عُقد أمس في المدينةالمنورة اللقاء الرابع من لقاءات الحوار الوطني العاشر، الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تحت عنوان "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية"، بحضور نحو 70 مشاركا ومشاركة، يمثلون نخبة من العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين من مختلف الأطياف الفكرية في منطقة المدينةالمنورة. وتطرّق لقاء الحوار الوطني العاشر، الذي عُقد بالمدينةالمنورة لمناقشة موضوع التطرف وآثارة على الوحدة الوطنية من خلال أربعة محاور، حيث تناول الأول، التطرف والتشدد "واقعه ومظاهره"، والثاني موضوع (العوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد)، والثالث تطرق إلى مناقشة (المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد)، فيما تناول الرابع (سبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد). وأوضح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، رئيس مجلس الأمناء لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وعضو هيئة كبار العلماء، أن اللقاءات الثلاثة السابقة التي عقدها المركز، خرجت بحصيلة من الأفكار والرؤى الوطنية تجاه هذه القضية الهامة على مستوى الوطن، التي ستساهم، في مواجهة هذه الظاهرة. مؤكدا على استمرار المركز في تنظيم اللقاءات وإطلاق المشاريع والبرامج الجديدة التي من شأنها مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها في إطار مسؤولياته وأهدافه السامية لتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع الأطياف من خلال مشاريعه وأنشطته المستمرة لترسيخ ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال. من جهته؛ أوضح فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام للمركز، أن اللقاء الذي نظمه المركز بالمدينةالمنورة يأتي امتداداً للقاءات التي بدأها المركز في مدينة عرعر لتشمل جميع مناطق المملكة، تهدف إلى إشراك جميع الطاقات الفكرية واستنهاضها للمشاركة بالرؤى والمقترحات تجاه القضايا الوطنية الهامة. وفي سياقٍ ذي صلة؛ أقامت الجامعة الإسلامية بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مساء أمس الأول ندوة بعنوان "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية" شارك فيها كلٌّ من فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، والدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند مدير الجامعة الإسلامية، وفيصل بن معمر، وأدارها الدكتور غازي بن غزاي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة. وفي المحور الأول، تحدث الشيخ الدكتور المطلق عن العلم باعتباره حصناً من حصون الذَّود عن الدين والوطن، حيث أكد أن التطرف لا دين له وكذلك الإرهاب، والله تعالى نهى أهل الكتاب عن الغلو والتطرف. وبيّن أن التطرف هو بضاعة الشيطان يعرضها في كل دين وبيئة وزمان، ولا يزول ذلك إلا بالعلم الحقيقي المستمد من الكتاب والسنة. وفي المحور الثاني من الندوة، تحدث مدير الجامعة الإسلامية وقال: أمة الإسلام أمة واحدة وهذه الوحدة لا تسر الشانئين، وإن الناظر لهذه الفتن التي تعانيها بلاد المسلمين اليوم، يجد أن وراءها أعداء الأمة الذين يريدون بالمسلمين شراً لا خيراً، وهذه الفتن ما دخلت بلداً إلا أدخلت إليه القلاقل والشرور، فلو صبر المسلمون على ما كانوا عليه لكان خيراً لهم. من جانبه، قال ابن معمر: إن هذه البلاد هي مهبط الوحي والرسالة، وهذا الشرف لا يوازيه أي شرف، وما يميز هذه البلاد أيضا هو تحقق وحدتها على يد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- بعد أكثر من ألف عام من التباعد والتفرق، وقد حرسها الله بملوك تحققت على أيديهم إنجازات زاهرة، إلى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين- متّعه الله بالصحة والعافية-، فقد أنجزت في عهده مشاريع تنموية على عدة مسارات تعليمية. وتناول اللقاء الرابع من لقاءات الحوار الوطني العاشر لمواجهة ظاهرة التطرف، والذي اختتم أعماله أمس نتائج اللقاء التي تلاها الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومن أبرزها: التأكيد على أهمية دور كبار العلماء والدعاة والأئمة والخطباء في مواجهة الفكر المتطرف من خلال التبصير بماهية وكنه التطرف بوصفه فكراً مجافياً للوسطية, ينطوي على كره الغير كراهية تؤدي إلى انتهاك الضرورات الخمس التي شدّد الاسلام على صونها ممثلة في الدين والنفس والعقل والعرض والمال. دعوة المؤسسات الشرعية والاجتماعية والثقافية لتوضيح مفهوم التطرف. دعوة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الى إعداد استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التطرف استثماراً لما تم طرحه وتداوله من أفكار واراء في جميع اللقاءات الحوارية في مناطق المملكة, تشمل طرق الوقاية منه وسبل علاجه. اشراك المجتمع بمختلف فئاته لمكافحة التطرف من خلال حث الجهات ذات العلاقة بما فيها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بإجراء دراسات استطلاعية تشمل جميع مناطق المملكة للتعرف على مظاهر التطرف والكشف عن مخاطره وتحديد سبل معالجته ومواجهته.