تجتمع اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية اليوم الاثنين برئاسة الأمير مشعل بن عبدالعزيز محافظ جدة، رئيس مجلس التنمية السياحية، وحضور أعضاء اللجنة من القطاعات الحكومية والاهلية والجهات المنظمة، ويناقش الاجتماع الاستعدادات الخاصة بانطلاق الفعاليات التي تبدأ 14 من يناير المقبل، ويتابع ما تم اتخاذه من ترتيبات، حيث يعد المهرجان انعكاسا للاهتمام الكبير الذي يوليه سمو المحافظ، من اجل ان تكون جدة واحدة من المدن الاكثر تميزا في تنظيم هذه الفعاليات، والتي تجد الكثير من القبول من الزوار والسياح، ويتضمن البرنامج القادم ما لا يقل عن 70 فعالية تراثية وترفيهية وثقافية وتسويقية، فيما يعد المهرجان واحدا من ابرز الفعاليات التي تقام سنويا، اضافة الى التزامن مع الاجازة، والمرور بأفضل فترات الطقس خلال هذه الايام من فصل الشتاء، الذي يُتوقع ان ينعكس مباشرة بمضاعفة اعداد الزوار. وتواكب ادارة المهرجان هذا التميز في صياغة نوعية من الفعاليات الابداعية المتجددة وذات الخصوصية سعيا الى تحقيق التطلعات الايجابية، وذلك من خلال التركيز على واجهة الحياة بأنماطها التراثية في مدينة البحر، وتقديم مشاهد الصور في نماذج استعراضية تعيد الذاكرة الى الزمن الماضي في كثير من التفاصيل التي كانت سائدة، وتهدف رسالة المهرجان من ذلك الى التواصل بين الاجيال، في وقفات معنيّة بالتوثيق الذهني الذي يربط الانسان بالمكان والزمان بروح الانتماء الوطني، اعتزازا بما تحمله المنطقة التاريخية في جدة من الموروث الحضاري، وترسيخ ثقافة اتصالية متناغمة مع القيم العريقة في المجتمع. ويقوم عمد الأحياء ورجالات المنطقة التاريخية الذين عاصروا ولازموا واكتسبوا من ابائهم ومجتمعهم، بدور مهم من اجل ابراز الحقائق والصور الجميلة التي كانت سائدة، وما يطرح من ذكريات لكبار السن في الفترات الماضية، وترسيخ مفهوم التواصل الاجتماعي في اسمى واحلى صوره، وذلك لما تمثله جدة كمدينة ساحلية متفردة، تجمع بين عبق التاريخ واصالة الماضي، وبين زخم التطور والحداثة، وتمازج جعل منها حالة شديدة الخصوصية، وتستقطب الفعاليات السياحية بمهرجان "جدة التاريخية" آلاف المشاركين من سكان وزوار جدة، حيث تقدم الفقرات الشعبية إضافة الى الأكلات المحلية. يذكر ان جدة شهدت خلال شهر رمضان الماضي تنظيم مهرجان «جدة التاريخية»، لتعريف الزوار بتراث وتقاليد الآباء والأجداد الخاصة بهذا الشهر تحديداً، ونقل صورته الماضية ويومياته الخالدة في الذاكرة الشعبية إلى الحاضر بمقومات المكان التاريخية والحكايات الشعبية، وانطلقت الفعاليات بمسارين، الأول يبدأ من باب المدينة مروراً بشارع أبوعنبة ويمتد حتى بيت ذاكر ويعود من الطريق الموازي، والثاني يبدأ من برحة نصيف وحتى مركز عمدة حارة اليمن والبحر، وكان الإقبال على المسارين كبيراً جداً من الرواد الذين قدموا من الجنسيات المقيمة كافة، ومن زوار جدة للوقوف على رمضان في التراث الحجازي، وتزينت تلك المسارات بالإضاءة القديمة كالفوانيس وهلال رمضان، مع شعار الفعاليات التي أعادت للأذهان صوت الحكواتي والمسحراتي وبعض الألعاب الحجازية والفلكلور والمزمار والصهبة والحدري والخبيتي وغيرها، كما اكتست تلك الفعاليات بعبق الماضي الجميل، إذ أعدت بسطات المأكولات الشعبية وأقيمت المقاهي القديمة مع بعض الألعاب الشعبية، مثل الكيرم والضومنة والدومينو والداما والفرفيرة. التركيز على واجهة الحياة بأنماطها التراثية في مدينة البحر