في الوقت الذي انطلقت فيه تصريحات المسؤولين بإدارة الطرق بالشرقية عن اتخاذ حلول لطريق الخالدية المتجه الى نصف القمر، إلا أن هذه الحلول التي قامت بها الادارة كانت مجرد "مسكنات" لم تنجح في إنهاء مسلسل الحوادث اليومية على هذا الطريق الحيوي، ولا تزال الحوادث مستمرة عليه. وفي شهر مارس من العام الحالي صرح المسؤولون بإدارة الطرق ل(اليوم) اتخاذ الاجراءات لازدواج الطريق ليصبح مزدوجا يفصل بجزيرة وسطية من الاتجاهين، وتنفيذ تقاطع علوي على تقاطع الطريق مع طريق شاطئ نصف القمر بعد الحوادث المرورية المستمرة التي يشهدها الطريق الحيوي. وأوضح المسؤولون أنهم سينفذون حلا مؤقتا من خلال وضع حواجز خرسانية وأعمدة مرنة في منتصف الطريق وتكثيف عوامل السلامة اللازمة، ووضع الحواجز الخرسانية بداية من تقاطع الطريق مع طريق مجلس التعاون، كما تم اقامة أعمدة مرنة بداية من تقاطع الطريق مع طريق شاطئ نصف القمر، وشكلت لجنة لدراسة هذا الطريق من أمانة المنطقة الشرقية وإدارة المرور وادارة الطرق والنقل، بالإضافة لشركة أرامكو السعودية، وقد توصلت هذه اللجنة إلى حلول دائمة وحلول مؤقتة يتم تنفيذها من قبل تلك الجهات، كما أن هناك بعض المقترحات طلب تنفيذها من أمانة المنطقة الشرقية وشركة أرامكو السعودية. ولم تفلح هذه الحلول في انهاء الحوادث التي تقع على الطريق، والتي كان اخرها مصرع طالب بجامعة الامير محمد بن فهد وغيره من الارواح التي سقطت على الطريق. ومن جانب آخر، تحدث عدد من سالكي طريق الخالدية في منطقة العزيزية عن معاناتهم مع الطريق، والحلول التي يرونها ضرورية لإنهاء هذا المسلسل. طريق رئيسي يقول احد الطلاب الذي تخرج من الجامعة في عام 2013م عبدالملك الكوهجي: إن الاسم المشهور لطريق الخالدية سابقا هو "المهجور"؛ وذلك لأنه كان بالفعل مهجورا، فلا خدمات ولا إمدادات ولا إضاءة وقليل من الناس تسلكه، ومؤخرا عرف باسم "طريق الخالدية" ولم يعد مهجورا البتة، لاسيما مع اغلاق مدخل شاطئ نصف القمر من جهة خط بقيق السريع، واصبح طريق الخالدية طريقا رئيسا يسلكه رواد شاطئ نصف القمر، بالإضافة لمرتاديه المعتادين من طلاب الجامعة الذين بلغ عددهم ما يزيد عن 5000 طالب وطالبة، زد على ذلك المشاريع والمخططات الجديدة التي تقام على جانبيه، وما يتضمنه ذلك من استخدام دائم للطريق من قبل مركبات النقل الثقيل ومعدات البناء، والملاحظ أن الطريق بالنسبة لآخرين لا يزال مهجورا، فلا يوجد خدمات او امدادات او بنية تحتية أو طاقة استيعابية تتماشى مع الاستخدام اليومي لهذا الطريق من قبل مرتاديه. وأضاف الكوهجي: إن الحلول التي طبقت على طريق الخالدية خلال الاربع سنوات الفائتة كانت ولا تزال أحد أهم اسباب الحوادث والوفيات عليه، فهي حلول عشوائية وتفتقر لأي تنظيم هندسي أو مدني، ولو وزعنا منشورات على طلاب في المرحلة الابتدائية لتعبئة مقترحات لكانت مقترحات أفضل بكثير مما جرى تطبيقه في طريق الخالدية، وتحول الطريق منذ ذلك إلى معمل تجارب لكل الافكار السيئة التي يمكن ان تطرأ على بال أحد. ويشير الكوهجي الى أنه تم وضع حواجز معدنية في نهاية الطريق لفترة محدودة ثم تمت ازالتها، ثم وضعت حواجز اسمنتية في بداية الطريق بامتداد 1-2 كيلومتر تقريبا، وتسببت هذه الحواجز فيما لا يقل على 5 حوادث خطيرة في فترة قصيرة، وبدلا من ازالتها تفاجأنا بزيادتها ومدها الى نهاية الطريق. الشاحنات والوفيات ويقول سالم القحطاني من مرتادي الطريق: إنه من الامور التي تزيد من خطورة الطريق وكانت سببا في العديد من الحوادث والوفيات هي الشاحنات، بالرغم من وجود لوحة "ممنوع دخول الشاحنات" على مدخل الطريق، والتي تم وضعها مؤخرا فقط بعد مساعٍ من إدارة الجامعة، فلا تزال الشاحنات تتهادى على الطريق كما تشاء، وليتها تمسكت في الطريق فقط، ولكنها أيضا اصبحت تقف على جانبيه كما تشاء وتخرج من جانبيه