تحت رعاية الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، تقيم جامعة الملك فيصل ندوة اليوم بعنوان (النزاهة مطلب شرعي ووطني). وستناقش الندوة بحضور مسؤولي الجامعة والدوائر الحكومية في المحافظة ثلاثة محاور رئيسة، الأول: دور الإسلام في حماية النزاهة ومكافحة الفساد، ويقدمه الدكتور زياد الحمام رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب. أما المحور الثاني: فسيتضمن الوسائل المتاحة للمؤسسات الإعلامية في الكشف عن مواطن الفساد، ويقدمه الدكتور سلطان الحمزي استشاري التخطيط الإعلامي والتطوير، في حين سيعرض المحور الثالث إضاءات حول دور الهيئة الوطنية في حماية النزاهة ومكافحة الفساد، ويقدمه فدغم الشمري أخصائي علاقات عامة في إدارة تشجيع برامج حماية النزاهة. وفي هذا الإطار، أكد مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي أن حماية النزاهة ومكافحة الفساد مطلب شرعي ووطني ينبغي أن نستشعر أبعاده وأثره كل يوم، وأن نسعى إلى جعله واقعًا في كل علاقاتنا وأعمالنا. فالفساد مسلك خطير يهدد المصلحة العامة، ويشكل محور القلق الحقيقي والخطر المحدق بتنمية الإنسانية والنهوض بها، وللأسف فإنه وحين تفرض متطلبات الحياة الملحة بكل أبعادها ضغوطها، وتخبو جذوة الوازع الديني والوطني، وتضعف الرقابة ينمو الفساد ويستشري كالوباء، فيحيد بالتنمية عن طريقها السوي، ويبدد الإمكانات والموارد، ويشل أداء المنظومات الإدارية، ويثير الشكوك، ويحبط الجهود المخلصة، ويؤجج مشاعر التذمر والتظلم في كل ضحاياه الأبرياء. وأوضح أن هذه البلاد الطاهرة بقيادة حكومتها الرشيدة سبّاقة في حضورها الفاعل ومساهمتها في الجهود المبذولة لتعزيز وتطوير وتوثيق التعاون الإقليمي والعربي والدولي في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد . مؤكدًا أنه من الواجب على المؤسسات التعليمية وضع المفاهيم الأساسية التي ترسخ رسالة مبدأ حماية النزاهة ومكافحة الفساد في مناهج التعليم العام والعالي، وأن تقوم بتنفيذ برامج توعية تثقيفية وحملات إعلامية بصفة دورية عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد. من جهته، أشار وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي المكلف الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك إلى أن أهم المتطلبات الملحة لمواجهة خطر الفساد سعي الجهات المعنية والمنظومات المؤسسية إلى تعزيز الوازع الديني، والمبادرة إلى تطوير الموظفين مهنيا، والتأكيد على تعريفهم بواجباتهم، وحقوقهم، وانتهاج الشفافية والوضوح في كافة إجراءات العمل. كما أوضح أنه بات من المفترض أن ننتقل من مرحلة التوعية والشعارات، إلى مرحلة البرامج والسياسات والإجراءات التي تحقق الأهداف المنشودة. بدوره، أعرب وكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع ووكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية المكلف الدكتور عبدالرحمن بن سلطان العنقري عن تطلعه لليوم الذي يحتفي فيه العالم بانتهاء الفساد، وتعطيل أسبابه، والسعي نحو تشكيل منظومة حياتية تنعم بالنزاهة والشفافية، ويسودها العدل والإنصاف، وتتحقق بها عمارة الأرض التي استخلفنا الله - جل شأنه - عليها. ولن يأتي هذا اليوم إلا إذا استشعر الجميع وبوعي وإدراك خطورة الفساد، وكيف استشرى في أعماق حياتنا، وبات يهدد مصائرنا، ومستقبل تنميتنا، وتطلعاتنا الحالمة بالخير والنماء . أجل لن يأتي ذلك اليوم الذي نحتفل فيه بقطع دابر الفساد حتى تصبح حماية النزاهة هاجسنا، وأحد أهم أولوياتنا.