قيام المغنية تايلور سويفت بسحب ألبومات أغانيها من شركة خدمات الموسيقى الرقمية سبوتيفاي، جعل بعض الناس يتساءلون عن مستقبل الموسيقى المنسابة (وهي الموسيقى التي تأتي من خلال الوسائط الرقمية دون انقطاع). وكان السبب في ذلك هو خلاف حول عوائد حقوق الملكية، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشركة سوني. التحول من الملكية إلى الوصول الحر هو نتيجة مؤكدة بالنسبة للشركة، فقد توقعت سوني اليوم أن بث الموسيقى عبر الإنترنت والاشتراكات سوف يشكل في الأربع سنين القادمة 60 في المائة من إيرادات صناعة الموسيقى البالغة 8.2 مليار دولار. وهذا يعتبر أكثر من 3 أضعاف النسبة الحالية التي تبلغ 18 في المائة. النقطة التي تتفق فيها سوني مع سويفت هي أن على الناس أن يدفعوا مقابل الاستماع وتنزيل الموسيقى. تعتبر الشعبية التي تلقاها الأغاني المجانية التي تقدمها سبوتيفاي وباندورا السبب في فشل إيرادات الموسيقى المبثوثة عبر الإنترنت في وقف تراجع مبيعات الموسيقى المسجلة على السي دي وتنزيل هذه الموسيقى على أجهزة الكمبيوتر. وتقدر سوني أن كل اشتراك مدفوع يعادل في قيمته سبع قطع تبث على الإنترنت من الموسيقى المجانية، وفي مقابل كل واحد من زبائن سبوتيفاي البالغ عددهم 12.5 مليون من الذين يدفعون مقابل اشتراكهم، يوجد أربعة لا يدفعون شيئاً. قال مايكل لينتون -الذي يرأس أعمال الترفيه في سوني، للمساهمين أثناء اجتماعه معهم في طوكيو-: إن جعل الناس يدفعون للموسيقى هو التحدي الرئيسي لصناعة الموسيقى في الوقت الحاضر، وهو عمل بسيط من ناحية الأعمال؛ لأن الاشتراكات تعني توقع الإيرادات وتكرارها، ويمكن أن تقدم مثل هذه الأعمال هامشاً من الربح وتوجه ضربات لتلك الشركات التي اعتادت الوصول إلى المخازن التقليدية ذات الوجود المادي. قال كيفين كيليهير، كبير الإداريين الماليين أثناء الاجتماع المذكور مع المساهمين: «إن الشيء الأهم في كل ذلك هو القيمة التي تستطيع شركة الموسيقى الحصول عليها والمبلغ الذي يستطيع الفنان الحصول عليه من طرق الاستهلاك المختلفة، وكان رد فعل تايلور متعلقاً بنماذج بث الموسيقى المدعومة بالإعلانات». اما سويفت -التي انتقدت البث عبر الإنترنت على أنه السبب في تراجع مبيعات الألبومات- فلم تعلق على السبب الذي دفعها لترك شركة سبوتيفاي، كما أنها رفضت من قبل إعطاء شركة الخدمات الموسيقية البومها الجديد المسمى «1989» وهو أكبر إصدار في العامين الماضيين والذي تفوق على إصدارات من العيار الثقيل مثل ألبومات بيونسيه وكولد بلاي وليدي جاجا. كانت شكوى سويفت من شركة سبوتيفاي بالتأكيد أكثر من خلاف على جوانب مالية متعلقة بخدمات مدعومة بالإعلانات، فقد تساءلت هذه المطربة البالغة من العمر 24 عاماً عن الممارسات الفعلية الخاصة بإعطاء الموسيقى مجاناً. كتبت سويفت في صفحة المقالات الافتتاحية على موقع صحيفة وول ستريت جورنال في شهر تموز (يوليو): «الموسيقى فن، والفن مهم ونادر، والأشياء المهمة والنادرة قيمة، والأشياء القيمة يجب الدفع مقابل الحصول عليها». دافع دانيال إيك، الرئيس التنفيذي لشركة سبوتيفاي، عن الشركة بقوله إن اجتذاب الناس من خلال العروض المجانية هو الأساس الذي بني عليه نموذج الأعمال منذ إنشاء الشركة، وهو الذي جعل من الممكن دفع أموال بلغت 2 مليار دولار لإرضاء منفذي هذه الأعمال. وأضاف: إن فنانة مثل سويفت يمكنها أن تكسب أموالاً تبلغ 6 ملايين دولار في هذه السنة. لكن بعد ما تنتهي كل هذه الأمور وتتم تسويتها، لا يزال على سوني حتى الآن البدء بخدمات البث الموسيقي الخاصة بها عبر الإنترنت. يشار إلى أن سوني تمتلك حصة في شركة فيفو، وهي الشركة التي تستضيف مقاطع أفلام الفيديو وتقدم فيديوهات موسيقية من سوني ميوزيك ومجموعة يونيفيرسال ميوزيك. وتعتمد إيرادات فيفو على الدعايات.