداد الجداول المدرسية لتتناسب مع حضور المعلمات ل3 أيام فقط، وتأخير بداية الدوام الدراسي في المدارس المطبقة للنظام لمدة ساعة، وبقائهن في مناطقهن بقية الأسبوع للدوام في أقرب مكتب تربية وتعليم لمنازلهن يُعد تفكيراً إبداعيا خارج الصندوق الذي اعتدنا عليه سابقا، والذي كان يقتصر على مجرد وعود بالنقل، أو مطالبة بالانتقال الكلي للسكن في المنطقة النائية، أو الاكتفاء بقبول الإجازات المرضية والاستثنائية- لمن شاءوا- لحين انتهاء العام الدراسي واستحقاق المعلمة للنقل إلى منطقتها مما يُضيع على الطالبات الكثير من الوقت والفائدة، فيتخرجن مختلفات في مستواهن التعليمي عمن سواهن في المدن والمحافظات. ولعلنا من خلال هذا المنبر نوجه أسمى عبارات الشكر والامتنان باسم «اليوم»، وبالنيابة عن كل معلمة اضطرتها الظروف لقبول العمل في منطقة نائية لخدمة الوطن إلى قائد التغيير، ومحفز التفكير الإبداعي في الميدان التربوي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، وما زلنا ننتظر المزيد في العهد الجديد.