لا أحد يعترض على قرارك الذي اتخذته بالزواج من ثانية، ما دمت ترى في نفسك القدرة على القيام بواجبات التعدد وحقوقه، لكن حقك علي كأخ أن أقول لك: ( بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير )، وأن أذكرك بأمور أرجو أن تعينك وتريحك، فليتسع لها صدرك: * اتق الله واعدل، وجاهد نفسك على ذلك، فالعدل شرط في هذه العلاقة، وعليه يقوم الاستقرار ، وبه يتحقق التوفيق، ولا يدفعك ضغط أحدهما أو حبك لها لزيادة ما تقدمه لها على الأخرى. كما لا يدفعك سكوت الأخرى لبخسها حقها، وتذكر الحديث: «من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل». * اعدل في القسم بينهما، في النفقة والمبيت والسكنى، واعلم بأن المقصود بقوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} ما يتعلق بالميل القلبي والحب. * لا تدفعك مداراة الأولى أو محاولة كسب الثانية إلى إعطاء أي منهما أكثر من حقها، فهما الآن منك بمنزلة واحدة في الحقوق، فاضبط عواطفك ومشاعرك. * في بداية التعدد راع الأولى مراعاة لا تظلم فيها الثانية، فهي مصدومة بزواجك من أخرى، وتحمل ردة فعلها الطبيعية، ولا تتمادى في المراعاة فتتمادي هي في الضغط عليك. * أفهمها أن قدرها باق وحبها مستقر، وزواجك حاجة أو رغبة لا تمس قدرها ومكانتها. * أثن على الأولى عند أهلها، وأولادها. * حاول كسب أولادك في صفك، لكن لا تذم والدتهم، ولا تسخر من ردة فعلها. * اصبر على كل أذى (متوقع) دافعه الغيرة، وتعامل معه بحكمة، فالتعدد قرار اتخذته باختيارك، مع سابق علمك بطبيعة النساء، وتأمل حديث قصة كسر الصحفة، وضع نصب عينيك دوما قول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : «إن الغيرى لا تبصر أعلى الوادي من أسفله» فهذا يخفف من استفزاز تصرفاتهن لك. * أكثر من الدعاء وسؤال الله العون على العدل، وحسن القيام بحقوقهن عليك، وأن يسعدك بهن ويسعدهن بك. * الإنجاب والاستقرار حق لكل زوجة، ومن اللؤم منعها أو تهديدها بالطلاق إن حملت، ما لم يكن شرطا بينكما. * أفتى العلماء بأنه لا يجوز لك أن تجمع زوجاتك في بيت واحد إلا برضاهن. * لا تسمح لأي منهما بالحديث عن الأخرى، وكن حازما في ذلك. * لا تذم إحداهما عند الأخرى، ولا تشكو إليها ما تلقاه منها، فهذا حق لها ورفعة لك. * لا تتكلم في إحداهما عند الأخرى. * لا يدفعك إحسان إحداهما للأخرى في أي أمر أن تطلب منها تكراره، فمبادرتها كرم منها، وطلبك يوحي بميلك للمطلوب لها. * احتسب الأجر فيما تقدمه لهما «حتى اللقمة يضعها في فيّ امرأته». * اجعل إليهما قرار التواصل فيما بينهما، فلا ترغمهما على التواصل، ولا تمنعهما، بخلاف أولادهما فهم اخوة ويجب أن ينشأوا على الارتباط ببعضهم. * كن واضحا وعادلاً في موضوع القسم لهما، وخدمة أي منهما أو زيارتها في يوم الأخرى. * حدد بداية اليوم ونهايته، واجعل لقسمك بعد السفر ضابطا عادلا معروفا لكل منهما. * كن سخيا، فكما قيل: «السخاء والكرم سبب لستر العيوب، والبخل والشح سبب جالب لكشفها». * لا تسمح لإحداهما بالتواصل معك في يوم الأخرى، إلا في حال الضرورة، وإن خالفت فكن حازما معها، ولا تتساهل، فذلك يستفز من هذا يومها. * لا تتحدث عند أحد عن ميلك القلبي لإحداهما، فالأحاديث تسري وتصل للأخرى. * لا تقارن بينهما، فلكل منهما ميزاتها، ولا تبحث عن ميزات هذه في تلك. * لا تنس للأولى سبقها، وللثانية حقها. * تغافل عن صغائر الأمور منهما، واعدل في الصغائر تجاههما. * إذا دعا أحد أهلك إحدى زوجتيك لمناسبة، فلا تكن وسيطا في الدعوة، بل أطلب منهم التواصل المباشر معها. * لا تحتفظ في جوالك بأرشيف المحادثات معهما، أو أقفله برقم سري وتأكد من عدم اطلاعهما عليه. * الإصلاح يبدأ بالنصيحة لا المقارنة، فضلا عن أن تكون المقارنة بين زوجتيك. * احذر فبعض المعددين يميل إلى أولاده من التي يحبها أكثر من أولاد الأخرى. * لا تجعل أولادك حكما أو ضحية لخلافك مع أمهم. * اجعل لاصطحاب أولادك من هذه لبيت الأخرى قاعدة تسري على الجميع. * لا تفترض علاقة دون أخطاء، ولا حياة بلا مشاكل. * تجارب الآخرين استفد منها ولا تستنسخها.