تسعى جماعة الحوثي المسلحة إلى بسط سيطرتها على المؤسسات الرسمية بقوة السلاح، وفرض إتاوات مالية على بعض التجار ورجال الأعمال تحت مبرر دعم «مقاتلي جماعة الحوثي في حربها ضد القاعدة»، كما أصدرت بطاقات خاصة لدخول المؤسسات التعليمية منها جامعة صنعاء عليها شعار الحركة. وفي ساعة مبكرة من صباح الأحد اقتحم مسلحو جماعة الحوثي المجمع الحكومي في محافظة الحديدة الساحلية (230 كلم إلى الغرب من صنعاء). وقال مصدر إعلامي ل(اليوم): إن مسلحين حوثيين طردوا حراسة المجمع الحكومي في الحديدة، وانتشروا في بوابات المجمع كحراسة وعقدوا اجتماعًا مغلقًا في المجمع مع محافظ الحديدة صخر الوجية، ولم تكشف نتائجه حتى الآن. وتفرض جماعة الحوثي المسلحة سيطرتها على مفاصل السلطات المحلية في الحديدة منها ميناء الحديدة الدولي، وبدأت مواجهة مباشرة مع قوى الحراك التهامي المطالب بخروج مليشيات الحوثي من المدنية وعودة الحياة إلى طبيعتها قبل اجتياح مسلحي الحوثي للمدينة منتصف أكتوبر الماضي. وتسعى الجماعة إلى إيجاد منفذ بحري إلى البحر الأحمر؛ لتمرير أسلحة ومعدات عسكرية إلى يد مسلحي الجماعة لدعم حربها في عدة مدن يمنية، وكانت «اليوم» كشفت في وقت سابق عن تمرير أسلحة إيرانية دخلت إلى اليمن عبر البحر الأحمر. من جهة أخرى قالت مصادر في مدنية ذمار (100كم جنوبصنعاء): إن مسلحي جماعة الحوثي فرضوا إتاوات غير قانونية على تجار في مدنية ذمار تحت مبرر دعم مقاتلي الحوثي. وقالت مصادر محلية بمدنية ذمار ل(اليوم): إن ما تسمى ب«اللجان الشعبية» في ذمار -100كم جنوب العاصمة صنعاء- فرضت على بائعي القات رسومًا لدعم مجهودها الحربي في منطقة رداع والبيضاء ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وتابعت تلك المصادر إن مسلحي الحوثي فرضوا مبلغ مائة دولار شهريًا على بعض التجار في مدنية ذمار وأب وبعض المدن الأخرى مثل البيضاء ورداع ويريم. إلى ذلك كشف طلاب في جامعة صنعاء عن توزيع بطاقات خاصة بالطلاب بدخول الجامعة عليها شعارات للحوثي في إطار فرض سيطرة الجماعة على مفاصل السلطة بينها مؤسسات تعليمية منها جامعة صنعاء. ويواصل المئات من طلاب جامعة صنعاء فعالياتهم الاحتجاجية لرفض تواجد المليشيات المسلحة في حرم الجامعة للأسبوع الثالث على التوالي؛ مطالبين بخروج المسلحين وعدم التدخل في الشؤون الأكاديمية للجامعة من قبل ما بات يطلق عليها «اللجان الشعبية» التابعة للجماعة. وتعهد الطلاب بمواصلة احتجاجاتهم ضد تواجد المسلحين في الحرم الجامعي حتى إخراجهم، مجددين طلباتهم بإيجاد حرس مدني للجامعة وعدم ترك الأمور الأمنية بيد مسلحي جماعة الحوثي ممن يطلقون على أنفسهم اللجان الشعبية الطلابية. على صعيد آخر ينظم عدد من الإعلاميين والناشطين الحقوقيين وأهالي التجار في المحافظاتالجنوبية وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية اليمنية بالعاصمة صنعاء اليوم الإثنين؛ للمطالبة بوضع حد للجرائم التي يرتكبها -ما قال عنها البيان الذي حصلت اليوم على نسخة منه– «مسلحي الحراك الجنوبي» بحق مالكي المحلات التجارية من أبناء المحافظات الشمالية في حضرموت وعدد من المحافظاتالجنوبية الأخرى. ويتعرض تجار ينتمون إلى المحافظات الشمالية منذ عدة أيام لمضايقات واعتداءات على منازلهم ومحالهم التجارية في مدن حضرموت ومدن جنوبية أخرى. وطالب أهالي التجار المنظمات الحقوقية المحلية والدولية ووسائل الإعلام بالحضور والمشاركة في الوقفة التي ستطالب الدولة ببسط نفوذها ووضع حد للانتهاكات، وشهدت العام الماضي مديرية الشحر إحراق عدد من المحلات التجارية بلغت تكلفتها مائتين وثمانية وعشرين مليون ريال يمني يملكها تجار من أبناء المحافظات الشمالية.