كما تشاء وتعكس السير ايضا كما تشاء!! ولا رقيب أو حسيب. وحتى الان، لا تزال الشاحنات ترتاد الطريق بعيدا عن اي رقابة او حساب. من الذاكرة ويقول علي الناصر "موظف بأحد الشركات": أستطيع ان احصي من ذاكرتي ومن مشاهداتي على الطريق حالات لأشخاص اعرفهم شخصيا، فهناك 12 طالبا لقوا حتفهم على هذا الطريق، ومثلهم او اكثر اصيبوا اصابات بالغة لا يزالون يعانون منها، بالإضافة الى الخسائر المادية، ومن لقي حتفه من غير طلاب الجامعة ممن لا نعرفهم او لم نسمع عنهم، وكيف لأم أو أب أن يرتاح قرير العين وهو يعلم ان ابنه او ابنته تسلك هذا الطريق كل يوم. ويكمل محمد الخالدي من مرتادي الطريق: إنه طوال 8 سنوات لم تسفر الحلول المطبقة سوى عن فشل ذريع وخسائر ووفيات اكثر، ليس هناك حل لطريق الخالدية الا بإغلاقه فورا وإعادة إنشائه بمعايير عالية المستوى من ناحية السلامة والامن والمواصفات والطاقة الاستيعابية وخطط التوسع العمراني المستقبلية. حلول مناسبة وأضاف الطالب في جامعة الأمير محمد بن فهد، الأمين العام لمنظمة "ون الطلابية" في الجامعة، ممثل الجامعة في مجلس الشباب بالمنطقة الشرقية هيثم المبارك بقوله: تعبنا ونحن نطالب بتوفير حلول مناسبة لطريق الخالدية، وقد تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، موت محقق أو إصابات بالغة، فعدد كبير من منسوبي جامعة الأمير محمد بن فهد (سواء كانوا طلاب أو طالبات أو غيرهم) لقوا حتفهم بسبب حوادث طريق الخالدية، وأيضاً غيرهم من المواطنين الذين يرتادون الطريق، وهناك أسباب عديدة لمأساة الطريق، منها عدم الالتزام بحدود السرعة وعدم ربط حزام الأمان والانشغال بالجوال وقت القيادة، أيضاً منها دخول الشاحنات ومضايقتها لقائدي المركبات على الطريق (على الرغم من وجود لوحة إرشادية تمنع دخولها باللغتين العربية والإنجليزية). ويذكر رئيس منظمة "ون" الطلابية بجامعة الأمير محمد بن فهد، أمين مجلس شباب المنطقة الشرقية محمد بن حمد المغلوث انه لا يوجد على الطريق أي من محطات الوقود ولا نقاط مساعدة كالهلال الأحمر أو الدفاع المدني، وطريق "الموت" خلال الخمس السنوات الماضية يؤسفني أن أسمع أن عدد الحوادث في هذا الطريق 1487 حادثا حيث ان نسبة الوفيات تجاوزت 62٪. وفي كل صباح نودع أهالينا ويستودعوننا الله، ولا نعلم سنعود أم سنحمل على الاكتاف. ويكمل احد طلاب جامعة الامير محمد بن فهد ياسر العصيمي وزميله حسن الانصاري بقولهما: آن الآوان أن نتحرك للحفاظ على أرواح زملائنا، وقد يلجأ البعض للإحصائيات التي تبين أن نسبة الأمان تتجاوز نسبة الحوادث والوفيات، ولكننا نرفض أن يعامل من فقدناهم كأرقام لا كأرواح. الطريق قديم ويحتاج إلى صيانة شاملة ويقول راجح الاكلبي من سالكي الطريق ان الطريق قديم ويحتاج الى صيانة شاملة من اوله الى آخره، وكذلك وضع الحواجز الاسمنتية على الطريق بشكل غير مناسب، وغير آمن فبعضها تخرج من مسارها فتسبب خطرا على السيارات التي تعبر الطريق، وايضا خلال موسم الصيف تكثر الكثبان الرملية على هذه الحواجز، ما تتسبب في إغلاق الطريق ووقوع الحوادث. ومن الشباب صغار السن تحدث محمد العتيبي وعبدالله السبيعي، واشارا الى ان اغلب الشباب اثناء مرورهم بالطريق يكونون على سرعات عالية جدا دون رقابة من احد، وكذلك ردات الطريق ووجود الحواجز غير المستوية، وكذلك الرمال وتراكمها على الطريق ووجود المطبات عن تقاطع الطريق مع حي العزيزية دون ارشادات للسلامة، فلا يمكن مشاهدتها الا بعد الوقوع فيها ووجودها بالقرب من انحاء الطريق، ما تتسبب في حوادث وتلفيات بالسيارات وكذلك ضيق الطريق مع وجود الحواجز الاسمنتية والكثبان الرملية والسرعات العالية كل هذا وغيره يتسبب بحوادث على الطريق. طابور طويل من الشاحنات على الطريق مرتضى بو خمسين أحد مرتادي الطريق يتحدث لليوم لافتة الشاحنات تحولت الى لوحة لا قيمة لها