ملفات عديدة يجب فتحها للنقاش بعد نتائج المنتخب السعودي المخيبة للآمال في دورة خليجي 22 في الرياض، فالأداء طوال مباريات المنتخب في الدورة لم يكن موازياً للإمكانات السعودية الرياضية العريضة وما يوافقها من تطلعات جماهيرية كانت تنتظر الفرحة بكأس الدورة الذي استحقه المنتخب القطري الشقيق بجدارة واحترافية تستحق التقدير والمباركة؛ بينما على الجانب الآخر تفرض نتائج منتخبنا الحديث والبحث بمهنية ومسؤولية عن جوانب الخلل والمعوقات في صناعة النتائج المفرحة للجمهور وعدم تعليق الأسباب على مجرد افتراضات أو تداول مبررات لا تعبر عن ذات المشكلة أو تمنع تكرارها في منافسات قادمة؛ فتسويق مسببات الإخفاق وتحديدها فقط في أداء المدرب لوبيز لا يقنع الجماهير ولا يصحح المسار حيث ظل المدرب وفي ختام أكثر من منافسة رياضية هو المشجب الأقرب لتعليق كل الإخفاقات عليه، وكأنه اللاعب الذي تخاذل في مسؤوليته الوطنية خلال العمر الزمني للمباريات أو هو الإداري في اتحاد كرة القدم الذي جانبت قراراته بعض المحسوبية وقلة الخبرة والشجاعة أو الجمهور المحلي الذي كرر الانتقاد تلو الانتقاد وقاطع المدرجات لمجرد تأثره بالشحن المعنوي العام ضد المنتخب أو هو الإعلامي الذي صنع فجوة بين المنتخب وجمهوره في صناعة إعلامية غريبة قدمت الميول نحو الأندية المحلية على مصلحة المنتخب والتي تمثل مصلحة الوطن وسمعته. فليس من المعقول أن يتحمل المدرب وحده مسؤولية هذه المنظومة الواسعة التي يمثل كل منها حجر زاوية في بناء المنتخب، الذي نتطلع إلى توجهه نحو الصعود والحضور في منصات التتويج بفنيات راقية ونتائج مستحقة توازي حجم ما يُعد له. فوسطنا الرياضي بكل مكوناته للأسف الشديد، يصنع التبرير ويقتنع به، بل ويعممه كنتيجة نهائية دون أن يكون لذلك التبرير مقاييس فنية مقنعة، فأتمنى كمتابع أن يتاح للمدرب لوبيز فرصة الحديث للإعلام المحلي بصراحة عن رؤيته لأسباب الإخفاق حتى لا تصلنا لاحقاً من الإعلام الخارجي بعد إقالته، ونتعامل معها بعاطفية مفرطة محملين مصادرها بالتحامل علينا، مثلما حدث فعلاً لجملة مدربين عالميين تولوا مهمة التدريب لمنتخبنا وطويت مع رحيلهم مشاكل جديرة بالبحث، بينما في جعبتهم ما يمكن أن يفيد لتصحيح المسار. فنحن أمام البطولة الآسيوية وقد خسرنا الخليجية التي كانت بين أيدينا ويجب أن نستعد عبر كل المسارات لمعالجة الوضع ونحلل الظروف محملين كلاً مسؤوليته، حتى وإن كانت النتائج صادمة ومؤلمة، كأن نكتشف حقيقة حماسة اللاعبين وولائهم لأنديتهم أكبر منها للمنتخب، أو حتى الجماهير التي مارست علناً هذا الدور المخيب. فالمسؤولون في الاتحاد السعودي لكرة القدم وكذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب يجب أن تكون لهما وقفات حازمة مع كل سبب يمكن القناعة به في الوقوف وراء هذا الإخفاق الذي نؤمل ألا يتكرر ونحن أمام منافسات قوية قادمة.