ثمة علاقة جدلية في نتائج مباريات الجولة الحادية عشرة في دوري جميل لكرة القدم التي شهدت ثأراً وتحدياً.. وفجرت مفاجآت.. وخلطت أوراقاً.. وأحدثت انقلاباً في سلم الترتيب من ناحية .. وأبقت الأبواب مشرّعة على مصاريعها للمزيد من التقلبات والاحتمالات والضربات من خلال مطاردات ساخنة من ناحية أخرى حيث برزت ظاهرة سقوط الكبار .. ولكن كيف ؟ مني فريق الاتحاد بخسارة مذلة أمام فريق التعاون الذي بهدله وكسر ظهره بأربعة أهداف متتالية .. إلا أن العميد لم يستسلم ويرفع الراية البيضاء.. ولم يُسلّم المباراة، بل أخذ من الرباعية وقوداً للتعويض وانتفض في المراحل الأخيرة واستعاد رباطة جائشه وعدّل النتيجة بثلاثة أهداف قلصت الفارق .. وأنقذته من فضيحة لكنه خرج خاسراً . وفجر العروبة ثاني المفاجآت بتعادله مع الشباب سلبياً وكان أكثر تركيزاً وحضوراً وفاعلية .. في المقابل يبدو أن الليث يمر بمرحلة انعدام وزن بعد فشله في تحقيق الفوز في أخر ثلاث مباريات فتعادل مع الرائد صفر / صفر ومع العروبة بنتيجة مماثلة وتعرض لانتكاسه وخسارة أمام التعاون 1/2 . وفرض الفيصلي (حصان جميل الأسود) التعادل السلبي على مستضيفه النصر .. وهزّ صدارته .. وفاجأهُ بتنظيم دفاعي محكم ومتقن أربك لاعبي العالمي .. وأحبط محاولاتهم في الاختراقات ما وترّ الأعصاب .. وأصاب خطة خورخي دي سلفا بالخراب.. لكن بقيت السيادة والسيطرة والاستحواذ في صالح النصر الذي نهج تكتيكاً هجومياً واحداً لم يتغير طوال المباراة بالتركيز على الكرات الطولية الساقطة في عمق الفيصلي .. ولم يستفد من هذا التفوق ومن عشر ركنيات .. وفشل العالمي في فرض حلول بديلة . ومازال الأهلي يتأرجح في دوامة التقلب بعد تعادله الاسبوع الماضي مع الفيصلي وفوزه على الفتح بشق الأنفس بهدف السوما.. وفجر الشعلة غضبه بفريق هجر وأسقطه بجدارة بثلاثية بعد تفوقه بسرعة ترابط خطوطه مهارياً وفكرياً وبدنياً..ولم يكن هجر في يوم السعد واستحق الهزيمة . وعاد فريق الخليج لممارسة هوايته .. وترفّعه عن الفوز ورفضه ترجمة الفرص الثمينة الى أهداف .. ويبدو أنه لم يتخلص من أزمته .. وكرر المشاهد الماضية وأهدر أمام نجران ثلاثة أهداف مؤكدة .. دفع ثمنها بهدف الفوز القاتل ولج مرماه في د(92).. فيما سجل الهلال فوزاً طبيعياً وسهلاً بثلاثية في مرمى الرائد (آخر الترتيب)لعدم تكافؤ القوى .. وتفوق الزعيم في الجماعية والانضباط التكتيكي والترابط..والضغط المتواصل . الدربي المنتظر .. قمر أم سَقَر ؟ غالبية السعوديين يترقبون دربي العاصمة السبت المقبل بين النصر والهلال .. بعد أن دخل التحدي والرهان كل بيت ومجلس ومخدع دون استئذان .. لِما لدوري جميل من شعبية طاغية وخصوصية نوعية وحضوراً وجذباً واشتذاباً .. والجميع يطمح بنشوة ولو مؤقته بهذه القمة المنتظرة..ومهما حاولنا تهدئة النفوس .. وتنقية الأجواء إلا أن المنطق والواقع يؤكدان أن دربي الرياض يكون دائماً زاخراً وساخناً ومثيراً وممتعاً وحافلاً بالتوتر والتحدي . فهل يكون الفوز لمن يتصدر ولا يبالي بوعورة الطريق .. وصعوبة الامتحان؟ أم يكون لمن يجد في الفوز ملاذاً لمداوة الجراح والصدمة؟ الهلال يعتبر أن معركة السبت ستحوله إلى القمر.! والنصر يصّر على أنه سيهزمه وسيكويه بسَقَر .! .. والى اللقاء .