بدأت شركات نفطية عملاقة الحد من مشاريعها للتنقيب عن النفط وخفض استثماراتها في هذا المجال وتقليص أيديها العاملة إزاء الهبوط المستمر في اسعار النفط التي تراجعت الى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات، إذ بلغ خام برنت فوق 66 دولارا للبرميل بعد أن استأنف موجة هبوطه وسط وفرة في المعروض بالأسواق عقب توقفها لفترة قصيرة في الجلسة السابقة حين وجدت الأسعار بعض الدعم في تراجع الدولار وبحسب شركة كونوكو فليبس العالمية فقد أعلنت الشركة على موقعها الالكتروني خفض انفاقها الاستثماري في عام 2015 بنسبة 20%، وهو أكبر مؤشر حتى الآن الى انكماش نشاط الشركات الكبرى. ويعكس تخفيض رأس المال انخفاض الإنفاق على المشاريع الكبرى للشركة فضلاً عن تأجيلها لبعض المشاريع التقليدية في أمريكا الشمالية. وأشارت الشركة الى أنها تتوقع تحقيق نمو 3% خلال 2015 في جميع مشاريعها والتي ترتكز في كل من اوروبا وماليزيا وليبيا. وجاء إعلان كونوكو فيليبس في اعقاب الخطوة التي اتخذتها شركة بريتش بتروليوم بخفض عدد كوادرها الادارية المتوسطة وإجراء تسريحات في وظائف أخرى أيضا. وتشير هذه الإجراءات الى أن آثار هبوط أسعار النفط بنسبة 40% منذ يوليو الماضي امتدت أبعد من شركات التنقيب الصغيرة الأشد تأثرا بتقلبات الاسعار لتشمل الشركات العملاقة ايضا. وقال رئيس مجلس ادارة كونوكو فيليبس ورئيسها التنفيذي، إن الشركة حددت مستوى ميزانيتها لعام 2015 عند مستوى تعتقد الإدارة أنه «المستوى الحكيم في البيئة الحالية». ويرى خبراء نفطيون أن نتائج التخفيضات التي قررت الشركات العملاقة إجراءها في استثماراتها ومشاريعها الانتاجية لن تظهر قبل اواخر 2015. ويتوقع الخبراء مزيدا من هبوط الاسعار إلا إذا حققت الاقتصاديات الاوروبية والآسيوية انتعاشاً أسرع من المتوقع أو حدثت غليانات سياسية جديدة في الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية. ويواصل المحللون في وول ستريت خفض توقعاتهم لأسعار النفط في العام المقبل حتى ان بعض المحللين ذهبوا الى حد التوقع بأن يهبط سعر النفط الى أقل من 50 دولارا للبرميل. وقال مصرف مورغان ستانلي في تقرير إن اسعار النفط تواجه أكبر تهديد لها منذ عام 2009 ويبدو أنها على الطريق الى عام مضطرب.