شهدت محافظة الأحساء أمس، فعاليات عدة للتوعية بأهمية مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة، وذلك بمناسبة فعاليات «اليوم العالمي لمكافحة الفساد». واحتفلت جامعة الملك فيصل بالمناسبة، من خلال ندوة شارك فيها مديرها الدكتور عبدالعزيز الساعاتى، الذي أكد أن «حماية النزاهة ومكافحة الفساد مطلب شرعي ووطني»، مشدداً على أن «الفساد مسلك خطر، يهدد المصلحة العامة، ويشكل محور القلق الحقيقي والخطر المحدق بتنمية الإنسانية والنهوض بها». وقال الساعاتي: «حين تضعف الرقابة، ينمو الفساد ويستشري كالوباء، فيحيد بالتنمية عن طريقها السوي، ويبدد الإمكانات والموارد، ويشل أداء المنظومات الإدارية، ويثير الشكوك، ويحبط الجهود المخلصة، ويؤجج مشاعر التذمر والتظلم في كل ضحاياه الأبرياء». ودعا أعضاء هيئة التدريس والإداريينَ والفنيينَ إلى «محاربةِ أيِّ فسادٍ كان، أياً كانَ مصدرُه. بتعاون الجميع لمضاعفة الجهدِ في مجالِ حمايةِ النزاهةِ ومكافحةِ الفساد، ومن خلالِ ترسيخِ مفهوم العدالةِ والشفافيةِ في جميعِ أعمالِنا»، مؤكداً على المؤسسات التعليمية «وضع المفاهيم الأساسية التي ترسخ رسالة مبدأ حماية النزاهة ومكافحة الفساد في مناهج التعليم العام والعالي، وأن تقوم بتنفيذ برامج توعية تثقيفية وحملات إعلامية بصفة دورية، عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد». بدوره، قال رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب الدكتور زياد الحمام: «إن الفساد ظاهرة عالمية تشكو منها كل الدول، لما لها من خطورة على الأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء الإداري، ومن هنا حازت هذه الظاهرة على اهتمام كل المجتمعات وكل الدول وتعالت النداءات لإدانتها والحدّ من انتشارها ووضع الأنظمة الملائمة لذلك»، مستعرضاً بعض صور التعدي على المال العام، ومنها «سرقة المال العام، والاختلاس، وخيانة الأمانة، ومنها استيلاء العاملين والموظفين على الأمانات والعُهد المسلمة إليهم، وتسريب المعلومات السرية ونحوها، مسبباً بذلك ضرراً للآخرين». وأكد مشاركون في الندوة أهمية «توعية الجمهور وتعزيز السلوك الأخلاقي عن طريق تنمية الوازع الديني للحث على النزاهة ومحاربة الفساد من طريق وسائل الإعلام المختلفة، وخطباء المساجد والعلماء والمؤسسات التعليمية وغيرها، وإعداد حملات توعية وطنية تحذر من وباء الفساد وحث المؤسسات التعليمية على وضع مفردات في مناهج التعليم العام والجامعي، والقيام بتنفيذ برامج توعية تثقيفية بصفة دورية عن حماية النزاهة والأمانة ومكافحة الفساد وإساءة الأمانة، وكذلك حث المواطن والمقيم على التعاون مع الجهات المعنية بمكافحة الفساد، والإبلاغ عن جرائم الفساد ومرتكبيها، والعمل على وضع برامج توعية تثقيفية في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، في القطاعين العام والخاص» إلى ذلك، تنظم مؤسسة رعاية الفتيات بمحافظة الأحساء، حالياً حملة توعوية لمحاربة الفساد الإداري، بعنوان: «لا للفساد الإداري.. نعم للنزاهة والشفافية». وتهدف الحملة التي تتواصل في العام الحالي، إلى «نشر الوعي بقضية الفساد الإداري المخالف لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وعاقبته، إلى جانب تذكير الموظفات بأهمية الشفافية والنزاهة وتأثيرها على زيادة الإنتاجية في العمل على مدار العام».