معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور سليمان أبا الخيل يقف على رأس وزارة من أهم الوزارات في بلد تميز بأنه مهبط الرسالة ومنطلق نور الإسلام، كما تميز بعد ذلك بدعوة إصلاحية تجديدية خرجت بالعباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ظلامية التعلق بالخزعبلات إلى أنوار التوحيد، ولذلك فالمسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة، والمهمة المنتظرة خصوصاً في عصر التحديات المتزايدة محورية وخطيرة، ونتمنى منه: خطط عملية للتطوير والرقي بمستوى الخطباء خصوصاً والأئمة عموماً، فخطيب الجمعة دوره كبير في الإصلاح والحماية والرقي بهذا المجتمع، وقد ألزم المولى سبحانه الجميع بحضور صلاة الجمعة بل وأوجب الانصات التام لخطبتها وعدم الانشغال عن ذلك، وبالتالي لم يبق إلا أن نجد الخطيب المتمكن المخلص الحريص على تميز خطبته ونفعها. الأوقاف كنز من كنوز الوزارة، وتعامل الوزارة مع هذا الكنز ليس بالمستوى المأمول حتى الآن، ألن نرى تعاملاً عصرياً مع هذه الأوقاف من ناحية التخطيط والتنظيم والرقابة، ومن ثم الاستفادة من أموالها في دعم الجهود الدعوية للوزارة؟ التوسع في المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد، فهذه المكاتب تجربة مميزة للمملكة العربية السعودية، حكومة ورجال أعمال وعاملين، فقد قدمت الكثير ورفعت اسم الوزارة عالياً بدون أن تكلفها ريالاً واحداً! أتمنى أن يكون معالي الوزير على الدوام داعية يوجه للخير ويحض عليه، وألا يكون أداة لمن يريد تصفية حساباته مع الآخرين من خلاله أو يبني أحكامه على الظنون السيئة ويتصيد الأخطاء ويفرح بها، فلدينا جهات أمنية متخصصة في المحاسبة وهي تبذل جهدها مشكورة، أما وزارة الأوقاف، فيجب أن يكون اسمها على الدوام كاملاً «وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد»، فالرقابة والمحاسبة جزء من العمل وليست الأساس، بل الأساس الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولذلك فخطاب معالي الوزير في اليوم الأول لدخوله الوزارة هو رسالة جميلة إذا أُحسن ترجمتها، حيث بين فيه أنه سيفتح المجال للجميع للعمل الجاد البناء المخلص الذي يكافأ فيه من أحسن وأجاد، ومن حاد عن الطريق أو قصر أو أخطأ فسوف يتم توجيهه وتبيان له ذلك بأسلوب حكيم وبطريق قويم مرة ومرتين وثلاثا! حفظ الله وطننا وأصلح الجميع وسدد جهودهم لما يرقى به حقيقة.